الثقافي

ندوة ثقافية حول "المضامين الفكرية في الرواية العربية"

بمشاركة الروائي الجزائري أمين الزاوي

 

في إطار فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" التي بدأت دورته الـ29 في 13 فيفري الماضي، والتي اقيمت في قاعة الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز للمؤتمرات والمحاضرات، تم الاثنين الماضي طرح إشكالية تشوش مضامين الرواية في عدم تعاملها مع الواقع المعاش مقارنة بالرواية الاوروبية، وهو النقاش الذي شارك فيه الروائي الدكتور الجزائري امين الزاوي، الى جانب مجموعة من الدكاترة والروائيين العرب.

وضمن المحور الأول "المضامين الفكرية في الرواية العربية" أثار المشاركون عدة اشكاليات خصت الرواية العربية، كتعاملها مع الواقع المعاش مقارنة بالرواية الاوروبية، حيث طرح مجموعة من الدكاترة العرب شهادتهم الروائية وتجاربهم الاولية في السرد الروائي والربط بين التاريخ والنص السردي ضمن سياق حضاري اجتماعي لعبت فيه الرواية استلهام التاريخ في الشخوص التاريخية في التاريخ العربي القديم، أو الشخصيات التاريخية في عهد الخلافة الراشدة، والحقب التاريخية التي أعقبت ذلك العصر ، من حيث إسقاط القيم الإنسانية والأخلاقية، أو الدور البطولي الذي لعبته الشخصية في ذلك العصر، حيث اعتبر المشاركون الرواية العربية مسكونة بالحدث وبما يحدث في المواسم السياسية والاجتماعية، والغالب عليها غياب البعد الفلسفي فيها، مستعيضة عن ذلك البعد الايديولوجي، إلى أن ذهب العديد منهم الى وصف الرواية العربية بـ "رواية الكبت" بكل تفرعاتها. وذكر عدد من المتحدثين في الندوة أن الروائيين العرب معظمهم يعمل في الشأن الإعلامي، الأمر الذي انعكس على أسلوبهم الروائي، وجاءت رواياتهم إخبارية ومتشابهة إلى حد كبير في ظل غياب البعد الفلسفي في مضمونها، بالإضافة إلى ما يشكله القارئ العربي من رقابة على كاتب الرواية أكثر من الرقيب الرسمي، نتيجة ثقافة "مؤطرة" يعيشها القارئ العربي لظروف ثقافية وتربوية وفنية، مؤكدين على أهمية توظيف الدراما التاريخية في السينما والمسرح والأعمال التلفزيونية والرواية، معللين ذلك بربط الجيل الحالي بالتاريخ المجيد لعلمائنا الذين قدموا اختراعاتهم العلمية للعالم أجمع من أمثال ابن سيناء والخوارزمي وغيرهما من العلماء المسلمين الأوائل، تحت ضوابط علمية وفنية تتجلى في الموضوعية، كما عّد المتحدثون القراءة السردية للعمل الإبداعي شهادة يقدم الروائي خلالها سيرة ذاتية، ووظيفة تواصلية، خاصة حينما تكون القراءة شفوية يسعى الروائي لمعرفة ردة فعل المتلقي لهذه الشهادات الإبداعية التي غالبا تتحدث عما أنجزه الروائي من أعمال سابقة، مؤكدين أن الشهادات السردية مفيدة ومجدية للروائي وللمتلقي، مستشهدين بالثنائية السردية التي قدمها الروائي إبراهيم الكوني بين السرد الصحراوي والسرد المدائني، وللإشارة فإن إشكالية الرواية العربية في هذا المهرجان شهدت 5 محاور نشطت في اليومين الماضيين.

 أحلام. ع

من نفس القسم الثقافي