الوطن
هل سينهي جدل العهدة الرابعة دورالأفالان داخل السلطة !
فيما رهن أبناءه مصيرهم السياسي بموقف بوتفليقة من الرئاسيات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 فيفري 2014
يتجه، حزب جبهة التحرير الوطني، في الأيام القليلة المقبلة التي تسبق إعلان الرئيس الشرفي للحزب ورئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن قراره بخصوص الترشح أو عدم الترشح لرئاسيات الـ 17 أفريل المقبل، إلى الدخول في مرحلة جديدة لم يعشها الأفالان من قبل، سواء بوجود القيادة الحالية أو بقيادة جديدة قد يتم تشكيلها في الفترة المقبلة تحسبا لهذا الاستحقاق الذي يؤكد الفاعلون في الساحة السياسية أنه يختلف عن الاستحقاقات السابقة لأنه يأتي في ظروف غير عادية يمر بها الحزب العتيد الذي خلق من أجل أن يكون صورة نمطية عن حراك السلطة وصوتها لدى الأوساط الشعبية، وقد أكدت التصرفات الأخيرة التي صدرت عن أمين عام الحزب العتيد، عمار سعداني، أنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون مفصلية في تاريخ الأفالان خاصة وأن قياداته قد رهنت مصيرها السياسي ومصيره بموقف رئيسه الشرفي من هذا الاستحقاق، ليكون بذلك الإقبال على دعم العهدة الرئاسية الرابعة أو الوقوف في وجهها خطوة مفصلية ستنهي مرحلة التعايش السلمي بين الأفالان والسلطة وهو الأمر الذي خلق حالة من الانشقاق داخل الحزب مع بداية العد العكسي لانتهاء الآجال القانونية لتقديم ملفات الترشح للرئاسيات، وهو الانشقاق الذي غذى التهجم غير المبرر من قبل أمين الأفالان على أطراف من السلطة دون غيرها هذا الصراع الذي دفع بالطبقة السياسية عندنا إلى التأكيد على أن علاج أزمة الأفالان من علاج الأزمة التي تعصف بأعلى هرم السلطة بين أصحاب القرار الذين لم يكشفوا بعد في هوية فارسهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بلعياط:"سعداني أضر بالدور المنوط بحزب كبير بحجم الأفالان"
بدوره، اعتبر المنسق العام للحزب وعضو المكتب السياسي السابق عبد الرحمان بلعياط أنّ ما يقوم به القيادي في الأفالان عمار سعداني بصفته غير الشرعية كأمين عام للجبهة، أضر بدور المنوط بالحزب على اعتبار أن الأفالان الابن الشرعي للسلطة، مؤكدا في تصريح له لـ"الرائد"، أنّ التصريحات التي تصدر عن الأشخاص يتحملها الأشخاص لا الحزب، وقال في هذا الصدد أنه من غير المعقول أن يحال حزب كجبهة التحرير الوطني على التقاعد السياسي بسبب تصرفات لا مسؤولة لبعض القياديين فيه، وطمأن المتحدث المناضلين وقيادات الحزب والمتعاطفين معه أن الذي يسعون اليوم إلى وضع حدّ للدور الذي يلعبه ولطالما لعبه الأفالان في المسار السياسي والتاريخي للجزائر لا يمكن أن يتم، مهما علت أصوات هؤلاء التي يرى بأنها أصوات باطلة ولا تحوز لا على الشرعية التاريخية ولا السياسية التي تؤهلها للحديث باسم هذا الحزب.
وتأتي تصريحات هؤلاء بالتزامن مع الحراك الذي يحاول أن يقوم به أمين عام الأفالان والجناح المناوئ له لتوفير الجو السياسي الهادئ الذي تسعى السلطة لتحقيقه داخل الحزب قبل موعد إجراء الرئاسيات المقبلة، حيث حاول الجناح الذي يتزعمه عبد الرحمان بلعياط، صبيحة أمس افتكاك تأشيرة عقد دورة استثنائية للجنة المركزية من مصالح ولاية الجزائر العاصمة التي رفضت استقبال طلب الرخصة بشكل رسمي غير أن مودعي الطلب الذين يحوزون على ملف شرعي مبني على النصوص القانونية والتنظيمية التي يسير عليها حزب جبهة التحرير الوطني رفضوا الانخراط في الضغط الذي مارسته إدارة الولاية المخولة بمحنهم الرخصة واستعانوا بمحضر قضائي تم بموجبه وضع الطلب لدى مكتب الولاية في انتظار البت فيه في الأيام المقبلة.
سعداني ناقض نفسه مرات في مسالة ترشح الرئيس
وبالمقابل، اجتمع ظهر أمس أمين الجبهة، عمار سعداني مع محافظي الحزب الموزعين عبر الوطن والمقدر عددهم بـ 57 محافظ لحثهم على التحضير الجيد عبر مكاتب المحافظات للاستحقاق الانتخابي المقبل، كما كان مبرمجا في جدول الأعمال غير أن الحضور تفاجؤوا بتواجد استمارات تم توزيعها عليهم من قبل أعضاء المكتب السياسي للحزب طالبوهم فيها بمنح أصواتهم وتواقيعهم للأمين العام الذي يبحث عن شرعية لتواجده في أمانة الحزب بطرق ملتوية، وهو الأمر الذي ندد به أعضاء اللجنة المركزية ممن تحدثنا معهم واعتبروا أن التصرفات التي تصدر عن عمار سعداني مخلة للقانون الأساسي للأفالان ونصوصه التنظيمية.
وكان اللقاء فرصة لينفي خليفة عبد العزيز بلخادم وجود أي صراع قد يكون الحزب قد انخرط فيه في الآونة الأخيرة، مؤكدا على أنّ حزب جبهة التحرير الوطني كان ولا يزال يدعم ويقدر قرارات السلطة واستغل المتحدث اللقاء ليشيد بالدور المنوط بالمؤسسات العسكرية ويثمن دورها في حماية الجزائر ودعم استقرارها، نافيا في الوقت ذاته أن تكون التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس الشرفي للحزب في رسالة تعزية وجهها لأسرة ضحايا تحطم الطائرة العسكرية، موجهة لشخصه، بل اعتبر أن رسالة الرئيس كانت موجهة لأطراف سياسية أخرى تحاول التشويش على الرئاسيات المقبلة، وقام في هذا الصدد بإصدار تعليمة حملت رقم 04، في محاولة منه لمحو آثار كل ما صدر عنه ضدّ مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسة العسكرية التي قال بأنها تحمي استقرار وأمن الجزائر، وعليه طالب كل قيادات الحزب في ذات التعليمة بضرورة أن تنصب كل تصريحاتهم ومداخلاتهم وحواراتهم حول المسائل النظامية للحزب، وكذا التحضيرات الجارية للحملة الانتخابية لصالح مرشح الحزب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة فقط.
ودعا المتحدث هؤلاء إلى الالتزام التام بما يصدر عنه، على اعتباره أمين عام الحزب وأنه يتلقى إشادات وتوضيحات من قبل الرئيس الشرفي للحزب الذي قال بأنه أعلمه بأنه قد فصل في مسألة ترشحه وسيعلن عنها في قادم الأيام، كما دعاهم في الاجتماع المغلق الذي عقده مع المحافظين إلى أن الندوة الوطنية التي كان يعتزم تنظيمها يوم 22 فيفري الجاري قد تم تأجيلها إلى وقت آخر وبالتحديد إلى حين إعلان الرئيس عن ترشحه رسميا للرئاسيات وهي الخطوة التي أثارت الكثير من التساؤلات لدى أعضاء المكتب السياسي والمحافظين الذين حضروا اللقاء الذين أكد بعضهم لـ"الرائد"، أن لقاء سعداني اليوم أكد للعديدين بأن مسألة ترشح الرئيس للانتخابات المقبلة أصبح مستبعدا لكون سعداني ناقض نفسه في أكثر من مرّة خلال حديثهم مع هؤلاء.
خولة بوشويشي