الوطن

الأفافاس سيقاطع الرئاسيات إذا ترشح بوتفليقة وسيزكي حمروش إذا توفرت الأرضية لدعمه!

فيما يحأول دعاة العهدة الرئاسية الرابعة تقزيم خارطة الطريق التي عرضها في بيانه الأخير


 

  • آيت أحمد يرفض التدخل في حسم موقف حزبه ويكتفي بعرض مقترحات عليهم 

ستنظر، قيادات جبهة القوى الاشتراكية بداية الأسبوع، وحتى موعد إجراء دورة المجلس الوطني المرتقب عقدها خلال الأيام المقبلة، المقترحات التي تقدمت بها أطراف قوية من داخل الحزب للقيادة الحالية للخروج بقرار واضح تجاه رئاسيات أفريل المقبل، والتي عرضت خيار المقاطعة التي ترى بأنه الأفضل بالنسبة للحزب في ظل استمرار حالة الغموض والصراعات داخل السلطة وأصحاب القرار، يحدث هذا في الوقت الذي دافع مقربون من السكرتير الأول للحزب أحمد بيطاطاش عن خيار آخر يتعلق بدعم رئيس الحكومة السابق مولود حمروش إن ترشح للرئاسيات القادمة، وقدمت هذه الأطراف رسالة يقال بأنها تأتي بتوجيهات من الزعيم الروحي للأفافاس حسين آيت أحمد، الذي عرض فيها دراسة مقترحين اثنين قبل الإعلان عن الموقف الرسمي للحزب، يتعلق الأول بدعم أحد المرشحين الذين يمتلكون برنامجا يوافق ويوازي برنامج الجبهة أو خيار المقاطعة الذي يعتبر قرارا سياديا لدى هذه التشكيلة السياسية منذ عقود خلت.

بحسب ما أشارت إليه بعض المصادر من قيادة الأفافاس في حديث لها مع "الرائد"، أكد هؤلاء على أن أحمد بيطاطاش السكرتير الأول للحزب، يكون قد استشار تشكيلة قيادته الحزبية قبل التواصل بشكل جاد مع رئيس الحكومة السابق مولود حمروش مباشرة بعد إصدار هذا الأخير لبيان سياسي يوضح فيه خارطة الطريق التي تصنع التوازنات في الساحة السياسية وخاصة في أعلى هرم السلطة قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 17 أفريل المقبل، حيث حأول بيطاطاش أن يقدم الخطوط العريضة التي تراهن عليها جبهة القوى الاشتراكية في الانتخابات الرئاسية المقبلة من جهة، وتوضيح الرؤية والبرنامج الذي جاء به حمروش بعد سنوات من الصمت ورفض المبادرات التي تعرض عليه للعودة إلى المشهد السياسي الذي كان يقابله بالرفض في كل مرّة من جهة ثانية، وبحسب ذات المصادر فإن اللقاء الذي جمع بين الرجلين دام لساعات طويلة، وسيتبع بلقاءات أخرى في اليومين الماضيين أي قبل إعلان موقف الحزب من الرئاسيات التي تعتبر محطة حاسمة في تاريخ الأفافاس خاصة إذا ما اختار قرار المشاركة فيها بعد عقود من المقاطعة.

ويأتي هذا التوجه الجديد من الأفافاس بعد أن أصبح لدى قيادة هذه التشكيلة السياسية قناعات بأن السيناريوهات المتدأولة في الساحة السياسية الوطنية منذ مدّة خاصة تلك التي تتعلق بالعهدة الرئاسية الرابعة لرئيس الجمهورية قد أصبحت في خبر كان، وأن هذا الطرح قد أبعد بشكل كبير من خارطة الطريق المقبلة، خاصة بعد خروج الصراع بين أصحاب القرار إلى العلن، في الأونة الأخيرة وقد سعى الأفافاس بقيادة الجديدة التي استلمت المشعل منذ أشهر قليلة، إلى تقديم المقترحات التي تخدم الإستراتيجية المقبلة للحزب التي سبق وأن كشفت عن البعض منها، خاصة بعد مشاركتها في التشريعيات والمحليات الفارطة، وتحأول اليوم من خلال الرهان على مرشح بحجم مولود حمروش الذي يعتبر الحليف الوحيد للحزب ولزعيمه التاريخي حسين آيت أحمد، على ترسيخ ثقافة جديدة للحزب في الخارطة السياسية الجزائرية، ويتزامن هذا الحراك من قبل قيادات الأفافاس بعد أن بدأ يشكل اسم مولود حمروش شبه إجماع لدى الطبقات السياسية المختلفة حتى تلك التي أعلنت في السابق عن قرار مقاطعتها للرئاسيات لكونها ترى في الرجل فرصة لإخراج الجزائر من دائرة المصالح التي يحأول دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة ترسيخه، كما تتوجه الكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية وحتى العسكرية إلى إبداء دعمها له في حالة ما أعلن عن قرار ترشحه، خاصة وأن الشخصيات التي أعلنت أو أبدت رغبتها في الترشح لا تحوز على الرصيد الذي يؤهلها لتشكل مطلب التوافق والإجماع الذي يطالب به الجميع سواء لدى أحزاب السلطة أو أحزاب المعارضة، يحدث هذا في الوقت الذي يحأول بعض الأطراف من دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة تقزيم دور الرجل داخل دائرة الأحزاب المحسوبة على السلطة وذلك بهدف ضمان الولاء التام لخارطة الطريق التي تم التحضير لها من قبل ويتم في الوقت الحالي العمل على تنفيذ بنودها من قبل هؤلاء.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن