الوطن
"دعونا من التأويلات وعلينا أن نتفرغ للمهام المنوط بي كأمين عام الحزب !"
سعداني يضع الأفالان في قلب معركة الصراع ويوضح لقيادات حزبه:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2014
- بوحجة:الرئيس يدعو جميع الأطراف المعنوية لتحمل مسؤولياتها بما فيها الشعب
رفض، مرّة أخرى، أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن تقرأ رسالة الرئيس الثانية التي تصدر باسمه في ظرف أقل من أسبوعين، بأنها إشارة لشخصه، على اعتباره كان المحرك الرئيسي للأحداث السياسية في الآونة الأخيرة خاصة من خلال إطلاقه لسلسلة من الهجمات المضادة ضدّ المؤسسة العسكرية ممثلة في شخص مدير المخابرات الفريق محمد مدين، وقال سعداني في اجتماع مصغر عقده أمس بعد الرسالة التي صدرت عن الرئيس بوتفليقة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، بمقر الحزب، بحيدرة أنّ رسالة الرئيس واضحة ولا تشير لشخصه بل تشير لأطراف معنوية أخرى رافضا التعليق عن طبيعة هذه الأطراف غير أنه أكد لهؤلاء أن خطابه واضح ويؤكد إلى حدّ كبير استعداد الرئيس لدخول بوتفليقة للاستحقاق الانتخابي المقبل كمرشح فيه، وعلى الأفالان أن يتفرغ لترتيب المشهد السياسي له وخاصة على مستوى القيادات.
وقالت مصادر"الرائد"، حضرت الاجتماع، أن سعداني قال لأعضاء مكتبه السياسي ومستشاريه من أعضاء اللجنة المركزية، أن رسالة الرئيس برأته من التهم التي نسبت إليه طوال الفترة الماضية، خاصة وأنه كان في قلب معركة الأحداث، داعيا الجميع إلى الحدّ من التشويش على العمل الذي يقوم به الآن وضرورة التهيؤ للمهام التي ستلقى على عاتق الحزب في الرئاسيات المقبلة خاصة وأنها تتعلق بمرشح الحزب ورئيسه الشرفي الذي قال لهم بأن الأفالان لن يقدم غيره في هذا الاستحقاق، وفي تعليقه أمامهم على رسالة الرئيس قال خليفة عبد العزيز بلخادم على رأس أمانة الحزب العتيد أنها تعد بمثابة إعلان ترشح سيكشف عنه الرئيس في القريب العاجل، رافضا التأكيد على التاريخ الذي سيتزامن مع هذا الإعلان وهو الأمر الذي أكده سعداني في تصريح له لـ"الرائد"، حيث جدد تأكيداته على أن مسألة إعلان الرئيس عن قرار ترشحه هو مسألة وقت ليس إلا.
وفي سياق متصل، صاغ الأمين العام للجبهة، رفقة عضو المكتب السياسي السعيد بوحجة، الخطاب الذي سيصدر عن الحزب تجاه هذه الرسالة التي بعث بها الرئيس للشعب الجزائري حيث حرص على إبعاد الأمين العام للحزب ممثلا في شخصه عن الوقوع في فخ التأويلات، كما حرص على أن يدافع الحزب عن المؤسسة العسكرية وبذات الأهمية على الجيش الوطني الشعبي ورئيس الجمهورية لذلك، وهو الانضباط الذي فرضه سعداني على الناطق الرسمي باسم الجبهة منذ آخر اجتماع جمعه بداية الأسبوع الجاري بمحافظي الحزب حيث طالبهم بالالتزام بالصمت وعدم التعليق على الأحداث التي تعيشها الساحة السياسية اليوم دون العودة لشخصه، كما حرص في ذلك اللقاء أيضا على مطالبة جميع مناضلي وإطارات وقيادات الأفالان إلى الاهتمام بالأمور التي تتعلق بالحزب وترك الخطاب الموجه للساحة السياسية يصدر عنه وفق ما يراه مناسبا هو ووفق ما يخدم أجندة الحزب المستقبلية.
وفي هذا السياق قال السعيد بوحجة أنّ الرسالة كانت واضحة وجهها الرئيس للفريق أحمد قايد صالح، بمناسبة يوم الشهيد، وبعد ذلك هي رسالة للشعب الجزائري، لتكون بمثابة دعوة حكيمة منه لدفع هؤلاء لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع القائم على الإشاعات التي يطاب الجميع بضرورة وضع حدّ لها، خاصة وأن هذه الاشاعات تروج من قبل أشخاص معنويين أثرت على اختلالات وتوازنات مؤسسات الجمهورية، ووضعتها عرضة للبلبلة خاصة على مستوى المجتمع.
وأضاف المتحدث قائلا، إن رئيس الجمهورية وجهة رسالته هذه لكل الأطراف من أجل التقيد بقوانين الدولة التي تسعى لتحقيق سلوك تضامني يحقق وحدة الكلمة ووحدة العمل ووحدة الصف بين أبناءه جميعا، واعتبر بوحجة أن التأويلات الخاطئة للحراك السياسي الذي تعيشه الجزائر التي تتطلع لتنظيم استحقاق انتخابي هام، سيؤثر على الجو العام السياسي منه والاجتماعي لذلك حرص الرئيس على بعث هكذا خطاب للشعب من أجل الوقوف وقفة الرجل الواحد أمام هذه المحطات الهامة التي تقبل عليها الجزائر قبل وبعد رئاسيات الـ 17 أفريل المقبل.
وبعيدا عن خطاب الرئيس وما حملته من رسائل مشفرة وأخرى غير مشفرة لجميع الأطراف السياسية والعسكرية والقائمين على مؤسسات الجمهورية ورجال الإعلام، فإنها أعادت الدفع بأمين عام جبهة التحرير الوطني إلى واجهة الأحداث التي يعيش في قلبها منذ تزكية في أمانة الحزب العتيد بطريقة لم يعتد عليها من تربع على هذا الكرسي قبله، خاصة وأنه وبالرغم من مساعي الإطاحة به من قبل قيادات الحزب والمناوئين له من خارج دائرة الأفالان إلا أنه لا يزال يحافظ على مكانه على الأقل إلى حين إعلان الرئيس بشكل رسمي عن قراره النهائي بخصوص الرئاسيات في الساعات القليلة القادمة، وهو الإعلان الذي سيحدد الإطار الصحيح الذي سيذكر فيه اسم سعداني في الساحة السياسية الوطنية من جديد وذلك عبر خطاب آخر للرئيس قد يكون أكثر وضوحا فيما يتعلق بهذه الشخصية السياسية التي عادت إلى واجهة الأحداث بعد غياب دام لسنوات عديدة امتهن فيها كغيره من السياسيين سياسة الصمت إلى أن دفعت به أطراف إلى الواجهة من جديد.
خولة بوشويشي