الوطن
لهذه الأسباب رمت حمس، النهضة والعدالة والتنمية بالمنشفة؟؟
مؤشّر قوي عن انعدام آفاقهم الانتخابية في المستقبل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 فيفري 2014
فسّر معهد أمريكي نأي حركات حمس والنهضة وبعدها العدالة والتنمية عن أنفسها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية أفريل المقبل بـ"عدم امتلاكها إستراتيجية واضحة" ولذلك لو دخلوا السباق سيفشلون وفق قوله.
واستنادا إلى مركز كارنيغي لأبحاث الشرق الأوسط فقد شرح زعيم حمس عبد الرزاق مقري أن حزبه سيقاطع الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقرّر إجراؤها في أبريل 2014 لأنها مجرد تمثيلية لإضفاء شرعية على مرشح السلطة بالإضافة الى "النهضة" وحركة جاب الله ما يبين أنهم عاجزون عن حشد قواهم خلف مرشّح توافقي. وهذا مؤشّر قوي عن انعدام آفاقهم الانتخابية في المستقبل.
فالإسلاميون لم يجمعوا منذ أكثر من عشر سنوات على مرشّح للانتخابات الرئاسية ويقودوه إلى الفوز (الإجماع الوحيد كان في العام 2009 عندما ترشّح جهيد يونسي من حزب "الإصلاح" للانتخابات، لكنه نال نسبة ضئيلة من الأصوات لم تتعدَّ 1.37 في المئة). ومن المرشّحين الإسلاميين الآخرين الذين لم يتمكّنوا من الفوز عبد الله جاب الله الذي ترشّح مستقلاً في العام 1999 قبل أن ينسحب بسرعة من السباق. ثم عاد جاب الله وترشّح عن "حزب الإصلاح" في الانتخابات الرئاسية للعام 2004، وهذه المرة كانت حظوظه ضئيلة أيضاً، ولم يحصل سوى على 5 في المئة فقط من الأصوات. فكانت هذه محاولة الإسلاميين الأخيرة للتنافس في الانتخابات الرئاسية.
وعرج المعهد القريب من الإدارة الأمريكية الى الانقسامات في أحزاب إسلامية، لاسيما حمس و"حزب النهضة" والإصلاح، ما يسلّط الضوء على المسألة الأساسية التي تواجهها هذه الأحزاب: هل يجب العمل مع الحزب الحاكم أم لا؟
كما أشار المصدر الى قرار بعض الأحزاب الإسلامية التي أضعفها الانقسام الدائر، رصّ صفوفها لتحقيق أفضل النتائج في الانتخابات التشريعية في العام 2012. لهذه الغاية، انسحبت "حركة مجتمع السلم" في جانفي 2012 من التحالف الرئاسي الجزائري الذي كانت قد انضمّت إليه في فبراير 2004، من أجل تشكيل اتحاد سياسي مع "النهضة" و"الإصلاح" تحت اسم "تكتل الجزائر الخضراء". ويضيف التقرير "لقد اعتقد الإسلاميون الجزائريون أن من شأن هذا الائتلاف ونجاحات "الإخوان المسلمين" في البلدان المجاورة - "حزب الحرية والعدالة" في مصر، و"النهضة" في تونس، و"حزب العدالة والتنمية" في المغرب - أن تعود عليهم بالفائدة في الداخل. وقد توقّع أعضاء الائتلاف الإسلامي الثلاثي تحقيق نجاح باهر. فقد قال سلطاني (من "حركة مجتمع السلم"): "سيحصل الائتلاف على 22 إلى 25 في المئة من الأصوات"، واعتبر فاتح ربيعي من "النهضة" أن الائتلاف يضمن الفوز بنحو 120 مقعداً من أصل 220.
لكن الإسلاميين أصيبوا بهزيمة ساحقة في الانتخابات التشريعية: فـ"تكتل الجزائر الخضراء" لم يحصل سوى على 48 مقعداً، أي أقل من المقاعد الـ52 التي كانت "حركة مجتمع السلم" قد فازت بها في الانتخابات النيابية السابقة في العام 2007. وبدلاً من أن يطرح الإسلاميون علامات استفهام حول الاستراتيجية التي اتّبعوها في الانتخابات، اتّهموا "جبهة التحرير الوطني" والحكومة بـ"التلاعب" بنتائج الانتخابات وممارسة "التزوير". مما لاشك فيه أن الخاسر الأساسي كان "حركة مجتمع السلم". فهي لم تخسر الانتخابات وحسب، بل أيضاً إمكانية الانضمام من جديد إلى التحالف الرئاسي، وخسرت كذلك شريحة مهمة من أنصارها الذين خاب ظنهم كثيراً من النتائج والذين كانوا ضد انسحاب الحزب من التحالف الرئاسي. وهكذا نجح "تجمّع أمل الجزائر" في إقناع نحو خمسين نائباً وأكثر من ألفَي عضو في المجالس المحلية في الانضمام إلى صفوفه.
محمد.أ