الوطن

"حزبي لم يمارس عليّ الضغط حتى أعلن الحياد في مسألة ترشحي للرئاسيات المقبلة"

جدد التزامه بقرار"حمس"الرامي لمقاطعة الانتخابات سلطاني لـ"الرائد":

 

  • مقري يعيد الانشقاقات داخل"حمس" !
  • السلطة الموازية تراود مناصرة للترشح

احدث موقف ثلاث احزاب اسلامية مقاطعة حالة استنفار قصوى داخل بعض هذه الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها، خاصة لدى حركة مجتمع السلم التي كان يطمح كل من رئيسها الحالي عبد الرزاق مقري، ورئيسها السابق أبو جرّة سلطاني إلى افتكاك أحقيته في تمثيل هذا التيار في رئاسيات أفريل المقبل، غير أن مجلس شورى الحركة رفض الانخراط في هذه الصفقة وأعلن مقاطعته للاستحقاق ولم يكتفي بهذا فقط، بل طالب كل من مقري وسلطاني الراغبين في الترشح باسم الإسلاميين للانتخابات بضرورة الالتزام بهذا الخيار والعمل على تأكيده في كل الخرجات السياسية لهم، وبالرغم من محاولات هذين الشخصيتين إلى الاستثمار في منصبهما لعقد تحالفات ناجحة باسم التيار الإسلامي لاقتطاع تأشيرة المشاركة في الرئاسيات وكسب ودّ السلطة، وأدى الغلق الذي طبقته حركة مجتمع السلم على رئيسها السابق أبو جرة سلطاني بحسب ما أشارت إليه مصادر"الرائد"، بإيعاز مباشر من رئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري إلى إجهاض كل الخطط التي تم إعدادها من طرف أنصار العهدة الرئاسية الرابعة الذين رأوا في سلطاني البديل الأمثل لكل زعماء التيار الإسلامي وقد سبق وأن أشرنا في أعدادنا السابقة إلى أن أطرافا من السلطة أرادت أن تدفع بسلطاني إلى سباق التنافس على كرسي قصر المرادية في انتخابات أفريل المقبل، وهو الأمر الذي خلق بلبلة داخل الحركة التي عقدت قياداتها اجتماعات ماراطونية في الفترة الماضية بهدف حثّ الطرفين إلى عدم الانخراط في الوضع السياسي الغامض الذي يكتنف الشارع السياسي الجزائري، ولم تكتفي هذه القيادات بهذا الإجراء فقط، حيث أوضحت ذات المصادر أن هناك جناح قوي داخل الحركة يسعى للإطاحة برئيسها الحالي عبد الرزاق مقري دون توضيح أسباب أو موعد ذلك، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هذه المسألة سيتم التطرق إليها مباشرة بعد الرئاسيات المقبلة وعليه فقد قررت هذه القيادة التصدي لكل المحاولات التي تريد بعض الأطراف إدخال حركة حمس فيها خاصة والجزائر مقبلة على رئاسيات يشوبها الغموض.

سلطاني:"حزبي لم يمارس عليّ الضغط حتى أعلن الحياد في مسألة ترشحي للرئاسيات المقبلة"

وقد أكد الحراك الذي ينتهجه عبد الرزاق مقري في الآونة الأخيرة مع قيادات الحزب تجاه ما يقوم به أنصار سلطاني داخل الحركة وخارجها بهدف الدفع به كمترشح بديل للتيار الإسلامي في الرئاسيات المقبلة إلى مطالبة هذا الأخير بإعلان موقفه الرسمي من الرئاسيات القادمة، وهو الأمر الذي قال سلطاني في حديث له مع"الرائد"، أمس أنه يجدد التزامه بالقرارات التي صدرت عن مجلس شورى الحركة، الرامي إلى مقاطعة الرئاسيات المقبلة، مشيرا إلى أن هذا القرار الذي يعبر عنه منذ انعقاد مجلس الشورى منذ أسابيع وأعلنوا فيه عن قرار مقاطعة"حمس" للرئاسيات لم يأتي بطلب أو بضغط مارسته عليه القيادة الحالية للحركة، وإنما من منطلق أنه مناضل في الحزب ويخضع كغيره من المناضلين لكل القرارات التي تصدر عن القيادة المخولة قانونا لإبداع مثل هذه المواقف.

وأشار سلطاني إلى أنه لن يترشح ولن يتقدم للاستحقاق الانتخابي تحت أي عنوان أو جهة، وأن الذين بنو توقعاتهم بوجود عكس هذا الخيار عنده قد جاء من منطلقات عديدة أهمها تواجد اتصالات ومشاورات عديدة جمعت بينه وبين عدد من الأطراف التي تهتم لمصلحة الوطن قبل أي شيء، وعليه فقد أوضح المتحدث أن هذه المشاورات قد جاءت من منطلق أنه يبحث مع هؤلاء عن ضمانات أوثق لتأمين المستقبل وحماية الوطن والدفاع عنه وعن الوحدة الوطنية بغض النظر عن الألقاب والأسماء والمواقع والمواقف التي يتبناها أو تصدر عن هؤلاء.

وفي سياق متصل بالوضع السياسي العام الذي تعيشه الجزائر، قال سلطاني"أدرك جيدا، كما يدرك كل مواطن حر، أن الوطن أكبر من قدرات كل المتنافسين على التربع على عرش المرادية، وأن الوطن أوسع من تزاحم جميع التشكيلات السياسية، وأن الجزائر فوق الرؤوس والرؤساء، خاصة وأن الأوضاع العامة التي تمر بها الجزائر، لم تعد تتحمل المزيد من الأخطاء بعد أن تم إقحام لاعبين جدد داخل الملعب السياسي في الوقت المقتطع من ديمقراطية الواجهة" واعتبر الرئيس السابق لـ"حمس"، أنّ ما يجري في الكواليس، من بحث عن التوازنات وسياسة الاستقرار المهتز وأساليب الضغط المتعاكس ضمن سياقات أمنية شائكة وطنيا وإقليميا، هي التي دفعت به لتأكيد أهمية الموعد الانتخابي القادم، الذي يرى بأن" ما يحدث اليوم لم يعد مناسبا للقصف العشوائي بالثقيل ضد أهداف هي من مكونات العمود الفقري للدولة، وقد لا يعلم كثير من أصحابه وعرّابيه عواقب ما انتدبوا للقيام به"، في إشارة واضحة منه لأمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي تهجم على المؤسسة العسكرية في خرجاته الإعلامية الأخيرة، مشيرا إلى أن"الرهان الأكبر للرئاسيات، هذه المرة، لم يعد مرتبطا كثيرا بطبيعة فارس قصر المرادية المرتقب بقدر ما صار مرتبطا استراتيجيا بحواشيه وبطانته" وعليهم فإنه يرى بأن الرئيس المقبل الذي سيأتي في هذه الظروف المحيطة الآن بالخارطة السياسية الجزائرية لن يستقر على العرش طويلا إذا لم يدرك أن عهد الحزب الواحد قد انتهى.

السلطة تساوم موقف  الإسلاميين المقاطعين  بـ"جبهة التغيير" 

ويبدو بترسيم قرار المقاطعة من"حمس"، يبدو جليا أن مرحلة المفاوضات بين السلطة وسلطاني قد وصلت إلى طريق مسدود، وهي التي دفعت بالأطراف التي حركت هذه المفاوضات بين بعض قيادات التيار الإسلامي والسلطة التي تراهن على الرئيس في المرحلة القادمة، قد وصلت إلى طرق مسدود وهو الذي دفع بها إلى البحث عن لاعبين جدد كما قال سلطاني دون الإشارة إليهم بالاسم والصفة، ويتربع بحسب ما أكدته مصادر من محيط دعاة العهدة الرئاسية الرابعة، اسم عبد المجيد مناصرة، على رأس الشخصيات التي يرجح لأن تكون لاعبا يضفي مصداقية للانتخابات  الرئاسية، حيث تكلف عبد السلام بوشوارب بترتيب هذه الصفقة، حيث عرض عليه هذا الأخير تقديم نفسه كمرشح للرئاسيات المقبلة مع ضمان تقديم التواقيع الخاصة بترشحه له قبل انتهاء الآجال القانونية لذلك، وإدراج اسمه على قائمة الشخصيات السياسية التي ستكلف بإحدى الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن