الوطن
مدنية الدولة في الجزائر لن تتحقق في ظل النظام الحالي
مناصرة بشأن منظومة الحكم الحالية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 فيفري 2014
قال رئيس حزب جبهة التغير عبد المجيد مناصرة، إن مدنية الدولة التي حلم بها الجزائريون منذ إقرار التعددية السياسية دستوريا سنة 1989، لم تتحقق ولن تتحقق في ظل النظام الحالي، الذي اعتبره مناصرة هو من يكرس عسكرة الدولة بدل من تمدينها، رغم أن رأس الدولة الآن مدني ولا يمت بأي صلة للمؤسسة العسكرية .
وأضاف مناصرة في مقالته الأسبوعية عبر الموقع الالكتروني لحزبه، أن عهدات الرئيس بوتفليقة الثلاثة لم تتقدم بأي خطوة في اتجاه تغليب السياسة على العسكرة، معتبرا أن ما جاء في التصريحات الأخيرة للامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني التي استعار لها عنوانا براقا هو الدولة المدنية، والتي شوش عليها بالشخصنة المفضوحة والحسابات الضيقة والأغراض الانتخابية، مما كشف زيف الدعوى وهشاشة الأطروحة لأنها جاءت من الحزب الحاكم المطالب بالتنفيذ والتطبيق وليس بالعويل والإثارة على حد قوله، واعتبر مناصرة أن الطرح الذي استعاره سعداني لم يكن موضوعيا فقد ذكر أشياء وغفل عن أشياء أخرى، بحيث أن حزبه هي الجهة المستفيدة انتخابيا من تدخل الجيش في الحياة السياسية، كما تحدث مناصرة في رسالته، على أصل تمدين الدولة في الجزائر معتبرا أن الشيخ محفوظ نحناح، هو أول من دعا لذلك في برنامجه الانتخابي سنة 1995، حيث تحدث عن رؤيته لدور المؤسسة العسكرية مقترحا جملة من الاقتراحات تخدم فكرة تحديث الجيش وعصرنته في إطار نظام سياسي مدني من بينها، تنظيم الجيش تنظيما عصريا وتمكينه من الإمكانات التقنية التي تجعله جيشاً محترفا وعصريا وقويا، وإخضاع السياسات الأمنية والميزانية العسكرية الى الشفافية وعرضها ومناقشتها في الجلسات البرلمانية إنشاء إعلام متخصص في شؤون الأمن والدفاع، وذلك لإشراك جميع القوى في الاهتمامات الوطنية الكبرى، كما دعا لتوسيع الصلاحيات الاستشارية للمجلس الأعلى للأمن وإعادة النظر في تركيبته حتى يتمكن من ممارسة مهامه الوطنية من غير هزات بالإضافة الى إبقاء الجيش بعيدا عن المناورات السياسية وتحرير قراره من الضغوطات، وعن إمكانية إن كان بوتفليقة ونظامه الحالي باستطاعته تمدين الدولة وإخراج الجيش من الشراكة في الحكم، اعتبر مناصرة ذلك ضربا من الخيال، لان باعتقاده أنه لا يريد ولا يستطيع في نفس الوقت، لان المؤسسة العسكرية هي من أتت به فكيف له أن يركن ويعزل من أتوا به، فالمنطق والعقل لا يقبل ذلك، أما عن كيفية الوصول الى مدنية الدولة والخطوات التي على الجزائر أن تتبعها فقد حددها مناصرة في رسالته، ومنها وضع إطار دستوري قانوني ينظم الدولة ويحدد طبيعة النظام الذي تسيطر فيه المؤسسات السياسية على المؤسسة العسكرية وتولي شخص مدني وزارة الدفاع ووضع آليات للمراجعة والمراقبة على المؤسسة العسكرية، بالإضافة الى عدة تدابير أخرى تجعل العسكر مجرد مؤسسة كغيرها من المؤسسات الوطنية.