الوطن

اتهامات عبود تخرج سعيد بوتفليقة عن صمته

شقيق الرئيس يصرح لأول مرة بعد 15 سنة من التزام واجب التحفظ

 

 

قرر  سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ومستشاره، متابعة الصحفي والضابط السابق في المخابرات هشام عبود قضائيا، وهذا بعدما تلقى رسالة من هذا الأخير يتهمه فيها بالفساد، وقال الشقيق الأصغر لرئيس الجمهورية، إن الرسالة "تمس كل الشعب الجزائري وليس شخصه"، وبالتالي وجب إطلاعه على الرسالة، مثلما ذكر موقع كل شيء عن الجزائر أمس.

 

في خرجة هي الأولى من نوعها منذ تعيينه مستشارا خاصا لرئيس الجمهورية، قرر الشقيق الأصغر لعبد العزيز بوتفليقة الخروج عن واجب التحفظ والكلام عبر وسائل الإعلام، حيث نشر موقع "كل شيء عن الجزائر" تصريحا له قال فيه: "تلقيت هذه الرسالة (من طرف هشام عبود) وقررت أن أنشرها ليطلع عليها الرأي العام حرفيا"، وأكد مستشار الرئيس للموقع ذاته، إنه لا يرى أي حرج أو عيب في نشر الرسالة مثلما كتبها هشام عبود، وهو ما كان فعلا، حيث أعاد الموقع نشرها مثلما وصلت إلى مقر الرئاسة. 

وأضاف المستشار الخاص للرئيس كما وصفه عبود، إنه بعد تلقيه الرسالة التي تتهمه في شخصه بالفساد، أعطى أمرا عن طريق قنوات رئاسة الجمهورية أن تنشر حرفيا لكي يطلع عليها الرأي العام الجزائري ويكون شاهدا في القضية. ووصف ما جاء من تصريحات في رسالة الضابط الأسبق في جهاز المخابرات هشام عبود، ومدير الصحيفتين "جريدتي، ومونجورنال" بـ "غير المقبولة"، وأضاف قائلا: "الاتهامات التي حملتها هذه الرسالة خطيرة جدا ولا تمس شخصنا(يقصد نفسه) بل هي إضرار بالشعب كله الذي لا يرضى لشقيق الرئيس بهكذا سلوكات" يقصد بها التهم التي وجهها إليه صاحب الرسالة، منها تهمة الفساد، وقال الموقع إنه تلقى رسالة من سعيد بوتفليقة يؤكد من خلالها قراره رفع دعوى ضد عبود، معتبرا "اتهاماته" بأنها "خطيرة" وأنها "موجهة لكافة الشعب الجزائري وبالتالي فإنه مسؤول أمامه"، ثم أضاف مشددا اللهجة "لن أسكت، وسأرفع دعوى قضائية ضد هشام عبود الذي لم أعرفه من قبل"، مردفا بالقول: "ليس علي أن أرد عليه وسأعتبره مسؤولا أمام الشعب الجزائري". 

 وافتتح هشام عبود رسالته المنشورة عبر موقع "تي اس آ" أمس، والمؤرخة بتاريخ 6 فيفري الجاري، بمخاطبة شقيق الرئيس بالقول "إلى: المستشار الخاص للسيد عبد العزيز بوتفليقة" وفحواها أن صاحب "جريدتي ومونجورنال" الذي كان ضابطا في المخابرات، طلب من شقيق الرئيس التعليق على معلومات رصدها في إطار تأليفه كتابا يحمل عنوان "جزائر بوتفليقة: نهب وعيب وفساد"، وتتهمه بالتورط في عدة قضايا فساد أبرزها "شركة سوناطراك والخليفة والطريق السريع شرق-غرب"، وفي الرسالة التي نشرت حرفيا كما أرسلت لرئاسة الجمهورية، قال عبود مخاطبا مستشار الرئيس "كثيرون يشهدون بأنك متورط بكبرى قضايا (فساد) مثل سوناطراك والطريق السريع شرق-غرب وفيليب موريس وخليفة". وطالب صاحب الرسالة المرسلة من باريس عبر الفاكس والتي تلقتها رئاسة الجمهورية يوم 6 فيفري الجاري، شقيق الرئيس بالرد على كل ما قام به في غياب شقيقه، وجاءت رسالة هشام عبود الذي سبق وأن واجه مشاكل مع العدالة بسبب نشره عبر جريدتيه ملفا عن صحة الرئيس أثناء تواجده في مستشفى فال دوغراس، وتوقفت بذلك مؤسسته الإعلامية عن الصدور، ويشار إلى أن الرسالة جاءت في أربع صفحات وكتبت باللغة الفرنسية. واختار عبود هذا التوقيت لإرسال الرسالة، في ظل التشنج الحاصل في أعلى هرم في السلطة بعد تصريحات سعداني ضد المؤسسة الأمنية، مما يشير إلى أن الضابط السابق في المخابرات أراد أن يسجل حضوره في عز الأزمة التي تحدث حاليا بين أطراف السلطة، في وقت تستعد البلاد لانتخابات رئاسية في أفريل المقبل.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن