الوطن
باريس تطلب من موسكو الضغط على النظام السوري
اجماع اعلامي على فشل الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2014
طلبت فرنسا من روسيا الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة بعد فشل مؤتمر جنيف 2. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس متحدثا لإذاعة راديو كلاسيك ومحطة ال سي إي التلفزيونية "نطلب خصوصا من الروس وهم بلد كبير استخدام كل نفوذهم بحيث يتمكن هذا البلد الذي يضطهده زعيمه وعائلته من احراز تقدم". وبعد فشل المفاوضات التي جرت الاسبوع الماضي في جنيف بين ممثلين عن النظام والمعارضة برعاية الامم المتحدة أكد فابيوس أن "موفدي نظام بشار الاسد أفشلوا المسالة". وقال إن "روسيا كانت وافقت على فكرة أن جنيف تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، والواقع انه لم يتم القيام باي شيء". كذلك اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على المزايدة والبقاء في السلطة في سورية فيما رفض نظيره الروسي سيرغي لافروف هذه الاتهامات مؤكدا أن "كل ما وعدنا به بالنسبة لحل الأزمة السورية فعلناه". وندد فابيوس بتزويد موسكو النظام السوري بالأسلحة وبمشاركة حزب الله الشيعي اللبناني حليف طهران في المعارك في سورية إلى جانب القوات النظامية. وأعلن "نقول للذين يمارسون نفوذا، وأفكر في الروس والإيرانيين أن يفعلوا ما يترتب عليهم لما كان بشار الأسد فعل ما يفعله لو لم يكن يحظى بدعم الايرانيين والروس، هذا واضح وجلي".
وتابع "لن نخوض حربا عالمية في سورية لكننا في المقابل نؤيد دعم الرأي المعتدل المسؤول". ووصف فابيوس ب"الأحداث البالغة الخطورة" التاخير في عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية التي تشارك فيها دمشق وتوقيف مدنيين اثناء عمليات اجلاء سكان من حمص. وقال "حصلنا على قرار بتحرير حمص بشار سمح بخروج الناس من حمص وما إن خرجوا حتى أمر بتوقيف الرجال الذين تم تحريرهم وبتعذيبهم أنه نظام فظيع". وتم إجلاء ما لا يقل عن 1370 مدنيا منذ الاسبوع الماضي من الاحياء المحاصرة في حمص منذ حوإلى عشرين شهرا من قوات النظام، وذلك بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الامم المتحدة. وأوقفت السلطات السورية حوإلى 400 رجل من الخارجين تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما ثم افرجت عن نصفهم بعد التحقيق معهم، بحسب ارقام متقاربة للسلطات السورية وللأمم المتحدة، ما أثار مخاوف لدى الاسرة الدولية.
في سياق آخر اهتمت الصحف الأميركية الصادرة أمس بالدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط والإخفاقات المتكررة من الإدارة الأمريكية في معالجة الأزمة السورية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والمحادثات النووية الإيرانية. فقد استهل السفير الأمريكي السابق بالأمم المتحدة جون بولتون مقاله بصحيفة لوس أنجلوس بالعنوان "الانهيار القادم للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط" وقال إن إخفاقات سياسة الرئيس باراك أوباما في إيران وسوريا والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد ما أنفقته من وقت ونفوذ وجهد، سيكون لها آثار مدمرة. ويرى بولتون أن هذه المبادرات الثلاث إنما تعكس وجهة نظر أوباما في الدور الدولي لأميركا بأن ما تقوم عليه هو الكثير من الخطاب المنمق والكلام فقط وليس القوة. وهذا ما جعل إيران لا تخشى الضربات العسكرية الأميركية ضد برنامجها النووي، والآن نتيجة للاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في جنيف لا تخشى حتى العقوبات الاقتصادية الدولية. وفي سوريا لا نظام بشار الأسد ولا تنظيم القاعدة يرى أي أفق لتدخل أميركي جوهري، والضغط الأساسي الذي يبذل في القضية الإسرائيلية الفلسطينية هو ضد إسرائيل، أقوى حليف لواشنطن حتى الآن. ويعتقد بولتون أن كل هذه المناورات الدبلوماسية الثلاث قامت على أخطاء وأن مآلها الفشل لا محالة وهذا الفشل سيكون مدمرا. ولخص بولتون هذه الأخطاء في فهم الخصم بطريقة غير صحيحة كما في الحالة الإيرانية، والخطأ الثاني عدم معرفة من هم الخصوم كما في الموقف الروسي من النظام السوري، والخطأ الثالث عدم معرفة من هم الأصدقاء كما في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
محمد- د/ وكالات