الوطن

زعيمة حزب العمال تنسق الوضع مع نائب وزير الدفاع !

بعد تحركات سياسية ودبلوماسية لم يعلن عنها سابقا

 

أجلت، لوزيرة حنون، زعيمة حزب العمال، الإعلان عن حيثيات اللقاء الذي جمعها بنائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح حتى بداية هذا الأسبوع، أين ستناقش الأمر مع إطارات حزبها، وأعضاء مكتبها السياسي، بحسب ما أوضحته مصادر من داخل الحزب، لـ"الرائد"، حيث تعتزم الكشف عن الخطوط العريضة التي تناولتها معه دون التطرق للتفاصيل الحقيقية التي جمعت بينهما وتحادثا في الأوضاع السياسية أكثر منها أمورا أخرى، ويأتي هذا اللقاء بحسب ذات المصادر في الوقت الذي طلب منها أن تروج لهذا اللقاء عكس سياسيين آخرين سبق لهم وأن التقوا به لكنهم تكتموا عن اللقاء أو ما جاء فيه.

وبحسب ما أشارت إليه هذه المصادر، فإن اللقاء الذي قالت زعيمة حزب العمال، أنها من طلبت ببرمجته مع الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع شهر سبتمبر الفارط، قال هؤلاء بأن اللقاء لم يأتي بطلب منها بل بطلب من قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الذي خصص حيزا كبيرا من نشاطاته في الأشهر الستة الماضية خاصة بعد العديل الحكومي الأخير الذي أجراه رئيس الجمهورية، للقاء سياسيين بارزين خاصة رؤساء الأحزاب الذين اجتمع معهم كأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، يوم كان مكلفا بالنيابة، رئيس حزب تاج، بعض قيادات من جبهة القوى الاشتراكية مرورا بأمين عام جبهة التحرير الوطني، وقد تناقش هؤلاء بحسب ما استقصته"الرائد"، في أمور تتعلق بالرئاسيات المقبلة التي أخذت حيزا كبيرا من هذه النقاشات، ورغم التحفظات التي أبدتها حنون كغيرها ممن التقوا بقائد الأركان، إلا أنها حرصت على الترويج للقاء بإيعاز منه، خاصة وأن لقاءها يأتي في ظروف جدّ حساسة تقبل عليها الجزائر التي تتأهب لمعرفة هوية مرشح السلطة وباقي فرسان هذا الاستحقاق بداية الشهر المقبل.

وربطت ذات الأطراف، هذا التوقيت الذي جمع بنائب وزير الدفاع الوطني والشخصية المقربة نظريا للرئيس الجمهورية، بأن هناك دورا مهما ستلعبه هذه الأخيرة في الانتخابات المقبلة، وهي التي طالما رفضت أن تكتفي بلعب دور الأرنب في كل المواعيد الانتخابية التي تشهدها الجزائر، خاصة وأن غالبية السياسيين وقادة رؤساء الأحزاب ومن يحوزون على حقيبة وزارية في الحكومة الحالية، قد انخرطوا في الصراع الذي عصف بأعلى هرم السلطة، عكسها هي التي بقيت بعيدة وتناور على كل الجبهات التي تمكنها من أن تحوز على ثقة جميع الأطراف التي تمكنها من أن تصنع الفارق في الساحة السياسية المقبلة.

وفي سياق متصل، قالت مصادرنا أنّ اللقاء قد يصنف في خانة الحدث العادي لو كانت الظروف التي تحيط بتنظيم الرئاسيات القادمة عادية وتسير بشكل محسوم لصالح شخص معين، غير أن الأوضاع الحالية وتواصل حالة الغموض حول شخصية مرشح السلطة في الانتخابات الرئاسية القادمة يطرح الكثير من التساؤلات، خاصة وأن قراءها للصراع القائم في أعلى هرم السلطة  والذي زاد من حدّته أمين عام الأفالان عمار سعداني كان يسير لصالح جناح على حساب جناح آخر، بالإضافة إلى كونها الشخصية التي تحوز على احترام وتقدير كبير من قبل رئيس الجمهورية بالرغم من ممارستها الدائمة لدور المعارضة والمنتقدة لحكومته.

وربطت هذه المصادر التوقيت والإعلان عن هذا اللقاء في هذا الوقت بالذات، بكون الشخصية التي اعتادت أن تظهر بها زعيمة حزب العمال شخصية حيادية وبعيدة عن الصراعات التي تظهر في السر والعلن، كما أن الأطراف التي استنجدت بها ووضعتها على أجندة حساباتها منذ ما يقارب الستة أشهر تحاول اليوم أن تظهر من خلالها في دور المتحكم في زمام الأمور وأنها الأطراف المحركة لما سيحدث في الرئاسيات المقبلة، وهو ذات الدور الذي حاول أن يسوقه لمن تعاقبوا على الجلوس أمامهم من السياسيين الآخرين الذين سبقوا حنون إليه.

وتأتي هذه القراءات المتعددة للحراك السياسي الذي يقوم به نائب وزير الدفاع، بالتزامن مع الزيارات التي يقوم بها الرجل على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية، حيث شهدت الفترة الماضية زيارات قام بها كوزير مكلف بالنيابة بحقيبة الدفاع وقائد لقوات الجيش الوطني الشعبي، لعدد من الدول الخليجية منها قطر والإمارات وتحادث فيها بحسب بعض التقارير لعدد من الجوانب السياسية وخاصة الرئاسيات المقبلة مع قادة هذه الدول.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن