الوطن
الأفافاس يتوجه لموقف إيجابي من الرئاسيات بوجود حمروش
فيما اعتبرت الطبقة السياسية أن أسبابا كثيرة تطرح اسمه كرجل للمرحلة القادمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2014
اعتبرت، الطبقة السياسية والمتابعون للوضع السياسي العام، أن الخطوة التي جاءت من رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، كانت خطوة تمهيدية لإعلان ترشحه للرئاسيات المقبلة، أو على الأقل برنامج سياسي يراهن عليه في حال رفض التقدم لهذا الاستحقاق، وأبدى نيته في دعم مرشح آخر لهذا الاستحقاق، بعد توضح صورة المترشحين المحتملين للرئاسيات المقبلة والذين سيتم الكشف عن هويتهم بعد انتهاء الآجال القانونية لإيداع طلبات الترشح شهر مارس الداخل، وفي تعقيب لها على الوضع، دافع بعض السياسيين عن مبادرة مرشح رئاسيات 1999، بينما تساءل آخرون ممن سألتهم"الرائد"، عن الدوافع التي جعلته يتحدث اليوم بالكثير من الضبابية خاصة وأنه لم يشر إلى إمكانية ترشحه لهذه الرئاسيات التي تؤكد الخرجات الأخيرة للفاعلين في الساحة والسلطة أنها تأتي في ظروف استثنائية تمر بها الجزائر على مستوى أعلى هرم النظام والأطراف المتحكمة فيه.
واعتبر، رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، أنّ الخطوة التي قام بها، رئيس الحكومة الأسبق تعتبر مبادرة جادة هدفها مساعي بعض رجال الدولة إلى إخراج الجزائر من حالة الركود السياسي الذي تتخبط فيه رغم بداية العد العكسي لتنظيم استحقاق انتخابي هام، غير أنه أعاب التأخر في اتخاذ مثل هذه المبادرات ليس من قبل حمروش فقط بل من باقي الشخصيات السياسية الأخرى التي فضلت عدم الانخراط في اللعبة السياسية التي أريد لها أن تكون مغلقة من قبل بعض الجماعات التي تعرف بـ"أصحاب القرار"، وفي تعقيبه على محتوى نص البيان أشار المتحدث إلى أن دخول مولود حمروش على الخط فيما يتعلق بتنظيم الرئاسيات المقبلة، قد جاء متأخرا جدا وغامضا، ما يدفع الجميع إلى التريث في اتخاذ مواقف تجاه مبادرته هذه إلى حين زوال هذه الضبابية التي تسود غالبية المبادرات التي تظهر في الآونة الأخيرة، أما بالنسبة لتشكيلة حزبه السياسية فيؤكد ذويبي أنها فصلت في قرارها ويعتبر قرارا نهائيا وهو مقاطعة الرئاسيات لأن الأرضية التي أرادت السلطة أن تحضر بها لهذا الموعد جاءت بعيدة عن الأطروحات التي قدمها الفاعلون في المشهد السياسي وخاصة التيارات السياسية والشخصيات البارزة التي تتطلع لتنظيم استحقاق شفاف وديمقراطي.
وقرأت جبهة التحرير الوطني، رسالة مولود حمروش بحسب ما صرح به، المتحدث الرسمي باسم الحزب وعضو المكتب السياسي، السعيد بوحجة، بأنها رسالة تكميلية للرسالة التي بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تعزيته لعائلة ضحايا الطائرة العسكرية التي تحطمت مؤخرا بمدينة أم البواقي، حيث قال المتحدث إن حمروش تحدث من منطلق أنه مجاهد ومناضل وابن النظام وعليه أن يتفاعل مع الأحداث الأخيرة التي تعيشها الجزائر، وأوضح بوحجة في ذات السياق أن رسالة حمروش لم تأت لتشير لخطوة مقبلة سيقدم عليها الرجل فيما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، داعيا جميع الأطراف إلى ضرورة قراءة الرسالة في السياق والنسق الذي جاءت عليه دون تأويل للأمور أو تحليل للمعطيات التي قال بأن حمروش لم يقلها ولم يشر إليها في بيانه الذي اعتبره رسالة للشعب وللطبقة السياسية ولا تعبر عن مواقف محددة تجاه الرئاسيات المقبلة أو نية الرجل في الدخول لهذا الاستحقاق.
من جهته، دافع خالد بونجمة، رئيس حزب الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، عن المبادرة التي جاء بها مولود حمروش قائلا، إنّ الخطوط العريضة التي شكلتها رسالة حمروش كانت واضحة وهي عبارة عن برنامج يقدمه الرجل للجزائريين من أجل الدفاع عن مصلحة الوطن والشعب، مؤكدا في الوقت ذاته أن تشكيلة حزبه تراهن على البرنامج الذي تطرق إليه بيان حمروش الذي هو برنامج حزبه السياسي، الذي لازال لم يفصل بعد في الرئاسيات وقال بونجمة إن الاجتماع القادم لإطارات وأعضاء الحركة سيتم فيه الإعلان عن دعم المرشح مولود حمروش للرئاسيات المقبلة في حالة ما أعلن هذا الأخير عن قراره الذي يتوقع أن يصب في هذا الاتجاه، وفي رده على سؤالنا حول إمكانية ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وترشح رئيس الحكومة السابق مولود حمروش لذات الاستحقاق قال المتحدث إن حزبه سيدعم في كل الحالات ترشح مولود حمروش لهذه الرئاسيات ولن يدعم مرشحا آخر مهما كان شخصه وحتى إن تأكد خبر اعتزام الرئيس الدخول لهذا الاستحقاق سعيا منه لعهدة رئاسية رابعة، فإن حزبه لن يدعم هذا التوجه.
وفي سياق متصل، أوضح بونجمة، أسباب هذا التوجه والإعلان عن دعم المرشح مولود حمروش، الذي قال بأنه جاء مباشرة بعد قراءة محتوى بيان حمروش الذي صدر أمس أول، معتبرا أنّ دعمه للرجل جاء عن قناعة للبرنامج الذي يقدمه وليس لشخصه لأن الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية تراهن على البرامج لا الأشخاص فقط، وفي السياق ذاته، ثمنت الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية طروحات رئيس الحكومة السابق مولود حمروش، معتبرة بيانه ورقة طريق لإنقاذ الجزائر خلافا للبرامج المطروحة اليوم في الساحة السياسية التي انقسمت بين مدعم للنظام وتسعى لتمديد آجاله وفريق ثانٍ يسعى لإسقاط النظام دون مراعاة سلامة الجزائر وأمنها، كما قدم الحزب، دعوة صريحة للرجل من أجل التقدم للرئاسيات، التي يرى بأنه سيضمن_أي دخول حمروش السباق_، إرساء قواعد متينة وعصرية لجزائر متقدمة من خلال إصلاحات جذرية للمؤسسات الدستورية وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إصلاح ومراجعة بنية النظام ومقوماته في شتى المجالات الإيديولوجية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والثقافية، فهي بذلك تمثل دعوة صريحة من طرف الأخ مولود حمروش لتحيين بيان جديد ترسخ فيه ثوابت بيان أول نوفمبر وتحين فيه متغيرات هذا الأخير.
هذا وقد سجلت، الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية بارتياح، التشخيص الصريح للأخ مولود حمروش لبيانه في مفهوم الدولة ومقوماتها وتشخيص دور المؤسسة العسكرية في بناء جزائر قوية وعصرية، مركزا على الدور الذي لعبه الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن دون تمييز لتحقيق هذه الغاية.
أما جبهة القوى الاشتراكية وبحسب القراءات التي قدمها السكرتير الأول للجبهة أحمد بيطاطاش لإطارات مكتبه الوطني، في اجتماع أمس الذي عقده لمناقشة الرسالة، قالت مصادر حضرت اللقاء إنّ الأفافاس يعتبر هذه الرسالة بمثابة آخر ورقة يراهن عليها هؤلاء لدخول الرئاسيات في حالة ما وافق أصحاب القرار على تقديم حمروش كمرشح باسم السلطة لهذا الاستحقاق، مؤكدا على أن الأفافاس لن يعلن عن قراره النهائي بخصوص الرئاسيات حتى تدرس مبادرة حمروش لدى أصحاب الربط والقرار ويتم الفصل في هوية مرشحه في هذا الاستحقاق المرتقب تنظيمه في الـ 17 أفريل المقبل.
خولة بوشويشي