الوطن
"القاعدة تريد تكرار تجربة "الصحوات" في العراق وإعلان تمبكتو عاصمة إسلامية"
الأزواد العرب ينسحبون من تمبكتو بأمر من "أبي زيد"، خبراء يتوقعون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أفريل 2012
يبدو أن الوضع في شمال مالي سيعرف المزيد من التوتر بفعل سيطرة تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على مدينة تمبكتو، وإعلان أزواد العرب انسحابهم منها بعد تحذيرهم من قبل زعيم القاعدة من إمكانية وقوع مجزرة، وهو ما جعل بعض المتتبعين يتوقعون إعلان إمارة إسلامية من قبل هذا التنظيم تكرارا لتجربة "الصحوات" في العراق.
حسب ما ورد أمس من معلومات نقلتها وكالة فرنس بريس حول الوضع في شمال مالي، فإن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الصحراء "أبي زيد" طلب من مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير أزواد مغادرة مدينة تمبكتو التي كانوا قد سيطروا على أجزاء منها، وبناء على طلبه، أعلنت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد المؤلفة من عرب من منطقة تمبكتو، التي سيطرت أول أمس الجمعة على جزء من هذه المدينة شمال مالي، وأنها غادرت المنطقة بطلب من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ونقلت وسائل إعلام غربية عن عمر ولد شريف، أحد مسؤولي الجبهة قوله "أبوزيد، زعيم القاعدة في المغرب الإسلامي شخصياً، طلب من عناصر الأزواد مغادرة تمبكتو بعد ساعات من استيلائهم عليها لتفادي حدوث معارك"، وهو ما تم بين الجمعة إلى السبت، حيث أكد مصدر أمني مالي أن "مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير أزواد غادروا المدينة مساء بناء على طلب القاعدة، إلى ذلك أشار مصدر أمني في المدينة إلى أن حوالي 100 سيارة تنقل مقاتلين مسلحين من الجبهة الوطنية لتحرير أزواد، أتت أمس إلى حي سون فيل في تمبكتو، وأضاف "جئنا لنحمي وندافع عن منطقتنا التي تمتد من تمبكتو إلى تاودنيت شمال المدينة، وكانت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد، التي تعارض انفصال شمالي البلاد كما يطالب الطوارق، وتعارض تطبيق الشريعة الإسلامية كما فعلت الأحزاب الإسلامية، قد دخلت إلى وسط مدينة تمبكتو بعد سيطرتها على مدخليها الشرقي والجنوبي الخميس الماضي.
أنصار الدين تلعن إنشاء شرطة دينية
بالموازاة مع هذا، ذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس أن جماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة أنشأت شرطة إسلامية، وقال مصدر مطلع في المدينة إن "أنصار الدين أنشأت أول أمس الجمعة شرطة إسلامية في تمبكتو لتطبيق الشريعة على اللصوص"، وأوضح عيسى مايغا أحد أعضاء المجلس البلدي في المنطقة لذات الوكالة، أنه تم إنشاء شرطة إسلامية في مقر بنك التضامن المالي السابق في تمبكتو وستطبق أنصار الدين الشريعة لأن هناك الكثير من حوادث السرقة، وأضاف مصدر آخر في تمبكتو أن آلية كتب عليها الشرطة الإسلامية باللغة العربية تجوب المدينة.
حسب خبراء: القاعدة تسعى لإعلان تمبكتو إمارة إسلامية
ويعتقد العديد من المتتبعين لما يحدث في شمال مالي، أن الأمور قد تسيير نحو إعلان إمارة إسلامية تكون عاصمتها تمبكتو، حيث أرجع خبراء في الدراسات السياسية شاركوا في ندوة بالمغرب حول "سيناريوهات الحل في ظل التغيرات ولعبة الموازين" بخصوص حرب الأزواد الأخيرة وتداعياتها على المنطقة، أن الأمور بشمال مالي لن تعود للوراء فيما يتعلق بتطلعات شعب أزواد للاستقلال أو على الأقل الحصول على حكم ذاتي موسع، وقال في هذا الجانب، ولعل ما يضاعف الضغوط على الغرب، حسب رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية عادل عمر، فإن هناك قلقا متناميا إزاء تزايد نشاط تنظيم القاعدة في شمال مالي ورغبته في تكرار تجربة "الصحوات" في العراق، وكنتيجة حتمية، إعلانه إمارة إسلامية في تمبكتو، وهو هاجس يقلق الغرب الذين يحاولون منع ذلك عبر إقناع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمحاربة الحركات الإسلامية المحسوبة على القاعدة التي قاتلت معها ضد الجيش المالي.