الوطن

منظمات طلابية تابعة للنظام وقواعد رافضة لدعم بوتفليقة!

قيادة أركان الحملة الانتخابية لبوتفليقة تستدعي أمناءها العامّين

رغم أن موازين القوى خلال سباق الرئاسيات في الجزائر تحكمها عوامل تتعلق بالمال والسطوة السياسية، إلا أن النظام يحاول كل مرة كسب التأييد الشعبي لإضفاء الشرعية على مثل هذه الاستحقاقات، خاصة هذه المرة باعتبار وجود عدد كبير من الأطراف المعارضة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، ومن هذا المنطلق يحاول النظام بسط سيطرته على منظمات المجتمع المدني، منها التنظيمات الطلابية على خلفية أن الطالب الجزائري لطالما كان له دور في المشهد السياسي أثناء الثورة وبعد الاستقلال، وفي هذا الصدد أفادت عدد من المصادر أن قيادة أركان الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة قامت باستدعاء الأمناء العامين لهذه المنظمات الطلابية، من أجل ضبط الأوضاع بالجامعة التي من المؤكد أنها لا تعيش بمعزل عن السياسة وتتفاعل مع هذه الانتخابات الرئاسية، ولعل هذه الخطوة من المشرفين على الحملة الانتخابية للرئيس تثبت القلق الكبير الموجود لدى السلطة من الحراك داخل الجامعة، خاصة وأن أغلب القواعد النضالية لهذه التنظيمات التي تنشط بالحرم الجامعي غير مقتنعة بمواقف قياداتها الداعية لترشح عبد العزيز بوتفليقة في بداية الأمر والمستعدة الآن لدعمه خلال حملته الاتنخابية.

 

برغم أن المؤشرات الواقعية تفيد بأن السلطة لا تعول كثيرا على تنظيمات المجتمع المدني منها التنظيمات الطلابية، خلال الاستحقاقات الرئاسية لأن هذه الاخيرة تحكمها عوامل أخرى تتعلق بدوائر القرار والمال، إلا أن هذا لا يمنع النظام من كسب هذه المنظمات الطلابية من أجل إحكام القبضة والسيطرة على كل موازين القوى، خاصة وأن الحراك الطلابي هو الأخطر في كل البلدان، ولعل ما يخيف السلطة وجعل قيادة الأركان للحملة الانتخابية للرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة تستدعي الأمناء العامين للمنظمات الطلابية هو عدم اقتناع القواعد النضالية لهذه التنظيمات الطلابية بموقف القيادة الداعمة لترشح عبد العزيز بوتفليقة، الحالة التي غذتها الانقسامات الموجودة في هذه التنظيمات، حيث يعرف اتحاد الشبيبة الجزائرية الذي لم يبرأ من الانقسام الحاد الذي عرفه في نهاية سنة 2003، على خلفية الانتخابات الرئاسية التي جرت سنة 2004، صراعات طاحنة مستمرة بين قياداته وأجنحته التي يزعم كل طرف فيها حصوله على الشرعية، نفس السيناريو يحدث مع الاتحاد العام الطلابي الحر الذي أفقدته الصراعات تأثيره في الساحة الجامعية، وفشل مؤتمره الأخير، بسبب الصراع السياسي القائم داخل هياكله، ومحاولة أطراف تابعة للسلطة السيطرة عليه، وإبقائه في جهة مساندة الرئيس بوتفليقة، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، هو الآخر يعاني الانقسام وتعدد القيادات التي تدعي كل منها الشرعية، الأمر الذي خلق صراعا كبيرا رغم أن كلا الطرفين ساند برنامج الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن هذا الواقع وهذه الانقاسامات خلقت نوعا من عدم الرضى من القاعدة النضالية حول مواقف قيادات المنظمات الطلابية من الرئاسيات المقبلة، خاصة وأن الاحتجاج الأخير ضد العهدة الرابعة كان من ضمنه العديد من طلاب الجامعات، كذلك الحراك الطلابي الموجود لصالح مرشحين غير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فهل هذا القلق الموجود والرفض الخفي حول تزكية المنظمات الطلابية لبوتفليقة رئيسا لعدة رابعة يتحول إلى تمرد عند القواعد النضالية وينتقل للحرم الجامعي ويغير من مواقف قيادات المنظمات أو على الأقل يجبرها على السكوت عن كل ما هو سياسي والاهتمام بالطالب ومشاكله داخل الجامعة وترك السياسة لأصحابها؟؟.

 

سارة زموش

 

من نفس القسم الوطن