الوطن

الأفافاس يلوّح بورقة حمروش كرجل توافق

يحتفظ بهامش مراوغة حتى اللحظات الأخيرة لإعلان موقفه الرسمي

 

أشارت بعض المصادر من الفاعلين في جبهة القوى الاشتراكية، إلى أن قيادات الحزب تحاول أن تستثمر في الصراع القائم بين أبناء السلطة حول شخصية المرشح المحتمل لرئاسيات الـ 17 أفريل المقبل، الذي ستدفع به في هذا الاستحقاق بعد أن تحول الحديث عن العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس مستبعدا بنسبة فاقت الـ 80 بالمائة لدى المتتبعين للمشهد السياسي بالجزائر، وقد عجل الصراع الأخير الذي خلقه أمين عام الأفالان بين تيار السلطة بتوضيح الصورة التي ستكون عليها الجزائر بعد الرئاسيات المقبلة، وهو الأمر الذي دفع بالأفافاس إلى إعادة طرح مسألة الرئاسيات بقوة داخل الحزب، بالرغم من محاولة الكثيرين طرح فكرة إبداء موقف نهائي من الاستحقاق في أقرب الآجال، وهو الأمر الذي رفضته الأغلبية القوية داخل الحزب التي ترى بأن الوقت لازال أمامهم لإبداء موقف نهائي من الرئاسيات، خاصة وأن الساحة السياسية تشهد أمورا جديدة بين الحين والآخر، قد يسير ذلك لصالح الطرح الذي يراهن عليه مناضلو وقيادات الحزب. وقد يكون التلويح بورقة رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش خيارا ناجحا لدى جميع الأطراف بما فيها السلطة التي تبحث عن رجل التوافق والإجماع.

 وبحسب ذات المصادر المستقاة من محيط الأفافاس، فإنّ رهان الحزب في الأيام القليلة المقبلة التي تسبق الإعلان النهائي عن موقف الحزب من الرئاسيات قد يصب في فكرة طرح اسم مولود حمروش كورقة ضغط على النظام الذي لازال لم يفصل بعد في هوية مرشحه للرئاسيات بالرغم من تأكيد بعض قيادات أحزاب الموالاة بأنه مرشح لهذا الموعد، إلا أن الفصل في هذه المسألة لم يحسم بعد بالنسبة إليهم، وهو الأمر الذي نتج عنه خروج الصراع الذي كان خفيا بين أبناء السلطة إلى العلن عن طريق أمين عام جبهة التحرير الوطني، الذي يعتبر من أكثر المدافعين عن هذا المشروع، وقد شهد اللقاء الذي جمع أمس بين الأمانة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية في إطار اللقاءات الأسبوعية لها، بحسب ما صرحت به أطراف حضرت اللقاء لـ"الرائد"، أنه تم التطرق إلى التطورات الأخيرة التي تعيشها الساحة السياسية بقوة، وكان ملف الرئاسيات على طاولة المشاركين في الاجتماع.

وبحسب ما أشارت إليه مصادرنا، فإن الطرح الذي تحاول قيادة جبهة القوى الاشتراكية التقدم به، هو تأجيل الإعلان عن موقف الحزب تجاه الرئاسيات حتى تتوضح الرؤية أكثر بالنسبة للجميع، وبالرغم من أن بيطاطاش السكرتير الأول للحزب قد نوه إلى أن الوضع السياسي الحالي ينبئ بتنظيم رئاسيات مغلقة وأن حزب المقاطعة سيكون الغالب في هذا الموعد، إلا أنه رفض التطرق أو الإشارة إلى مستقبل الحزب ورهاناته بالنسبة إلى هذه القضية، تاركا الأمر إلى وقت آخر، وفي سياق متصل رفض المتحدث الردّ على استفسارات بعض الأمناء الذين شاركوا في اللقاء حول الأنباء التي تتحدث عن وجود صفقة بين الأفافاس والنظام ومساعي هذا الأخير في فتح صفحة جديدة مع القيادة الجديدة لجبهة القوى الاشتراكية، واكتفى بالقول إن خيار المشاركة في الاستحقاق أو دعم مرشح أو مقاطعة الرئاسيات هو قرار سيصدر عن الجميع وسيصادق عليه في إطاره الصحيح، وخلص النقاش إلى التأكيد على أنه من المستبعد أن يكون رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش هو الورقة التي تراهن عليه السلطة في الرئاسيات القادمة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن