الوطن
تصريحات فرنسية وتكشف حقيقة العلاقة مع المغرب
وصفها بالعشيقة التي" لا نحبها ولا نتخلى عنها"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 فيفري 2014
احتجت الرباط على تصريحات وصفتها بالجارحة والمهينة بحق المملكة نسبت إلى السفير فرنسا بالولايات المتحدة فرانسوا دولاتر قال فيها أن المغرب "عشيقتنا التي نجامعها كل ليلة"، في حدث جاء ليزيد من تعميق حالة الفتور الدبلوماسي بين المغرب و فرنسا وذلك على خلفية تقديم شكاوى قضائية في باريس ضد مسؤول المخابرات المغربية بتهمة "التعذيب".
حيث نشرت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي مقابلة مع الممثل الإسباني خافيير بارديم الذي أعد فيلما وثائقيا عن الصحراء الغربية أكد فيها أن السفير الفرنسي في الولايات المتحدة فرانسوا دولاتر قال له في العام 2011 "إن المغرب يشبه العشيقة التي نجامعها كل ليلة رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها لكننا ملزمون بالدفاع عنها". وبالرغم من نفي الخارجية الفرنسية صحة الكلام المنسوب إلى السفير دولاتر، فإن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي ندد في بيان بهذه "الكلمات الجارحة والعبارات المهينة"، وفق نص البيان. وجاء في بيان الحكوكة المغربية "... أن حكومة المملكة المغربية تعمل دائما على تعزيز العلاقات الثنائية مع فرنسا في إطار الصداقة المتينة والاحترام المتبادل والشراكة ذات النفع المشترك". مضيفا "أن الحكومة المغربية على ثقة تامة في قدرة فرنسا على معالجة ما خلفته هذه العبارات التي مست من كرامة جميع المغاربة".
وتأتي هذه الحادثة لترفع من منسوب التوتر الذي يخيم على العلاقات بين فرنسا والمغرب في الآونة الأخيرة خصوصا بعد تقديم الرباط قبل يومين احتجاجا شديدا إلى باريس على خلفية تقديم شكاوى في فرنسا ضد المدير العام لجهاز الاستخبارات المغربي عبد اللطيف حموشي، تتهمه بممارسة التعذيب. وجاء الموقف المغربي خلال استدعاء الوزيرة المنتدبة في الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة لسفير فرنسا بالرباط شارل فري. وأكدت بوعيدة للدبلوماسي الفرنسي أن الرباط تطالب باريس بتقديم توضيحات عاجلة ودقيقة بشأن هذه الخطوة التي اعتبرتها غير مقبولة.
ووصفت الخارجية المغربية في بيان هذا الحادث بأنه "خطير وغير مسبوق" في العلاقات بين البلدين، قائلة إن من شأنه المساس بجو الثقة والاحترام الذي يطبع علاقات الرباط وباريس. وكانت المسؤولة بمنظمة "عمل المسيحيين من أجل مناهضة التعذيب" هلين ليكاي طالبت السلطات الفرنسية بالاستماع إلى حموشي بناء على شكاوى في باريس تتعلق بممارسته التعذيب. وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن سبعة من رجال الشرطة الفرنسية توجهوا الخميس إلى مقر إقامة سفير المغرب في باريس لتسليم أمر حضور لحموشي. واعتبرت السفارة المغربية في باريس هذه الخطوة انتهاكا للقواعد والممارسات الدبلوماسية والاتفاقات التي تربط بين البلدين. وقالت "إنها خطوة غير مسبوقة بالنظر إلى مساطر التعاون القضائي الجاري بها العمل بين المغرب وفرنسا، والتي يجري تطبيقها بشكل سلس". كما تم تقديم شكوى جديدة في فرنسا يوم الجمعة ضد حموشي بتهمة "التعذيب" باسم بطل الملاكمة السابق زكريا مومني حسب ما أعلن محامي الأخير باتريك بودوان. واعتقل مومني في سبتمبر 2010 لدى وصوله إلى المغرب قادما من فرنسا حيث يقيم، وقال إنه وقع تحت التعذيب على اعترافات يقول فيها إنه أخذ أموالا من مغربيين اثنين مقابل وعد بايجاد عمل لهما في أوروبا، لافتا إلى أنه شاهد حموشي خلال إحدى جلسات التعذيب. وحكم عليه بالسجن ثلاثين شهرا، وأطلق سراحه في فيفري 2012 بعد أن أمضى 17 شهرا في السجن إثر عفو من الملك محمد السادس.
الجدير بالذكر أن المغرب كان دوما يسوق الأطروحة التي مفادها أنه شريك استراتيجي للقوى الكبرى وأنه لديه علاقات جد متقدمة معها تسمح له بممارسة أدوار إقليمية تعكس المكانة التي يسوقها، إلا أن تصريحات الدبلوماسي الفرنسي تنسف الأطروحة المخزنية من الأساس بشكل لا لبس فيه وتوضح طبيعة علاقة القوى الكبرى بنظام المخزن على أنه مجرد أداة لتنفيذ مخططاتها لا غير، وفي هذا طعنة كبيرة لكرامة وكبرياء الشعب المغربي الشقيق الذي يستمر المخزن في مخادعته وبيعه الأوهام.
محمد- د