الوطن

"افريكوم" توسعت بجوار الجزائر لكبح النفوذ الصيني

تقرير لمركز البحوث والدراسات السياسية الكندي يكشف

 

 

كشف أمس، تقرير لمركز  البحوث والدراسات السياسية الكندي، أن التوسع الأمريكي في إفريقيا عبر مؤسسة "افريكوم" العسكرية بدعوى دعم الاستقرار ، هو  في حقيقة الأمر سوى لعبة تحاك في خضم الصراع الذي مس جيران الجزائر مثل ليبيا ومالي لوقف النفوذ الصيني في المنطقة. 

 ونشر "جلوبال ريسيرش" الكندي، المعني بنشر البحوث والدراسات السياسية، تقريرا للكاتب والمحلل السياسي الأمريكي إريك دريستر"، تناول فيه التوسع الإمبريالي الأمريكي في أفريقيا بدعوى دعم الاستقرار. وقال التقرير إن الولايات المتحدة زادت بهدوء من دائرة وجودها العسكري على مدار العقد المنصرم الماضي في جميع أنحاء أفريقيا في محاولة لمواجهة النفوذ الصيني وغيرها من الدول الناشئة، في الوقت الذي تقوم فيه بإحكام سيطرتها على الموارد الاستراتيجية الهامة وطرق التجارة. 

أوضح التقرير  أن الولايات المتحدة، مثل حلفائها بريطانيا وفرنسا، حافظت على نفوذها وسيطرتها غير المباشرة في أفريقيا لفترات طويلة، من خلال مؤسسات مالية مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الأفريقي للتنمية، ووسعت نفوذها السياسي باستخدام منظمات إغاثة مثل هيئة المعونة الأمريكية، والمنظمات غير الحكومية مثل الصندوق الوطني للديمقراطية ومؤسسة فريدوم هاوس وغيرها. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة توسعا عسكريا غير مسبوق في أفريقيا دون أن يلاحظه الجمهور الأمريكي تقريبا، موضحا أنه بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأت الولايات المتحدة في توسيع نموها ووجودها العسكري في القارة الأفريقية تحت ستار الحرب على الإرهاب، وسوقت هذه الفكرة إلى الشعب الأمريكي الذي كان يجتاحه الخوف، وباستغلال برامج مثل مبادرة "عموم الساحل"، التي طُوِّرت بشكل أوسع لاحقاً في مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء الكبرى.

كما تمكنت واشنطن من تقديم المساعدة العسكرية والمالية إلى البلدان المتعاونة في شمال أفريقيا، وهي سياسة تعني أن الجيش الأمريكي أصبح القوة المهيمنة في منطقة الساحل، ويقوم بتوفير الموارد البشرية والمادية لحكومات المنطقة، ما يعني التبعية الضمنية إلى القيادة العسكرية في الولايات المتحدة. وكانت مبادرة عموم الساحل، وفقاً لمكتب مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عبارة عن جهد تقوده الدولة لمساعدة مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا، في الكشف عن أي تحركات مشبوهة للناس والبضائع عبر وداخل حدودها، والاستجابة لها من خلال التدريب والمعدات والتعاون عام 2005، استُبدلت بمبادرة أوسع نطاقاً هي مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء الكبرى، والتي أُدمِجت بدورها في شعار أفريقيا الأمريكية عام 2008.

كما أنشأت إدارة بوش مؤسسة شعار أفريقيا الأمريكية "أفريكوم" عام 2007، لتكون بمثابة منظمة عامة تنطوي تحتها جميع الأنشطة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، وأصبحت أفريكوم سلطة عسكرية مستقلة رسميا، واتسع نطاق نشاطها بشكل كبير على مدار سبع سنوات، إذ امتد وجودها المباشر أو غير المباشر إلى كل البلدان الأفريقية تقريباً.

محمد. أ

من نفس القسم الوطن