الوطن

رئاسيات تتحول إلى "كرنفال في دشرة" نسخة 2014!

مهزلة المرشحين والبرامج تتواصل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي

 

في ظل خلو الساحة السياسية من مرشحين يمكنهم المنافسة على كرسي المرادية تحولت الإنتخابات الرئاسية المقبلة إلى ما هو أشبه بفيلم "كرنفال في دشرة" حيث تتواصل مهزلة المرشحين المحتملين للرئاسيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أين صنعت برامجهم "مشهد هزلي" أكثر منه سياسي، بسبب "تفاهة" البعض منها واستحالة تطبيق البعض الآخر، في انتظار اتضاح المشهد لتبدأ المنافسة الحقيقية.

 رغم أن الرئاسيات لا تهم المواطن الذي فقد الثقة بالتغيير للأحسن، إلا أن حديثا كبيرا يدور بمواقع التواصل الاجتماعي ليس عن من سينتخب المواطن أو من له الحظوظ في التربع على عرش المرادية، بل عن أولائك المرشحين المحتملين للرئاسيات والذين قاربوا الـ100 مرشح، والذين يتكلمون عن مشاريع وبرامج غريبة عند البعض ومستحيلة التجسيد عند الكثير منهم، ولعل من أغرب البرامج التي شدت انتباه المواطن هو برنامج رئيس حركة الصحوة قيد التأسيس سعدي جمال الذي يحاول عبر صفحته الرسمية لمواقع التواصل الاجتماعي وكذا وسائل إعلام مرئية ومسموعة الترويج لبرنامجه الانتخابي –الطبي- حيث يؤكد جمال سعدي أنه في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية فإنه سينشئ مراكز تكوين وبحوث خاصة بفوائد الأعشاب الطبية وتسهيل عملية الانتشار والزراعة، بالإضافة إلى الاعتناء بالرياضة وتطوير فضاءاتها باعتبارها عنصر صحة الإنسان الأولى، زد على ذلك حماية الغابات ومواصلة غرس الاشجار باعتبارها مصدر الاوكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، والاعتماد على السياحة والسفريات لأنها تشفي جميع الامراض النفسية، وكذا برنامج لتخفيض استيراد الدواء وتوفير حليب الأبقار والماعز الطبيعي باعتباره صحيا أكثر، كما أكد جمال سعدي على منافسة ألمانيا في الفكر، الاقتصاد والثقافة، مؤكدا أنه أسد وليس أرنبا ولن يهزمه أحد، ليعطيك الانطباع أن ملفه ثقيل وأنه استطاع جمع الـ60 ألف توقيع رغم أنه لا يزال يشحت تلك التوقيعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مرشح آخر استطاع أن يصنع المهزلة هذه الأيام عبر وسائل الإعلام وهو المرشح الحر عياش حفايفة، بائع الخضر الذي لا يجيد سوى اللغة العربية والذي يؤكد أنه إن فاز بالرئاسيات، فإن حلم الشعب في البطاطة بـ20 دج سيتحقق، مؤكدا أنه سيتكفل برفع المستوى المعيشي لدى المواطنين، وسيتابع شخصيا حالة الأسعار في الأسواق ومدى القدرة الشرائية لدى المواطنين، معتبرا نفسه، فارسا مغوارا ومنافسه الوحيد في هذه الرئاسيات هو بوتفليقة، ليطرح هنا السؤال إن لم يترشح بوتفليقة فمن ستنافس يا عياش؟؟، مرشح آخر لم يتعد مستواه الثالثة متوسط برز بقوة من خلال برنامج يشبه ربورتاج الإقامات الجامعية الذي فجر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد المرشح بلعيد يحيى أنه سيعمل بصفته رئيسا للجمهورية أولا على تقليص الخدمة الوطنية إلى 12 شهرا، حيث ستوزع هذه المدة على ستة أشهر الأولى للتدريب والفترة المتبقية للعمل العسكري. كما سيفرض أيضا في المرحلة الثانية على بنات الجزائر اجتياز الخدمة الوطنية، أما المرشح مسعود غواط، فقد أكد أنه ترشح لأنه رأى في منامه أنه خليفة بوتفليقة مطلقا العنان لخياله أكثر بالقول إنه إن فاز بالرئاسيات فإن كل شاب يقدم ملفا بسيطا يكون مرفقا بالدفتر العائلي يحصل على سكن وكل مولود سنحضر له مسكنا، مؤكدا أنه قادر على زلزلة بوتفليقة مثل ما يزلزل الزلزال جدار البيت شريطة تغير ذهنية الشعب، لأن الجميع يساند بوتفليقة طمعا في مصالح، وإذا تغيرت ذهنية الشعب ووقفت نفس المؤسسة العسكرية في مسافة واحدة بيننا فإني قادر على زعزعته بالشعب، كل هؤلاء المرشحين والذين يعتبرون عينة فقط فغيرهم كثيرون صنعوا على مدار الأيام السابقة ما هو أشبه بمسلسل فكاهي كان الشعب بحاجة إليه للترفيه عن نفسه في ظل الضغوطات اليومية، كما كانت السلطة في حاجة له لإضافة حركية للساحة السياسية رغم أن كل هؤلاء المرشحين لن ينجحوا في جمع التوقيعات الخاصة بالترشح إلا أن وجودهم لإثارة الضوضاء قبل الرئاسيات مفيد لإلهاء المواطن وتسخين اللعب قبل بداية السباق الحقيقي بين المرشحين الحقيقيين.

س. زموش

من نفس القسم الوطن