الوطن

عزوف الجزائريين عن سوق السيارات والعقار بسبب الرئاسيات

تخوفا من حدوث اضطرابات تهوي بالأسعار

 

 

 يبدو أن الوضع السياسي الجزائري المتقلب، والاستحقاق الرئاسي القادم أصبح يؤثر تأثيرا مباشرا على الاوضاع الاقتصادية للجزائريين، خاصة في المجالين اللذين عرفت الجزائر فيهما حركة كبيرة في السنوات الاخيرة وهما السيارات والعقار، اللذان عرفا تراجعا وركودا كبيرا في نهاية السنة الماضية وبداية السنة الحالية،  حيث أن اقتناء السيارات أصبح لا يستهوي العائلات الجزائرية، والتي عزفت عن هذا السوق، بسبب ادخارها المال لعدة أسباب. 

فقد أكد لـ "الرائد" أحد تجار السيارات والذي يمارس هذه المهنة منذ مدة طويلة، أن السوق لم يعرف مثل هذا الركود والانهيار في الاسعار من قبل، حيث قال التاجر إن الفرق في السعر أصبح يصل في بعض الاحيان الى عشرة ملايين سنتيم عن السعر الحقيقي للسيارة، والتي كانت تباع به في السنة الماضية مثلا، وعن أسباب تدهور سوق السيارات قال نفس المتحدث إن ذلك يعود إلى الوضع السياسي الحالي وحالة الغموض التي تخيف المواطنين، وهذا ما أكدته الارقام الصادرة من طرف إحصائيات الجمارك والتي بينت انخفاض فاتورة استيراد السيارات الإجمالية للسنة الماضية بما قيمته 269 مليون دولار، منها 248 مليون دولار خاصة بتراجع فاتورة استيراد وكلاء السيارات، وأضاف تاجر السيارات في سياق حديثه أن السوق قد يعرف بعض الانتعاش في الصيف، خاصة وانه موسم الاصطياف والتنزه للكثير من الجزائريين، أما عن العقار فقد أكدت لنا إحدى مالكات مكتب عقاري، أن السوق يعرف ركودا كبيرا خاصة في مجال الاشتراء، مرجعة السبب في ذلك الى ارتفاع الاسعار، معتبرة في ذات السياق أنها وصلت الى أسعار خيالية في بعض الأماكن، وأكدت مالكة المكتب العقاري أن الطلب قد زاد على الإيجار في الآونة الاخيرة، وعن سبب ذلك قالت نفس المتحدثة إن السبب الرئيسي هو مشروع  "عدل 2" الذي جعل الكثير من الناس والذين تم قبولهم في هذه الصيغ باستئجار بيت الى غاية الحصول على السكن من طرف الوكالة، أما عن البيع فقد أكدت صاحبة الوكالة أنه هو كذلك يعرف بعض الصعوبات بسبب الغموض الذي تعرفه الحالة السياسية في البلاد لأن الكثير من الناس بحسبها يفضلون أن تبقى أموالهم لديهم أو في البنوك على ان يحولوها الى عقار، خوفا من انهيار الاسعار.

عبد الباري .ع

من نفس القسم الوطن