الثقافي

وزارة الثقافة تحيي مئوية الشيخ "عبد القادر مجاوي"

في إطار فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"

 

تعتزم وزارة الثقافة في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المقررة لعام 2015، تكريم الشيخ العلامة الجزائري ومؤسس الفكر الجزائري ومن أوائل من نادوا بعروبة البلاد وإسلامها خلال الحقبة الاستعمارية "عبد القادر مجاوي" الى جانب العديد من أعمدة الفكر والأدب والثقافة عبر تاريخ الوطن وبجميع ربوعه، حيث ستصادف فعاليات هذه التظاهرة الاحتفال بمئوية وفاة الشيخ الجليل. كما ستكون هذه التظاهرة فرصة سانحة للأجيال الجديدة للتعرف على العلامة الجزائري الذي زامن ميلاده السنة الـ18 من بداية استعمار الفرنسيين للجزائر، ومع أن إسهامات الرجل بدأت جليا مع بداياته كإمام ومدرس، بعد إتمامه لفريضة الحج عام 1873 ميلادية، إلا أن يناعته الأولى من خلال دراسته بمسقط رأسه ثم الانتقال إلى المغرب لإتمامها بفاس وطنجة وجامع القرويين كانت تظهر فيه الشخصية المحبة للوطن بكل أبعادها الدينية واللغوية والتاريخية، كما يعد بحق باعثا للفكر الوطني الجزائري على اعتبار المدة التي عايشها والتي سبقت علماء الجزائر المعروفين أيضا خاصة بعد بداية القرن 19. وظلت محاضراته ومؤلفاته في الدين واللغة وعلم الفلك الشموع الأولى للمجتمع بدأ الاستعمار ينخر خيراته وثرواته وفكره وهويته منذ البداية، فعودة الرجل من المغرب عام 1869 وجدت بتراً للساكنة المحليين بـ10% بعدما قضى الجوع والأوبئة والأمراض بالجزائر على 300 ألف شخص يتحمل الاستدمار مسؤوليتها أمام التاريخ. وجاهدت مؤلفات "إرشاد المتعلمين" و" شرح ابن هشام" لمحاربة تدني مستوى اللغة العربية التي عمد الفرنسيون إلى طمسها متى ما سنحت الفرصة وحاول في "نصيحة المريدين" تقديم رسالة توجيهية دينية ليثبت المجتمع على أولى خطواته الفكرية المتأصلة، كما توسعت معارف العلامة الجزائري لتشمل علم الاجتماع من خلال  "تحفة الأخير فيما يتعلق بالكسب والاختيار" ومخطوطة في علم الفلك "منظومة في علم الفلك" حتى وصفه الأستاذ "سعد الدين بن أبي شنب "بصاحب المعارف الواسعة، كما لا يزال تلامذته الذين أصبحوا بعد أساتذة باقتدار (مثل حمدان التونسي وأحمد الحبيباتني والولود بن الموهوب) يتذكرون مقولته: أن اللغة العربية هي أقدم لغات العالم المستعملة الآن وأوسعها, وأفضلها على غيرها، يشهد به كل من يعرفها ولو كان أعجمياً، فهي أفصح اللغات منطقا وبيانا، وأكثرها تصرفاً في أساليب الكلام وأقبلها تفننا في النثر والنظم، قد ملأها الله من الآداب والحكم فنالت من الأمثال القديمة والحديثة ما لم ينله غيرها، ودرس عالمنا الجليل بين سنتي 1873 و1898 في كل من جامعتي الكتاني بقسنطينة والمدرسة الحكومية، بالإضافة إلى نشاطه خارج عمله الرسمي كمدرس ومحاضر في المدارس الحرة والمساجد كـ"مسجد سيدي الأخضر" فأحدث تأثيرا كبيرا في الأواسط الفكرية والشعبية بدروسه ومحاضراته العامة، أما دروسه الرسمية فقد تنوعت بين المنطق والبيان والمعاني واللغة والنحو والفلك. وفي السنة 1858م انتقل "المجاوي" إلى العاصمة للتدريس في مدرستها العليا "الثعالبية" كما عين إماما خطيباً بجامع "سيدي رمضان" بالجزائر العاصمة سنة 1908م وبقي في قمة نشاطه إماما قديرا وأستاذا متمكنا ومؤلفا نشطا ورجل إصلاح في جميع الحالات بمستوى الوضع والظروف إلى أن وافته المنية في 6 أكتوبر عام 1914 بقسنطينة مدينة العلم والفكر.

أحلام.ع


من نفس القسم الثقافي