الوطن

الترتيب النهائي للخريطة السياسية سيبدأ مرحلته النهائية هذا الأسبوع

يتقدمهم بن حمودة، عسلان، حجار ويحياوي وآخرون

 

 

أشارت بعض المصادر، من محيط جبهة التحرير الوطني، من الفاعلين في خارطة الطريق التي سيقبل عليها الحزب في الأيام القليلة المقبلة، والتي ترتبط بالوضع السياسي العام في الجزائر، أنّ هذا الأسبوع سيكون مفصلي بالنسبة للأفالان الذي تقوم أطراف قيادية في الحزب وأخرى من خارجه لبداية الترتيب النهائي لمرحلة ما بعد سعداني، فيما تشير ذات المصادر المستقاة من محيط الجبهة أن هناك أنباء قوية توضح بأن الردّ على المجموعة المحركة لهذا الأخير ستشهد ذات المصير مع بداية العد التنازلي للأسبوع الجاري، فعلى المستوى الحزبي قد ينجح عقلاء الأفالان في مصاف عبد القادر حجار، عسان جيلالي، بوعلام بن حمودة، محمد الصالح يحياوي، وغيرهم من القياديين الذي ظلوا صامتين منذ الإطاحة ببلخادم وتزكية سعداني في منصب أمين عام، لترتيب الحزب من جديد والدفع به إلى الواجهة السياسية التي تتحضر لانتخابات رئاسية هامة من منطلق البحث عن الشرعية التي يفرضها القانون الأساسي للحزب والنصوص التنظيمية الخاصة به، أما على المستوى القضائي فقد أوضحت ذات المصادر إلى أن هناك محاكمة مرتقبة سيقبل عليها عمار سعداني بعد التصريحات الخطيرة التي أدلى بها مؤخرا ضدّ مؤسسات الدولة بالرغم من أن بعض السياسيين استبعدوا هذا الطرح.

وقالت مصادر"الرائد"، أنّ الحراك الذي يتم تحضير المشهد السياسي الوطني لتحقيقه في الفترة القادمة بعد الزوبعة التي خلفتها تصريحات سعداني، لن يكون الأفالان في منأى عنه، فقد تشهد الفترة المقبلة تدخل رجال الدولة من أبناء الأفالان والمنتمين له الذين انتهجوا سياسية الصمت أمام المشهد العام الذي عصف بالحزب، لوضع حدّ لحالة الفوضى التي صنعها سعداني والمجموعة التي دفعت به للواجهة السياسية منذ ما يقارب السنة، ورفضت هذه الأطراف الإشارة إلى طبيعة هذا التدخل وموعده مؤكدة على أن الايام القليلة المقبلة ستعيد ترتيب الأوراق التي أخلطها المدافعون عن مشروع العهدة الرئاسية الرابعة والذين ربطوا مصير الجزائر بهذا الطرح حتى قبل أن يتوضح قرار الرئيس تجاه هذا الطرح وظل يرفض لحدّ كتابة هذه الأسطر الردّ على الدعوات التي جاءته من كل حدب وصوب للدفع به نحو سباق الرئاسيات المقبل.

واعتبرت هذه المصادر أن الحراك الذي سيقبل عليه رجال في وزن هؤلاء الذين عايشوا مراحل رئيسية وهامة في تاريخ الجزائر وتاريخ جبهة التحرير الوطني كحزب سياسي قوي يعبر عن النظام والدولة الجزائرية، سيكون الفرصة المناسبة لردّ الاعتبار لهذا التنظيم الذي أدت المصالح الشخصية لدى بعض الفاعلين فيه اليوم إلى تغليب هذه المصلحة على مصلحة الحزب وقبله الوطن، وهو الأمر الذي يرفضه هؤلاء، حيث أكدت مصادرنا أن أطرافا عديدة مقربة من هذه المجموعة التي توصف بالتاريخية، ورموز الأفالان قد تناقشوا في الأيام الماضية حول الكيفية والطريقة التي يمكن انتهاجها لإعادة الأمور إلى جادة الصواب، خاصة وأن هذه الأطراف رفضت الانخراط في تزكية عمار سعداني على رأس أمانة الحزب منتصف السنة المنصرمة من جهة، وترفض التواجد ودعم المبادرة التي يقوم بها جناح المكتب السياسي القديم الذي يتزعمه القيادي عبد الرحمان بلعياط وعكس هؤلاء سارع كل من القيادي صالح قوجيل ومحمد بوخالفة إلى الانخراط في هذا الصراع دون أن يتوصلوا لتحقيق حلول للوضع الذي يعيشه الحزب، وبالرغم من محاولة بعض المتتبعين للوضع السياسي الذي يعيشه الأفالان اليوم ويربط المبادرة التي ستأتي من هذه المجموعة، بدعم مقترح القيادة الجماعية التي تقود الأفالان قبل الرئاسيات وصولا إلى المؤتمر المقبل الذي سينظمه الحزب سنة 2015، إلا أن أحد المطلعين على هذه المبادرة قد أشار إلى أن مبادرة هذه المجموعة هدفها البحث عن الشرعية داخل الجبهة، سواء كانت عند سعداني أو عند غيره، والتي توضح قوانين الحزب كيفية تحقيقها بعيدا عن تدخل أي أطراف خارجية.

وفي سياق متصل بالأحداث التي يعيشها الأفالان اليوم، حاولت بعض الأطراف من محيط الجناحين المتخاصمين في الجبهة، الاتصال بهذه الشخصيات التي تحوز على رصيد تاريخي محترم، لكن ردّ هؤلاء كان الالتزام بالصمت في البداية ولكن مع التغييرات الكثيرة التي طرأت على الجبهة خاصة وأن أمينها العام الحالي سعى لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب تاريخ ورصيد الحزب سياسيا دفع  بهؤلاء للبحث عن سبل وكيفية وضع حدّ لما يحدث في الأفالان في ظل سعي أحد الأجنحة ممثلا في جناح عبد الرحمان بلعياط الإطاحة بالجناح الآخر بطريقة تكرس الديمقراطية التي بنيّ عليها الحزب، وإن صحت هذه الأنباء التي تأتي من بعض المتحكمين في زمام الأمور فإن الأيام المقبلة ستشهد بداية توضح معالم الخارطة السياسية المقبلة للبلاد، خاصة وأن هذه المجموع سبق وأن تم الاستعانة بها لتبليغ الأمين العام السابق للجبهة عبد العزيز بلخادم بضرورة الانسحاب وترك المشعل لقيادة جديدة، وفهم حينها بلخادم أن نهاية السياسية ستكون على يدّ كبار الأفالان إن حاول أن يراوغ لكنه فهم قواعد اللعبة وترك مصيره للصندوق الذي أطاح به بطريقة وصفت بالديمقراطية التي اعتاد أن يكرسها الأفالان غير أن الصندوق الذي أطاح ببلخادم رفض سعداني أن ينتهجه لتنصيب نفسه في مكان وهو الأمر الذي سيعجل برحيله من أمانة الحزب.

 

من نفس القسم الوطن