الوطن

حمروش يواصل استعراض خارطة الطريق بـ"مرحلة انتقالية"

شبه النظام القائم بالشجرة التي جفت ولابد من سقوطها دون خسائر

 

جدد تأكيده على وجود مساومات وضغوطات في كل استحقاق رئاسي

حذر أول أمس، رئيس الحكومة السابق، مولود حمروش، من حالة الانسداد التي تعيشها الجزائر اليوم، وهي على مقربة من إجراء انتخابات بحجم الرئاسيات، منتصف الشهر القادم، حيث استغل الندوة الصحفية التي عقدها أمس أول، بفندق السفير بالعاصمة، لشرح ورقة الطريق التي سبق وأن اقترحها قبل عشرة أيام، من خلال البيان الذي صدر عنه، للتأكيد على أهمية الذهاب للحل الأأمن للخروج من هذه الوضعية التي ستدفع بالجزائر نحو المجهول بعد تاريخ الـ 17 أفريل الداخل، ولم يكتفي الرجل بهذا فقط بل جدد تأكيداته من خلال الرسائل التي حرص على توجيهها في هذا اللقاء، على أنّ الذهاب إلى مرحلة انتقالية هو الذي يراهن عليه، لأن بناء نظام حكم ديمقراطي وتشييد دولة القانون هي مقاربات في متناولنا أي عكس ما يدعيه دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس، ونفى المتحدث أنّ يكون من خلال بيانه الأول قد لمحّ لفكرة ترشح، وقال في هذا الصدد"إني أستسمح عذرا كل الذين اعتقدوا أن تصريحي السابق كان إعلان ترشح كما أشكرهم على ما أبدوه من ثقة..وأملي أن نتخلص جميعا لا سيما الأجيال والنخب الصاعدة من كل ما عشناه في الماضي من أوزار وأن نتجه بصدق نحو حلول عملية مثمرة".

واعتبر رجل الإصلاحات، أن هذه القناعات تأتي بعد أن تيقن بأن الاقتراع المقبل سيكون مبني على الإقصاء مادام النظام قد اختار طريق الانسداد، بالذهاب إلى هذه الانتخابات فالمشكلة بالنسبة إليه ليس ترشح الرئيس الحالي لعهدة جديدة أو لا بل تتعلق بإجراء الرئاسيات في ظل هذه الظروف التي يرى بأنها لا تجسد دولة القانون وشبه حمروش حالة النظام القائم بالشجرة التي جفت وتكاد تسقط وأن الرهان اليوم أن نجعل سقوطها دون خسائر، لهذا فقد دعا المتحدث الجيش إلى ممارسة مهامه الدستورية في حماية الشعب وإرادته.

وشكلت الخرجة الثانية لرئيس الحكومة السابق، مولود حمروش، فرصة لتشريح واقع النظام الحالي الذي قال بأنه يعيش اليوم أزمة داخلية، والدفاع عن نفسه خاصة وأن دعاة العهدة الرئاسية الرابعة روجوا في الفترة الماضية إلى أن الرجل قد عقد مع النظام صفقة سيتم بموجبها منحه منصب نائب الرئيس بعد تعديل الدستور مباشرة بعد تنصيب الرئيس في منصبه للمرة الرابعة، وقد أظهرت الرسائل التي حرص على بعثها رائد الإصلاحات في الجزائر، بأن سيناريوهات عديدة ستكون عليها الجزائر بعد الرئاسيات المقبلة، سواء بترشحه أم بعدم ذلك، من منطلق أن هناك أخطار وإزلاقات قد تحدث بين قطبي النظام التي ترى في ترشحه وفي عدم ترشحه أيضا أمر لا يخدم المصلحة الوطنية.

وحرص المتحدث في هذا اللقاء الذي بدأه بخطاب قصير لم يتجاوز الـ 7 دقائق كان معدا سلفا لإلقائه أمام الحضور الغفير من الصحافة الوطنية والدولية وكذا الساسة الذين حرص بعضهم على سماع أطروحاته، على أن يقدم نفسه في ثوب رجل المرحلة الانتقالية من خلال تأكيده على ضرورة أن ينسى الجميع الماضي ويتم فتح صفحة جديدة، لا يخضع فيها أحد إلى مساومات خاصة كتلك التي تحدث أمام كل المواعيد الانتخابية، وتطال رجال الدولة، المتعاملين الاقتصاديين، حيث قال بأن"قوات دفاعنا تواجه ضغطا والمتعاملين الاقتصاديين أيضا".

وفي تعقيبه على ما ورد في رسالته الأولى، وما حملته من قراءات وتأويلات، قال حمروش"لقد تفاديت الخوض في الجدل حول مسألة الترشيحات وفي الجدل حول تجديد العهدة الرئاسية"، مشيرا في هذا السياق إلى أنه يفضل عوض استحضار الماضي الحاضر التركيز على مستقبل هذا الحاضر وما يمنحه من فرص وحظوظ مع الإلحاح على توظيف التقاليد السياسية الراسخة في صياغة التوافقات والتسويات وتجسيدها، خاصة وأنّ عوامل الانسداد ما زالت قائمة وهو الانسداد الذي يحمل في طياته مخاطر حقيقية وتهديدات خطيرة تغذي عوامل التفرقة وتشل عمل المؤسسات وتضع الرجال تحت وطأة ضغوط مستحيلة.

هذا، ورفض المتحدث أن يقدم الحلول التي على الجميع انتهاجها للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، لكن هذا لم يمنعه صراحة من الدعوة إلى الإطاحة بهذا النظام ولكن بطريقة منظمة وبشكل مدروس يساعد الجميع في تحقيق هذا المسعى.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن