الوطن
لعمامرة يدعو الى تجاوز الخلافات لبناء الصرح المغاربي
شدّد على أهمية الإرادة السياسية في بناء الاتحاد المغاربي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 فيفري 2014
شدد أول أمس، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، على أهمية الإرادة السياسية التي يجب أن تحدو الدول الأعضاء من أجل بناء الصرح المغاربي من خلال "التغاضي عن بعض النقائص" و"عدم إقحام القضايا الخلافية" في العمل المغاربي المشترك، مؤكدا أن بناء هذا الصرح يشكل بالنسبة للسياسة الخارجية الجزائرية "أحد المرتكزات الرئيسية التي تقوم عليها" كما يندرج ضمن "أولوياتها الملحة التي تسعى إلى تحقيقها" فضلا عن كون هذه المسألة "أحد المعطيات الثابتة في تحديد التصورات الاستراتيجية للجزائر واستشراف مستقبل المنطقة".
وأكد لعمامرة، خلال إشرافه على إحياء الذكرى الـ 25 لإنشاء إتحاد المغرب العربي على أن التوجه نحو بناء فضاء مغاربي "متجانس ومتكامل" يمر عبر "العمل على تجاوز الخلافات" والسعي إلى "عدم تأثر وتيرة العمل المغاربي المشترك بأي ظروف طارئة"، مشيرا إلى أن ربط تراجع نشاط هذه المنظومة بعوائق طارئة أثرت على مجراه غير صحيح، بدليل أن قيام الإتحاد سنة 1989 جاء في مرحلة "مثقلة بقضايا جهوية وداخلية لا تقل دقة وصعوبة عن الأوضاع الراهنة".
وأوضح لعمامرة، بتفصيل أكثر بأن النزاع الصحراوي كان آنذاك لا يزال في مراحله المسلحة وقضية لوكربي كانت تلقي بظلالها على ليبيا التي وجدت نفسها تحت وطأة الحصار الدولي والجزائر التي كانت تعيش بدورها على وقع الأحداث السياسية، علاوة على توترات أخرى كانت تشهدها علاقات بعض الدول المغاربية، غير أنه وبالرغم مما سبق ذكره عرف النشاط المغاربي --مثلما أضاف لعمامرة-- "حركية مكثفة" في بدايته أفضت إلى عقد ست قمم مغاربية كان آخرها بتونس عام 1994.
وتوقف لعمامرة عند المشاركة الجزائرية في مسار الإتحاد المغاربي التي تميزت بـ "التزام لا غبار عليه" مضيفا بأنها "لم تتخل في أحلك الظروف وأصعبها عن مسؤوليتها في رئاسة الإتحاد في فترة كانت فيه المسيرة المغاربية عرضة للانهيار"، ويعود حرص الجزائر على إضفاء البعد المغاربي على سياستها الخارجية إلى ما قبل الاستقلال حيث "كان هذا الموقف الوجودي قد كرس في بيان أول نوفمبر الذي جعل تحقيق وحدة شمال إفريقيا أحد أهداف الثورة التحريرية"، وتميزت المشاركة الجزائرية في مسار الاتحاد المغاربي بـ"التزام لا غبار عليه" و"لم تتخل في أحلك الظروف وأصعبها عن مسؤوليتها في رئاسة الإتحاد في فترة كانت فيه المسيرة المغاربية عرضة للانهيار، واستمرت هذه الرؤية حتى بعد الاستقلال حيث كرس الدستور الانتماء المغاربي للجزائر من خلال تأكيد ديباجته على أن "الجزائر جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير" يتابع لعمامرة.
أما بالنسبة للفترة الراهنة التي وصفها بأنها "لا ترقى إلى مستوى التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة" فقد شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن تصويب العمل المشترك يتطلب اليوم "رؤية ثابتة للمستقبل تترجمها إجراءات عملية ومواقف شجاعة تستجيب لتطلعات الأجيال في التواصل والتقارب وإلى متطلبات عصر التكتلات والأسواق الكبيرة".
وفي هذا الإطار قال لعمامرة بأن الدول المغاربية وصلت اليوم إلى نظرة موحدة حيث "لم تعد تختلف حول أهمية إعادة النظر في منظومة العمل المغاربي" بما يسمح بتكييف نشاط الإتحاد مع متطلبات ومستجدات تفرضها وتيرة التعاون.
كما أنها تلتقي من جهة أخرى عند "ضآلة" النتائج المحققة بعد نحو ربع قرن من إنشاء الإتحاد المغاربي. وخلص وزير الشؤون الخارجية إلى التأكيد على أن "كل هذه الكبوات لن تثني عزيمة الجزائر على مواصلة العمل المخلص من أجل إقامة فضاء مغاربي منسجم مع القيم والمبادئ التي تتقاسمها شعوب المنطقة".
للإشارة شهدت الاحتفالية حضور عدد من الشخصيات السياسية والوطنية على غرار رئيسي الحكومة الأسبقين بلعيد عبد السلام واسماعيل حمداني فضلا عن أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر وأعضاء من الحكومة.
مروان. أ