الوطن

سعداني يلوّح أمام دعاة الرابعة بالاستقالة إذا لم يستقبله الرئيس!

اعتبر أن الاجتماع به في هذه الظروف سينقذ رأسه

 

لوّح، عمار سعداني، أمام حلفاء المجموعة الداعمة لمشروع العهدة الرئاسية الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بتقديم استقالته من أمانة حزب جبهة التحرير الوطني في الأيام القليلة القادمة، إذا ما رفض طلبه في لقاء عاجل يجمعه بالرئيس لوضع حدّ لسلسلة من الهجمات التي يتعرض لها في الآونة الأخيرة، من خارج الحزب ومن داخله أيضا في ظل سعي الجناح المناوئ له للإطاحة به من أمانة الحزب، حيث نقل مصدر مقرب منه أنه بعث برسالة لمستشار الرئيس وحليفه مفادها أنه من الضروري ترتيب لقاء يجمع بينه وبين الرئيس الشرفي للحزب العتيد، وهذا لإضعاف المعارضين لسياسته داخل الأفالان وخارجه أيضا خاصة وأن العديد من دعاة العهدة الرئاسية الرابعة في السابق لم يعودوا متيقنين من قدرة المنادين بها على تحقيقها.

وبحسب ما نقلته مصادر عن أمين عام جبهة التحرير الوطني، في حديث لها مع"الرائد"، فإن سعداني حاول في اليومين الماضيين أن يقابل الرئيس لكنه لم ينجح في تحقيق هدفه هذا، بعدما أعلمه شقيق الرئيس ومستشاره الشخصي السعيد بوتفليقة بأن الوقت لم يحن بعد، بالرغم من إلحاح سعداني على أهمية هذا اللقاء الذي يأتي بعد تصريحات نارية أطلقها ضدّ جهاز المخابرات، بعد أن أوعز له بعض المدافعين عن مشروع العهدة الرئاسية الرابعة بذلك، ولكن وبعد أن حملت تصريحاته تأويلات عديدة وهزت الشارع الجزائري الذي انتفض ضدّ تصريحات سعداني وأبدى مساندته المطلقة لكل القائمين على المؤسسة العسكرية في الجزائر، في خطوة لم يكن يتوقعها هؤلاء، انتفض سعداني ضدّ المتحدث باسمهم، وطالبهم بالمزيد من الضمانات التي تؤهله لمواصلة تعبيد الطريق نحو هذا المشروع والتي لن تتحقق إلا بترتيب لقاء يجمعه بالرئيس لا محيطه، وقد أغضبت هذه الخطوة الجديدة التي يعكف سعداني القيام بها، المدافعين عن هذا المشروع، بحسب المصادر ذاتها، خاصة وأنه كشف أوراقه أمام بعض المقربين منه، حيث أوعز لهؤلاء بأنه سيقدم على تقديم استقالته من أمانة الحزب العتيد إذا ما لم ينجح في مقابلة الرئيس.

ويأتي هذا الحراك الذي يقوم به رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، بعد أن تداولت أطراف من جناح القيادي عبد الرحمان بلعياط بأن الرئيس الشرفي للأفالان غاضب من الخرجات الأخيرة التي يقوم بها أمين عام الجبهة، خاصة وأن القيادات التاريخية للحزب سارعت للتبرؤ من سعداني الذي يتحدث باسم الحزب ويمس بأمن واستقرار ووحدة الجزائريين، وقد أطلقت مبادرة للإطاحة به في غضون الأيام القليلة الماضية، كما عكفت أيضا على توجيه رسائل للرئيس تطلب منه التدخل العاجل لوضع حدّ للصراع القائم اليوم في بيت الجبهة والذي لم يعد يتعلق بصراع سياسي بقدر ما هو صراع يهدف لاستهداف وحدة الوطن الذي يقبل على استحقاق انتخابي هام شهر أفريل المقبل.

هذا وتوقعت مصادرنا أن يقوم سعداني بخطوة الاستقالة في الأيام القليلة المقبلة ليس لأنه يريد أن يضغط على الطرف الآخر الداعم للعهدة الرئاسية الرابعة بقدر ما هي خطوة من شأنها أن تحفظ له ماء الوجه، خاصة وأنه قد فقد كل حلفائه السياسيين داخل الخارطة السياسية الوطنية، في ظل اتهامه بخدمة أجندات أجنبية.

خولة بوشويشي

 

 

 

من نفس القسم الوطن