الوطن

جورج دبليو بوش سعى لتوريط الجزائر في المستنقع العراقي

"الرائد" تنشر وثائق موقعة باسم دونالد رامسفيلد وتكشف

"رامسفيلد استعان بفيلم "معركة الجزائر" للقضاء على المقاومة العراقية

سرب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش مذكرات عن فترة عمله مطلع الثمانينات إلى غاية 2006، حيث كشفت عن محاولات البيت الأبيض "استمالة" الجزائر للانضمام إلى قوات التحالف في حربها على العراق بعد الإطاحة بالرئيس السابق المقتول صدام حسين.
وتظهر وثائق رامسفيلد في إدارة الرئيس جورج بوش (2001-2006) السعي الأمريكي المحموم بعد تورطها في شن أكثر من حرب في أفغانستان والعراق إلى توريط البلدان المغاربية في أتون ذلك، ففي برقية موقعة بتاريخ 15 فيفري 2006 تحصلت "الرائد" على نسخة منها حملت في موضوعها "دعوة تونس والجزائر والمغرب للمشاركة في قيادة قوات الحلفاء" إذ يدعو رامسفيلد ومساعديه بيتر رودمان في المراسلة الاستفسار عن إمكانية دمج تونس والمغرب والجزائر بصحبة الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة قوات التحالف فتقول في هذا الصدد: "ألا تعتقدون أننا يجب أن ننظر في دعوة الجزائريين والتونسيين والمغاربة للانضمام إلى الحلفاء.." حيث زعم في نهاية البرقية الموقعة باسم رامسفيلد أن هذه الدول مهتمة بتحقيق السلام والعمليات الإنسانية، وأنه ينتظر الرد في غضون نحو شهر من تاريخ الإرسال (14 مارس 2006). وقد يكون موقف الجزائر الواضح تجاه نصرة قضايا الأمة المصيرية، رأى رامسفيلد أن يجس نبضها من خلال الدعوة إلى أن تكون طرفا في قوات التحالف، لاسيما وقد عارضت شن الحرب على العراق وأفغانستان فكيف لها أن تكون طرفا فيها. وفي مراسلة مفصلة أخرى تحمل عدد "المواطنين غير الأمريكيين الذي يعملون في قوات الجيش" بعث بها مساعد رامسفيلد بيتر رودمان إلى وزير الدفاع بتاريخ 4 أفريل ،2003 تؤكد وجود 37401 شخصا من جنسيات أجنبية لجميع البلدان في جميع أنحاء العالم، الذين يخدمون في القوات الأمريكية في عام 2003 إذ ما يقرب عن 40 في المئة أي 14374 شخصا، الذين يعملون ينحدرون من نصف الكرة الشمالي، وقال رودمان في التقرير "إنهم يبحثون عن الفوز بالجنسية الأمريكية بهذه الطريقة الصعبة" وأضاف أن من بين العرب المنضمين إلى القوات الأمريكية هناك 7 جزائريين و38 مغربيا و23 ليبيا، إلى جانب 34 من مصر و7 عراقيين و28 أفغانيا و24 إيرانيا إلى جانب آخرين. وقال التقرير إن بالنسبة لمعظمهم الانضمام إلى الجيش الأمريكي كان وسيلة للحصول على الجنسية الأميركية.
وشكلت الحرب على العراق هاجسا بالنسبة لرامسفيلد، الذي دعا خلال فترة ترأسه وزارة الدفاع الأمريكية كوادر الجيش وكبار موظفي وزارته إلى مشاهدة الفيلم التاريخي "معركة الجزائر" إذ ينطوي الفيلم على قيمة فنية ورمزية نادرة بحسب المتتبعين، لكن المؤكد أن الوزير الأمريكي حاول القضاء على المقاومة العراقية بالاستعانة بنفس الوسائل التي استخدمها الجنرال الفرنسي "جاك ماسو" قائد القوات المحتلة آنذاك لإجهاض الثورة في العاصمة الجزائرية. كما أن رامسفيلد كان يقصد من عرض فيلم "معركة الجزائر" على جنوده وموظفيه التوقف عند بعض الوسائل، التي استخدمتها القوات الخاصة الفرنسية ضد الجزائريين المدنيين والثوار، خاصة في الأعوام الواقعة بين1957 و1961 التي كانت تتراوح بين الاعتقالات العشوائية وممارسة التعذيب حتى الموت بالكهرباء واغتصاب قريبات المعتقلين وسبي نساء في الغارات على النواحي والقرى المقاومة، وغيرها من الوسائل الوحشية التي عجلت برحيل فرنسا من الجزائر.
وبعد مغادرة رامسفيلد الحياة السياسية بدأت تفاصيل قراراته في شن حربين على أفغانستان والعراق تطفو إلى السطح ففي عام 2007 صدر كتاب بعنوان "رامسفيلد" من تأليف اندرو كوكبيرن يشرح المؤلف تفاصيل قرارات رامسفيلد في حربي العراق وأفغانستان ويبين كيف أن إرثه السياسي يمتد إلى عقود خلت وسوف يستمر لفترة طويلة قادمة، كما يصف المؤلف في أحد فصول الكتاب كيف كان رامسفيلد يشرف شخصيا على التفاصيل الدقيقة لعملية استجواب المشبوهين وتعذيبهم.

من نفس القسم الوطن