الوطن

معهد أمريكي قريب من إدارة اوباما يتوقع لـ"قوس اضطرابات" في الجزائر

استند الى الخلافات الحاصلة بين أجهزة السلطة حول العهدة الرابعة

 

أقحمت أصوات أمريكية الجزائر ضمن ما أسمته "قوس الاضطرابات" في منطقة شمال إفريقيا هذا في الوقت الذي دعت فيه منظمة حلف شمال الأطلسي لزيادة تواجده ومساعداته في الساحل الإفريقي، ووضع الارتباط في المنطقة على رأس جدول أعمال قمة "منظمة حلف شمال الأطلسي" في سبتمبر.

دعا معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، المقرب من الإدارة الأميركية، وحذر المعهد في دراسة نشرها تحت عنوان "لا وقت للتراخي في شمال إفريقيا والساحل" للباحث جوشوا بورغيسمن، من تدهور الوضع الأمني في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء،  وأوضح انه "في الجزائر، فإن فترة الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة (المريض) والمسبب لخلافات تبدو حتمية لا محالة، الأمر الذي يزيد من احتمال قيام اضطرابات كبيرة بعد انتخابات أفريل" وفق قوله.

كما اشار المعهد أن "عدم الاستقرار المزمن أصبح من السمات المعرِّفة في جميع أنحاء منطقة الصحراء الكبرى، حيث يؤثر على كل شيء، بدءاً من الأمن وانتهاء بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان. ولكي تتم السيطرة على تلك النيران، تحتاج واشنطن إلى الانضمام إلى الشركاء الدوليين والإقليميين لوضع استراتيجية إقليمية شاملة وتطبيقها".

كما دعا المعهد الحلف الأطلسي إلى الأخذ بزمام المبادرة في المنطقة، "ومع التقليص الحتمي لنفقات الدفاع وزيادة أهمية التحالفات الدولية، ينبغي على واشنطن أن تتبع نهجاً متماسكاً متعدد الأطراف تلعب فيه "منظمة حلف شمال الأطلسي" دوراً أكبر. فإذا تجاهلنا الصراعات الإقليمية والمناطق غير الخاضعة للحكم بشكل متزايد في إفريقيا، فإننا وأوروبا سوف نتحمل مخاطر وتبعات ذلك، وقد دعا السيناتور جون ماكين إلى انخراط "منظمة حلف شمال الأطلسي" بصورة أكثر، والتزام الولايات المتحدة بتدريب القوات الإفريقية وتجهيزها بشأن مهمات مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود".

وطالب المعهد الإدارة الأميركية بتعزيز الحضور الأميركي العسكري والأمني والتجاري في المنطقة الإفريقية، مشيراً الى أن "التجارة الأميركية الحالية مع المنطقة محدودة، كما أن تقلص اعتماد أميركا على مصادر الطاقة الأجنبية يعني ضعف الحاجة إلى الغاز الطبيعي الجزائري والنفط الليبي، بيد أن هناك فرصاً جديدة يمكن أن تظهر مع نضج الأسواق، على سبيل المثال، بلغ حجم التجارة الصينية في جميع أنحاء إفريقيا ما يقرب من 200 مليار دولار في العام الماضي".

كما دعا إلى تعيين مبعوث خاص لمنطقة عبر الصحراء، يتمتع بصلاحية الوساطة في الخلافات التي تنشأ بين الوكالات، والإشراف على وضع استراتيجية محدّثة ومتكاملة لمكافحة الإرهاب العنيف وتعزيز الاستقرار، ومن شأن ذلك أن يحد من الحواجز البيروقراطية أمام جهود الحكومة الأميركية المتكاملة تجاه هذه القضايا.

وحذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في ذات الدراسة من قضية "العائدين من سوريا"، معتبراً إياه أحد مؤشرات تدهور الوضع الأمني في المنطقة مستقبلاً، مشيراً بالقول: "للأسف، يتلقى المتطرفون الذين يستخدمون العنف تدريبات قيِّمة وخبرات قتالية في ليبيا وسوريا، حيث تفيد التقارير بأن عدد المقاتلين الأجانب يصل إلى 10,000 شخص، ومع عودة هؤلاء الجهاديين الذين زادت المعارك من تشددهم إلى أوطانهم، سوف يجدون شعوباً محرومة ومستاءة على نحو متزايد تكون أكثر عرضة للأيديولوجية المتطرفة، مما يمهد الساحة لصحوة المتطرفين، وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة طويلة الأجل".

محمد.ا 

 

من نفس القسم الوطن