الوطن

لندن وباريس تبعثان بـ"رسائل مشفرة" تحسبا للرئاسيات

تستعملان معاهد وصحفا عالمية في "حرب التموقع"

 

"واشنطن بوست" : الجزائر مقبلة على تحديات سياسية جديدة

"لوموند": بوتفليقة ضرب سعداني بطريقة غير مباشرة

 

تزايد الاهتمام الأمريكي والفرنسي بالانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل، أين فضلت كل من باريس وواشنطن بعث رسائل مشفرة تصبغ تصورات المرحلة القادمة عبر أكبر صحيفتين في البلدين وعن طريق معاهد متخصصة في استشراف المستقبل.

تحول الصراع المزعوم بين الرئاسة والمخابرات إلى لقمة سائغة تلوكها يوميا كبريات الصحف والتلفزيونات العالمية، فقد أوردت أمس جريدة "واشنطن بوست" تقريرا مفصلا قائلة إن الجزائر تمر بمرحلة حساسة فهي مقبلة على تحديات سياسية جديدة في ظل التنافس بين الأقطاب السياسية وتبادل الاتهامات في هرم السلطة. ونقلت قول الخبير السياسي في شؤون دول شمال إفريقيا الأمريكي "جيف بورتر" : "أن أمر إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترشحه من عدمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في غاية الأهمية بالوقت الحالي".

ورأى بورتر أن الفصل في ترشح بوتفليقة في الأسابيع الثلاثة المقبلة أمر حساس للغاية، فالوضع بالجزائر "خارج عن العادة" واصفا الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها شهر إبريل المقبل بالمصيرية حيث التنافس بين الأقطاب السياسية في الجزائر أخذ منحى جديدا مقارنة بالانتخابات الرئاسية الماضية بعد استعمال بعض المرشحين طرقا جديدة من أجل أخذ الأفضلية السياسية.

وكشفت "واشنطن بوست" أن الجزائر مقبلة على تحديات سياسية جديدة خاصة أن الانتخابات المقبلة تمر بظروف خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة في هرم السلطة. وأوردت الصحيفة أبرز تلك الاتهامات حيث يتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير عمار سعداني الرجل الأول في المخابرات محمد مدين -المدعو توفيق- بتسببه في الآفات التي تعيشها الجزائر.

وتضيف الصحيفة أن ذلك أحدث هزة في الوسط السياسي, لكن الرئيس بوتفليقة ضرب سعداني بطريقة غير مباشرة حينما أصدر بيان تعزية بعد سقوط الطائرة العسكرية، حيث أكد أنه لا يجوز لأي جهة مهما كانت المساس بكيان الجيش.

وما بين كل هذه المعطيات وردود الأفعال المنبثقة عن الجو السياسي الذي تعيشه الجزائر, لازال الشارع يتساءل هل الرئيس بوتفليقة قادر على خوض المعركة السياسية بعد الأزمة الصحية التي تعرض إليها, وهل هناك شخصية جديدة متفق عليها قادرة على قيادة الجزائر في حالة عدم ترشح بوتفليقة؟.

وفي الجانب الآخر في باريس قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل، إن أمر الصراع المفترض دفع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للخروج عن صمته، بمناسبة تقديم التعازي لأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة، قائلا: "لا يحق لأحد مهما كانت مسؤولياته أن يعرض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة".

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الحرب غير المسبوقة اشتعلت في الوقت الذي اندلعت فيه اضطرابات خطيرة في مدينة "غرداية" جنوب البلاد، وفي الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون جزائريون، عن مواقفهم بشأن ترشح بوتفليقة، حيث طالب بيان سياسي وقعه كل من أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية السابق واللواء المتقاعد رشيد بن يلس وعلي يحيي عبد النور الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعين جميع القوى في البلاد للتعبير عن رفضهم لولاية رابعة لبوتفليقة بكل الوسائل السلمية.

م. أميني 

من نفس القسم الوطن