الوطن
المواطنون متخوفون من تعطلات السجل الوطني الأوتوماتيكي للحالة المدنية
بعد دخوله حيز الخدمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 فيفري 2014
شهدت بلديات الوطن، الخدمة الفعلية للسجل الوطني الأوتوماتيكي للحالة المدنية، منذ يوم السبت الماضي، وأصبح بإمكان كل مواطن استخراج شهادة ميلاده رقم 12 من بلدية إقامته، وبأية بلدية من بلديات الوطن، دون أن يكون مجبرا على التنقل إلى بلدية مكان ميلاده، وتأتي هذه العملية تجسيدا لالتزامات وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، المتعلقة بعصرنة الإدارة المحلية وتحسين نوعية الخدمات التي تقدمها للمواطنين.
تعطل الموقع في اليوم الثاني من تفعيل الخدمة..
في اليوم الثاني من انطلاق الخدمة، تجولنا في بعض بلديات العاصمة، لمعرفة أجواء سير الخدمة الجديدة، وكانت وجهتنا الأولى إلى بلدية الكاليتوس، دخلنا إليها بحجة استخراج شهادة ميلاد رقم 12، ففوجئنا بالعدد الكبير للمواطنين بالشباك الخاص باستخراجها، وقفنا بالطابور الطويل العريض ننتظر دورنا، ولكن دورنا أبى أن يحين، وبدأ يزداد عدد المواطنين، وعند استفسارنا عن السبب، أخبرنا رئيس المصلحة بأن الموقع الجديد للخدمة موقف، ولا يمكن استخراج شهادات الميلاد رقم 12، ضف إلى ذلك رداءة خدمة الأنترنت هذه الأيام، وكالعادة المشاكل بالبلديات لا تنتهي أبدا، فلا خدمة تليق بالمواطنين، ولا حتى هذه الخدمة الجديدة أتت بإضافة.
المواطنون استحسنوا الخدمة الجديدة ويأملون في معالجة الخلل الواقع
أما المواطنون فأبدوا استحسانهم وارتياحهم للخدمة الجديدة، التي اختصرت عليهم المسافات الطويلة، خاصة أولئك الذين لا يقيمون في نفس البلديات التي ولدوا بها، كما هو حال امرأة صادفناها بالبلدية، والمولودة بولاية سطيف، والتي كانت تجد صعوبات كبيرة، في استخراجها لشهادة الميلاد رقم 12، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه العملية، حيث أعربت عن فرحتها بهذه الخدمة، والتي كانت قد جاءت بالأمس، واستخرجت شهادة ميلادها بكل سهولة، إلا أن اليوم للأسف لم تتمكن من استخراج شهادة ميلاد ابنتها المولودة بحسين داي، حيث تمنت أن لا يتكرر هذا الخلل، وأن تتم تسويته.
الضغط الكبير هو سبب توقف موقع الخدمة الجديد
وبعدما فقدنا أمل عودة الموقع للخدمة بشكل عادي، أردنا أن نزور بلدية أخرى، فقصدنا بلدية الحراش، التي تعرف هي الأخرى اكتظاظا رهيبا، فنفس الشيء بالشباك الخاص بشهادة الميلاد رقم 12، وهنا توجهنا مباشرة إلى عاملة بالمصلحة، فسألناها عن ما مدى سير خدمة السجل الوطني الأوتوماتيكي، فأخبرتنا بأنه انطلق الأحد، حيث قمنا باستقبال عدد هائل من المواطنين، على غير المعتاد، والشيء الذي استغربناه، هو أن الخدمة جاءت لتقليل الضغط على مستوى البلديات، إلا أن العكس هو الذي حصل، زد إلى أن بعض المواطنين جاءوا ليستخرجوا عددا كبيرا من النسخ ولجميع أفراد الأسرة، حيث أصر أحد المواطنين على استخراج 12 شهادة ميلاد، له ولجميع أفراد عائلته، وعندما طلبت منه سبب استخراج هذا العدد، أخبرها بأنهم يحتاجونها من أجل الفريضة، ومن جهتهم استاء عمال البلدية من الوضع، والذين اعتبروه بالاستغلالي، فربما هم في غنى عنها إلا أنهم أبوا أن يتركوهم يعملون دون ضغط واعتبروا هؤلاء الاستغلاليين الذين طلبوا عددا كبيرا من شهادات الميلاد هم سبب الضغط الذي أدى لتوقف الموقع عن العمل.
ووصولا إلى بلدية سيدي امحمد، حيث كان الوضع لا يختلف عن البلديتين السابقتين، أين الطوابير ممتلئة عن آخرها، وتقدمنا للشباك، ولكن الخلل مازال على حاله، ولم يسو بعد، نظرا للضغط الشديد عليه، بما أنه يحوي على كل سجلات السكان على مستوى الوطن، تغلغلنا وسط المواطنين والذين طال انتظارهم، وإذ هم يتحدثون عن الخلل، فقال أحدهم: "الذي يحصل مهزلة كبيرة، فكيف أن تعرف الخدمة هكذا خلل وهي في يومها الثاني فقط، ولماذا قاموا بتفعيلها إن كان المركز لا يمكنه استيعاب الكم الهائل؟ ،وتنهد ثم قال: لقد أصبحنا نعرف سياساتهم المتعفنة، ولا داعٍ لتغطية الشمس بالغربال، فإطلاقها في هذا الوقت بالذات، أكبر دليل على توظيفها في الجانب السياسي، مع اقتراب الرئاسيات، فلديهم كل الوقت لتفعيلها في وقت آخر، وحتى تكون في أتم جاهزيتها".
وهكذا خرجنا من البلديات الثلاثة، دون أن نقوم باستخراج نسخة واحدة من شهادة الميلاد رقم 12، فتذكرت المثل الشعبي الذي يقول: "جاء يكحللها عماها"، وهذا حال بلادنا وحال مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، والتي تبقى بعيدة كل البعد عن الخدمات المقدمة في البلدان المتقدمة.
وافية. ك