الوطن

سياسيون يطالبون الرئيس بتحمل المسؤولية لا مجرد الخطاب

تعقيبا على ما جاء في بيان رئيس الجمهورية حول كارثة سقوط الطائرة

 

قرئت الرسالة التي توجه بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء معزيا عائلات ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت في أم بواقي، على أنها بعد من جانب الرئيس في ممارسته واستعماله لكافة صلاحياته الدستورية، حيث كان الأولى، بحسب بعض الأحزاب ( حمس، النهضة ) أن يتخذ قرارات هامة ومصيرية في وقت كان الشعب والطبقة السياسية يتطلعون لإنهاء الجدل بخصوص عديد المسائل التي عرفتها الساحة مؤخرا، لكن خطابه الذي استغل فرصة الكارثة للخروج به، اتسم بالتعميم والوصف، مما أعطى انطباعا بأنه اكتفى بدور " مشاهد ومراقب فقط " وليس الفاعل المقرر بصفته رئيسا للجمهورية وقائدا للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والقاضي الأول للبلاد.    

 

وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي: 

الرئيس استغل وضعا محزنا لتحقيق مآرب سياسية    

بحسب الوزير الأسبق للإتصال عبد العزيز رحابي، تصرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير مقبول أخلاقيا كونه استغل مناسبة محزنا لمترير رسائل سياسية، مشبها إياه بـ " رجل مطافئ يشعل النار ثم يطفئها"، وتأسف رحابي لاستغلال الرئيس لحدث مأساوي كسقوط الطائرة العسكرية بأم البواقي وتوظيفه حزن الجزائريين على الموتى، من أجل تحقيق مآرب سياسية، وهذا برأي الدبلوماسي الأسبق لا يعقل أن يتحدث رئيس جمهورية والمسؤول الأول عن القوات المسلحة والجيش عن طريق الرسائل مع جيشه ومع شعبه، لذلك يرى رحابي أن بوتفليقة يتحمل المسؤولية المباشرة في ما يحدث من أزمة بالجزائر وبالأخص تلك الهوشة التي مست المؤسسة الأمنية وباقي مؤسسات الدولة، وأظهره أنه " شخص يعيش خارج التاريخ"، كما يعتقد الوزير، أن خرجة الرئيس في هذا التوقيت غير مواتية، وكان حريا به أن يتحدث في وقت مبكر على هذا الظرف غير المناسب، أما حديثه بتلميح عن تصريحات سعداني بخصوص الجيش، فيرى رحابي أن ما يقوم به سعداني ويصمت عنه بوتفليقة يطرح اشكالية قدرة الرئيس على ممارسة مهامه وهو رئيس الحزب ( الأفلان )، فكان الأولى أن يضع حدا لكل هذا، فلا يعقل حسب الوزير أن يتحرك أمين عام الحزب العتيد والرئيس يتفرج ولا يحرك ساكنا، خاصة وأنه وزير الدفاع والتصريحات تتهجم على الجيش على حد قول رحابي، وأضاف في السياق أن الظرف الحالي يلزم الرئيس بتوفير الشروط الضرورية لتنظيم استحقاقات شفافة، وليس أن يختبئ وراء تفويضات ورسائل نصية فقط، يخاطب بها جيشه ومؤسساته،  يجب أن يعطي صورة عن مسؤول حاضر وليس الرجل " الحاضر الغائب ". وقال المتحدث إن على بوتفليقة أن يظهر ويخاطب شعبه ويتحدث عن الوضع العام للبلاد.  

أستاذ العلوم السياسية( جامعة ورقلة ) بوحنية قوي: 

الرئيس لم يقصد سعداني بكلامه بل كل الأجنحة المتصارعة

يعتبر البروفيسور وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة أن  تدخل الرئيس بوتفليقة " جاء في حالة ترقب قصوى استغل فيها رئيس الجمهورية المناسبة الأليمة ليمرر رسائل قوية ضد من يعتقد أنهم يمكنهم تحديد مسار الدولة المستقبلي" وهو بخرجته هذه قد وضع خطا أحمر لكل من يكيل الاتهامات للمؤسسة العسكرية، وقال بوحنية في السياق بأنه قد يفهم بأن المقصود في هذه اللحظة هو  سعداني أمين عام الأفالان، لكني " أعتقد أن الأمر يتجاوز ذلك إلى جميع الأجنحة التي تريد المزايدة على أدوار المؤسسة الأمنية " على حد قول المتحدث، وأشار أيضا أن تدخل الرئيس لا يمكنه أن يشير إلى قضايا أخرى، مثل أزمة غرداية، ولكن الثناء على الجيش يحمل ضمنيا الإشادة بمهام الدرك في إحلال الأمن المحلي ولعل القادم من الأيام القليلة كفيل بمعرفة تصور الرئاسة لطبيعة النظام  السياسي  بعيدا عن كل تأويل أو مزايدة.

  أحمد الدان ( حركة البناء الوطني )

كلام الرئيس يفوت الفرصة على المتاجرين بالاستقرار

يرى أمين عام حركة البناء الوطني أحمد الدان أن ما جاء في بيان رئيس الجمهورية عقب حدوث كارثة تحطم طائرة عسكرية في أم البواقي، يؤكد بأن بوتفليقة يفرق بين الخلافات السياسية والمحافظة على المكتسبات الوطنية، كما أنه يفوت الفرصة على المتاجرين بالإستقرار في سوق إعادة الهيكلة العالمية، والإقليمية، وبنظر الدان، فكلام الرئيس " يعتبر انتصار الرئيس للمؤسسات وإبعادها عن التجاذبات من شأنه أن يساهم في الإستقرار المؤسسي وتهدئة الشارع وطمأنة المواطن ". عبد الرحمان بلعياط ( حزب جبهة التحرير الوطني )كلام الرئيس هو تحذير لكل من يتطاول على مؤسسات الدولة

قال عبد الرحمان بلعياط منسق المكتب السياسي الأسبق في حزب جبهة التحرير الوطني، إن ما قاله الرئيس في رسالة التعزية للجيش، هو جواب لكل المزايدين والمتكالبين على مؤسسات الجمهورية وبالأخص المؤسسة الأمنية، وتحدث بلعياط بنبرة فيها تلميح لخصمه الأمين العام للأفلان عمار سعداني، وأضاف بلعياط في تصريح مقتضب للرائد، بالقول "إن الرئيس قام بدوره وفقا لمهامه كقائد أعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ولما كثر التكالب والاعتداء على المؤسسات الرسمية، أراد أن يضع كل واحد في مكانه، وبرأي بلعياط، جاء كلام الرئيس بمثابة تحذير لمن تسول له نفسه أن يعتدي على مؤسسات الدولة. 

المكلف بالإعلام في حركة حمس طبال:

الرئيس لم يستعمل صلاحياته الدستورية ولم يخاطب كل الجزائريين

من وجهة نظر الأمين الوطني للإعلام في حمس زين الدين طبال، فإن الذي ميز بيان التعزية الذي أصدرته رئاسة الجمهورية، هو أن الرئيس لم يتحدث فيه لكل الجزائريين، بدليل أنه ركز على جانب واحد وأغفل الكثير من الملفات التي كان الأولى أن يخوض فيها، فهو حسب حمس لم يشر سوى للهجمات التي طالت الجيش والظروف التي تعرفها الجزائر قبيل موعد الرئاسيات، وترك بالمقابل الغموض يكتنف الساحة، وأضاف محدثنا بأن مضمون ما جاء في الرسالة يؤكد أن بوتفليقة لم يمارس مهامه الدستورية كما يجب بدليل أنه ترك الآخرين يتحدثون بدلا عنه، والمفروض أنه يمارس نشاطه بصفته رئيسا للجمهورية وفقا لصلاحياته الدستورية. لذلك فالرئيس يتحمل المسؤولية ووجب أن يخرج علينا بقرارات جادة ومصيرية تعيد الأمل للمواطن، في حين كان كل كلامه عن المؤسسة الأمنية وعدم المساس بها، ويعتقد طبال أنه من الضروري أن يكلم الرئيس شعبه ويضع حدا للجدل القائم والذي يشبه أزمة صيف 1962.

محمد ذويبي (حركة النهضة) : بوتفليقة تكلم عن ما يدور في ذهنه فقط 

قال محمد ذويبي، أمين عام حركة النهضة، إن الرئيس بوتفليقة استغل فرصة كارثة الطائرة العسكرية للتكلم وفقا لما كان في ذهنه فقط، أي الحديث عن جانب واحد مما يحدث في الجزائر، وهي التصريحات التي أدلى بها سعداني أمين عام الأفالان ضد الجيش، بينما أغفل جوانب هامة ينتظر الرأي العام السياسي والوطني أن يجيب عنها أبرزها الوضع الذي تعيشه غرداية، وكذا الإضرابات. 

 وصرح ذويبي في اتصال هاتفي له مع "الرائد" أن الرئيس أبقى الغموض على حاله، بدليل أنه لم يتكلم عن الوضع العام في الجزائر، ولم يجب عن أسئلة الأحزاب السياسية خاصة المعارضة التي طالبته بأن ينهي "السوسبانس" السائد منذ وعكته الصحية في أفريل 2013، وبالنسبة لحركة النهضة، فإن الرئيس كان عليه أن يتحدث قبل الآن، خاصة بعدما أصبح الآخرون يتحدثون باسمه، في إشارة لعمار سعداني والآخرين المطبلين للعهدة الرابعة، كما طالب ذويبي بإبعاد المؤسسة العسكرية عن الاستغلال السياسي والصراعات السياسية، وتفرغ المؤسسة العسكرية للمهام الدستورية وأن تكون مؤسسة الشعب الجزائري بكل مكوناته وليس مؤسسة لاشخاص معينين، واتهم ذويبي السلطة بتشويه المؤسسة العسكرية، حيث عملت على الاساءة لها من خلال استغلالها من قبل احزاب السلطة المفلسة، والتي اعتبرها المتحدث أنها تستغل المؤسسة العسكرية وتستغل القضاء والادارة والاعلام لانهم فاشلون وليس لهم القدرة على مواجهة شعبهم بالحجة والدليل، فيتم استغلال المؤسسات الدستورية لفرض سياسية الأمر الواقع على حد قوله، وشدد الامين العام على ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وجعلها مؤسسة للشعب الجزائري ولا توظف للاستغلال السياسي وتتفرغ للمهام الدستورية في حماية الوطن وتقف على مسافة واحدة مع جميع الجزائريين .

بن خلاف: كلام الرئيس جاء متأخرا جدا

قال القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف بخصوص ما جاء في برقية الرئيس بوتفليقة أول أمس، إنه جاء متأخرا جدا، ولا يلبي طموح الطبقة السياسية ومطالبها التي كانت تدعوه في كل مرة الى الفصل والتحدث للشعب في عدة مسائل ظل يكتنفها الغموض، لكن هذه الطلبات كانت دائما تقابل بالصمت المطبق .

وأوضح بن خلاف في اتصال هاتفي مع  "الرائد" أن برقية بوتفليقة، بغض النظر عن جانبها الانساني والذي خص به تعزية أسر ضحايا تحطم الطائرة العسكرية، إلا أن الجانب الآخر من الرسالة هو ما كان منتظرا منه منذ مدة، إلا أن محيطه بحسب بن خلاف قد أساء لنفسه والى الرئيس ذاته، لان هذا المحيط سمح لنفسه بالتحدث باسم الرئيس، وهذا الاخير ظل صامتا ولم ينطق ببنت شفه، إلا بعد تحطم الطائرة العسكرية، متسائلا في ذات السياق أن كان سيتحدث إن لم تقع الحادثة، وفي سؤال عن اذا ما ستضع هذه البرقية حدا لكل من يتكلم باسم بوتفليقة، قال بن خلاف إن ذلك متروك للوقت وهو الوحيد الذي سيجيب إن كان الطبالون سيخرصون أو يواصلون تطبيلهم .

عبد الباري. ع/ مصطفى. ح

 


من نفس القسم الوطن