الثقافي

"اليونسكو" تحيي اليوم العالمي للغة الأم

تحت شعار "اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية والتركيز على العلوم"

 

أحيت أمس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم "اليونسكو"، اليوم العالمي للغة الأم والذي احتفلت به العديد من دول العالم بدورها، وهو اليوم الذي اقرته اليونسكو في مؤتمرها العام سنة 1999، مدرجة اياه ضمن الايام الثقافية العالمية، باعتبار انه يهدف الى تعزيز التنوع الثقافي وتعدد اللغات.

ونظمت يوم أمس، منظمة الامم المتحدة للتربية والتعليم بهذه المناسبة عدة أنشطة ومؤتمرات في مختلف دول العالم من أجل المساعدة على استكشاف أهمية التنوع اللغوي وتعدد اللغات، مختارة بذلك شعار"اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية والتركيز على العلوم" لهذا اليوم من هذه السنة، أشارت من خلاله المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" في رسالة لها بهذه المناسبة إلى أنه منذ 14 عاما تحتفل اليونسكو باليوم الدولي للغة الأم، مبينة ان حماية اللغات الأم وتعزيزها أساسيان في تحقيق المواطنة العالمية والتفاهم الحقيقي , والقدرة على فهم عدة لغات والتحدث بها يؤديان إلى فهم أفضل لغنى التفاعلات الثقافية في عالمنا مشيرة الى أن اليونسكو تبذل قصارى جهدها للمساهمة في تحقيق التعايش المنسجم لسبعة آلاف لغة تتحدثها الإنسانية،موضحة ان اللغات المحلية تشكل القسم الأكبر من اللغات المحكية على كوكبنا في المجال العلمي،وهى أيضا أكثر اللغات تعرضا للخطر، فإقصاء لغة يؤدي إلى حرمان المتحدثين بها من حقهم الإنساني الأساسي في الانتفاع بالمعارف العلمية. وهو الامر الذي اكده رئيس قسم اللغة العربية بجامعة اليرموك الدكتور خليل الشيخ الذي اعتبر ان تعدد اللغات من أبرز الظواهر التي أنتجتها المجتمعات الإنسانية في أثناء تطورها، مضيفا انها وسيلة أساسية من وسائل التواصل، ووعاء معرفي يحوي التجارب والعلوم والأفكار،ومكون اصيل للهوية الثقافية، والحياة البشرية تمكنت من انتاج ما لا يحصى من اللغات التي تمتلك تجارب شعوبها وتعبر عن ثقافات شتى، قائلا إن المتأمل في التاريخ البشري، يرى أنّ التفاعل بين الحضارات كان قاعدة، وكانت العزلة أو الانغلاق تمثل الاستثناء، مبينا ان الحياة قامت على التنوع، وصارت الترجمة تجسيرا لهذا التنوع الذي يفضي إلى التواصل بين الثقافات والتفاعل بين الآداب، وان الحضارة التي لا تقوم على احترام الثقافات الأخرى تبقى تعاني من صدوع أخلاقية كثيرة، فالأساس في الثقافة الإيمان بحق الاختلاف وخصوصيات الثقافات الأخرى، والتعددية اللغوية ضرورة لنمو الثقافات وتلاقحها، دون أن تتعالى ثقافة على أخرى ودون أن تستشعر أي ثقافة بالدونية، وهو ما اكدته المترجمة الجزائرية خيرية بلقصير المقيمة في الاردن، مستشهدة بمقولة المفكر هانسي غادامير، "إن التّرجمة تٌمثل عٌبورا فكريا من لغة إلى أخرى"،ومقولة الشاعر الروسي بوشكين "المترجمون هم خيول بريد التنوير" وقالت ان الترجمة فعل ثقافي لغوي وحضاري ووسيلة تلاقح بين نصين، ويعد قاسما مشتركا بين الثقافات والحضارات بحيث يمكن امتهان آليات الحوار والتواصل والاستثمار المعرفي لتمكين الإنسانية من التخفيف من الانعزال والكراهية من أجل حضارة بشرية متناغمة ترفض التعصب.

أحلام.ع/ وكالات 


من نفس القسم الثقافي