الوطن

بن بيتور يتوجه إلى خيار الانسحاب من الرئاسيات

في بيان سيصدر عنه اليوم يتحدث فيه عن التطورات الأخيرة التي تعيشها البلاد

 

  • الطبقة السياسية تنتظر الخطوة الأهم في مسار مولود حمروش!

يرتقب أنّ يصدر اليوم رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، بيانا سياسيا، يتناول فيه رأيه في التطورات الأخيرة التي تعيشها الجزائر، قبل وبعد إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال عن ترشح الرئيس لعهدة رئاسية رابعة، بالرغم من أن الكثير من الأطراف السياسية تعتبر أن مسألة ترشحه لم يفصل فيها بعد، وسيخصص بن بيتور والمرشح المحتمل للرئاسيات المقبلة عبر هذا البيان بحسب ما أشارت إليه مصادر"الرائد"، حيزا كبيرا للحديث عن عدد من القضايا التي تهم الطبقة السياسية من جهة والشارع الجزائري من جهة ثانية خاصة وأن الجميع ينتظر موعد انتهاء الآجال القانونية للراغبين في الترشح للرئاسيات القادمة، لمعرفة هوية فرسان هذا الاستحقاق، وبحسب ذات المصادر فإنها تستبعد أن تحمل هذه الخرجة الإعلامية من وزير المالية السابق، قرارا نهائيا من قبله بخصوص مسألة مشاركته في الاستحقاق الانتخابي من عدمه، حيث سيترك المجال مفتوحا على كل الاحتمالات طالما أن الغموض يبقى هو المتحكم في زمام الأمور لحدّ الساعة، وبالمقابل لا تزال الطبقة السياسية عندها خاصة تلك التي لازالت لم تفصل في مسألة الرئاسيات، الخطوة الثانية والأهم من رئيس الحكومة السابق مولود حمروش والتي ترى بأن إعلانه الأول عن خارطة الطريق التي يريد أن يسير عليها في حالة ما تقدم لرئاسيات الـ 17 أفريل المقبل فرصة لإخراج الجزائر من الوضع المعقد الذي تعيش فيه منذ بدأت ترتفع الأصوات التي تنادي بترشح الرئيس لعهدة رئاسية رابعة.

المعارضة تنتظر أن يتحدث الرئيس والموالاة تشرع في جمع التواقيع له 

وبحسب ذات المصادر، فإن الطبقة السياسية عندنا التي لازالت تنتظر الإعلان عن مسألة ترشح الرئيس لعهدة رئاسية أخرى بشكل رسمي، حيث وبالرغم من أن قيادات حزب جبهة التحرير الوطني أكدت في تصريح لها أمس لـ"الرائد"، على أن سحب الاستمارات الخاصة بترشح الرئيس الشرفي للحزب ومرشحه للرئاسيات القادمة عبد العزيز بوتفليقة قد تم سحبها صبيحة أمس، حيث تم سحب مليون ونصف المليون استمارة في اليوم الأول من العملية في انتظار سحب كمية أخرى في الأيام القادمة، إذ يطمح الأفالان لجمع تواقيع تفوق مليوني توقيع، إلا أن هؤلاء ينتظرون ظهور الفرسان الآخرين لسباق الرئاسيات القادمة، خاصة وأن أنباء عديدة تقول بأن رئيس الحكومة السابق مولود حمروش يعتزم دخول هذا المعترك لتكون مسألة ترشح الرئيس لازالت لم تحسم بشكل رسمي طالما أنه لم يعلن عن ذلك بشكل رسمي. ويرى المتتبعون للمشهد السياسي أن طريقة الإعلان عن ترشح من قبل وزيره الأول عبد المالك سلال مؤخرا من مدينة وهران يشوبها الكثير من الغموض لكون دعاة العهدة الرئاسية الرابعة سبق وأن أكدوا على أن الرئيس سيعلن عن ترشحه بنفسه وليس عن طريق متحدث باسمه.

وبالمقابل أكد عمار سعداني في تصريح له لـ"الرائد"، أنه قد تم وقوع الاختيار على سلال الوزير الأول ليكون مديرا لحملته الانتخابية، ما يعني أن تعديلا حكوميا في الأفق سيجريه الرئيس على تشكيلة الحكومة الحالية، مما ينفي الأخبار التي راجت مؤخرا حول اعتزام دعاة العهدة الرئاسية الرابعة تعيين عبد القادر واعلي مديرا للحملة الانتخابية للرئيس.

بن بيتور يرى في الجزائر بعد العهدة الرابعة دولة مميّعة!

ويأتي هذا الحراك الذي يبادر به اليوم أحمد بن بيتور من خلال البيان الذي يعتزم إصداره، للتطرق إلى المسائل التي تشغل الساحة السياسية الوطنية، التي ستقبل في شهر أفريل المقبل على استحقاق انتخابي هام، وسيركز رئيس الحكومة السابق بحسب ما أشارت إليه مصادرنا على تقديم آرائه فيما يحدث في الساحة الوطنية، وتتزامن هذه الخرجة التي يقوم بها بن بيتور بعد أن أصبحت العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لدى العديد من الفاعلين في المشهد السياسي أمرا واقعيا فيما لازال بعض الأطراف ترفض هذا الطرح وتنتظر حتى انتهاء الآجال القانونية لمعرفة حقيقة هذه الأخبار، وبالمقابل لن يغامر المترشح بتقديم نفسه للرئاسيات في حالة ما تقدم بوتفليقة فعلا إلى سباق المنافسة، وهو الأمر الذي سبق وان أوضحه بن بيتور في تصريح سابق لـ"الرائد"، حيث قال بأنه سيعلن عن قراره النهائي بخصوص التقدم للرئاسيات من عدمها حين يصدر القرار النهائي للرئيس من هذه المسألة، وبما أن الغالب في نظر الرجل والعديد من الساسة فإن تقدم بوتفليقة نحو عهدة رئاسية رابعة وارد بنسبة كبيرة، وأن إعلان الوزير الأول عن ترشحه لهذا الموعد قد أفقد الكثيرين شهية دخول هذا الاستحقاق من منطلق أن الرئيس لن يترشح ليخسر فيه، كما أن دخول الرئيس لعهدة رئاسية جديدة دليل قاطع في نظر هؤلاء على أن الانتخابات لن تكون مفتوحة ولن تكون شفافة.

ولم تستبعد ذات المصادر أن يترك الفرسان المعلنون عن مسألة ترشحهم للرئاسيات المقبلة الرئيس يتقدم لوحده لهذا الاستحقاق إذا ما أعلن فعلا عن ترشحه بشكل رسمي دون متحدث عنه، ويحتل علي بن فليس الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني صدارة هؤلاء الذين سينسحبون من المنافسة خوفا من تكرار سيناريو رئاسيات 2004 التي أجبرته على الابتعاد عن المشهد السياسي لحوالي 10 سنوات قبل أن تدفع به بعض الأطراف إلى المشهد من جديد ظنا منها أن لا وجود لعهدة رئاسية رابعة في أجندة الرئيس، وتأكد هو من هذا بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها بوتفليقة منذ أشهر.

الطبقة السياسية تنتظر الخطوة الأهم من حمروش!

وإن كانت طريقة دخول بن فليس لسباق الرئاسيات قد تمت بسيناريوهات متعددة، فإن رئيس الحكومة السابق ورائد الإصلاحات السياسية في الجزائر، مولود حمروش رفض أن ينخرط في الدعوات التي كانت تأتيه من كل جهة من أجل الدفع به لإعلان ترشحه، حيث انتظر الوقت المناسب ليدفع بخارطة طريق وبرنامج يراهن عليه الرجل لإخراج الجزائر من الأزمة التي تعيشها في أعلى هرم السلطة، دون أن يؤكد أو ينفي أو حتى يلمح لمسألة ترشحه، تاركا الفرصة أمام أصحاب القرار للفصل في هوية مرشحهم لهذا الاستحقاق، وقد دفعت الرسالة التي أصدرها العديد من الشخصيات السياسية والحزبية وحتى من رجال السلطة إلى وضعه في خانة الأشخاص الذين يمكنهم أن يشكلوا رجل التوافق والإجماع الذي طالما نادت بوجوده الطبقة السياسية، خاصة وأن الظروف الحالية التي تمر بها السلطة تجبرها على البحث عن رجل بمواصفات حمروش الذي سيعلن في الساعات القادمة عن قراره النهائي بخصوص هذه الدعوات التي تطالبه بالترشح.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن