الوطن

غرداية تستغيث … وقائمة القتلى تتوسع !

الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تنتقد تعامل الحكومة مع أحداث غرداية

 

5 قتلى ومئات الجرحى حصيلة المواجهات 

 

توفي أمس بعيادة الواحة بغرداية الضحية الخامسة لأحداث الشعب والعنف التي اندلعت بالمدينة منذ نوفمبر الماضي، في حين كثرت إعلانات البحث عن مفقودين بالولاية يُخاف من أن يكونوا في عداد الضحايا، خاصة في ظل استمرار أحداث الشغب طيلة نهاية الاسبوع المنصرم، في وقت عاشت المدينة صبيحة أمس الجمعة على مراسيم تشييع جثمان  الضحية الرابعة في أحداث غرداية، والمدعو بابا وسماعيل عز الدين (20 سنة)، حيث جرت الجنازة بمقبرة الشيخ بابا السعد في غرداية، في جو مهيب دون تسجيل انزلاقات، أو مواجهات خلال الجنازة.

أمر وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز ، بمضاعفة القوات الموجودة بالولاية إلى أربع مرات، وتوزيعها عبر مختلف أحياء البلديات الستة التي كانت مسرحا لأحداث الشغب في الأشهر الثلاثة الأخيرة، متوعدا بالضرب بيد من حديد كل من يثبت تورطه في عمليات الحرق والنهب والترويع، وجاء هذا إثر الزيارة الطارئة التي قادت الوزير إلى غرداية مرفوقا بقائد قوات الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة، والمدير العام للأمن الوطن اللواء عبد الغاني هامل، أمس الأول بتكليف من رئيس الجمهورية، كما أعطى الوزير أوامر بإنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الدرك والشرطة للمتابعة والسهر على إعادة الأمن إلى ربوع الولاية، أين دخل هذا المركز حيز التنفيذ ابتداء من نهاية الأسبوع، هذا وشهدت الولاية طيلة الثلاثة أيام الماضية عودة التوتر وأعمال العنف والتخريب التي طالت عدة مواقع منها مصلى الشيخ بابا والجمة بقصر غرداية، المعلم التاريخي الذي يعود إلى قرون، كما أسفرت هذه المواجهات عن سقوط رابع ضحية في هذه المواجهات، بالإضافة إلى حرق المئات من المنازل وتخريب الممتلكات، ما دفع بمئات الاسر إلى ترك بيوتها والاحتماء داخل المؤسسات التربوية، هذا وقد تقرر بالولاية الدخول في إضراب عام عن الدراسة حيث أجلت الامتحانات في الجامعة إلى أجل غير مسمى حتى استتاب الأمن بالمدينة، كما امتنع التلاميذ في الاطوار الثلاثة من العودة للدراسة خوفا من تعرضهم للأذى على إثر تجدد المواجهات، ما ينبئ بسنة بيضاء شبه مؤكدة، لتلاميذ غرداية الذين لم يدرسوا سوى حوالي 3 أشهر منذ بداية السنة الدراسية، كم توقفت الحياة العامة. هذا ولا تزال بعض الاطراف أمثال المسمى كمال الدين فخار الذي سبق وتبرأ منه سكان غرداية تحاول الاستثمار في الأزمة وتأجيج الأوضاع حيث حمل بيان المدعو فخار أمس الأول نداء استغاثة "للعالم أجمع" اتهم فيه قوات الأمن والدرك بالتواطؤ مع العصابات الإجرامية بالولاية، البيان لقي استنكارا شديدا من أبناء المنطقة سواء الإباضيين والمالكيين، في حين طالب المجلس المالكي بالمقابل في بيان له بالإسراع في اتخاذ خطوات جادة وملموسة لإعادة الأمن للولاية وإطلاق سراح جميع المعتقلين المالكيين وإعادة النظر في القرار الذي أسموه التعسفي في حق رجال الأمن الذين كانوا قالوا إنهم كانوا يؤدون مهمتهم مؤكدين حرصهم على تفويت الفرصة أمام دعاة تمزيق الوحدة الوطنية المنادين بالتدخل الخارجي بالولاية على حد تعبير البيان.

إلى ذلك، انتقدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تعامل الحكومة مع ملف ولاية غرداية التي لا تزال تعيش "الفوضى والانزلاقات"، منددة في الوقت ذاته باستهداف الحقوقي كمال الدين فخار،وأعلنت انها سترسل ملفا كاملا حول هذه التجاوزات" التي حدثت الى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

 وعنونت الرابطة بيانا لها–بـ" غرداية تموت ببطء"، ساردة بعض الاحداث التي تجرى هناك ،منها "وفاة الشاب بابا واسماعيل عزالدين متأثرا بجروح خطيرة وإصابة أربعة أشخاص بجروح خطيرة جدا، إثر اعتداء عصابات البلطجية التي هاجمته في مقبرة بابا والجمة بغرداية إثر الاحداث التي اندلعت الثلاثاء الماضي ، وهي مستمرة إلى غاية الساعة"، وأضافت أن "هذه الأحداث خلفت خسائر مادية جسيمة تمثلت في حرق وتخريب عدة محلات تجارية وسكنات وبساتين وسيارات وإصابة عدة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة".

 وتحدثت الرابطة عن "تحامل جهات مختلفة على المناضل الحقوقي فخار كمال الدين عضو المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ،مستعملين بعض الوسائل الإعلامية المكتوبة والمرئية بما يدعو إلى إذكاء العداء ضده بل منهم من نادى باغتياله".

 وعبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن "قلقها الشديد لتعفن الأوضاع الأمنية في غرداية، وتندد بتقاعس السلطات السياسية والأمنية ومواصلتها التعامل مع الوضع الخطير القائم في غرداية بطريقة ارتجالية وبوسائل خارجة عن القانون ومؤسسات الجمهورية ،كما تندد بمهاجمة المناضل فخار كمال الدين وإذكاء العداء ضده والنداء لاغتياله وتحمل الاشخاص الذين هاجموه مسؤولية سلامته الجسدية".

ودعت الرابطة كل سكان ولاية غرداية إلى" السعي إلى تهدئة الأوضاع كما تحمل السلطات السياسية والأمنية المسؤولية الكاملة في تعفن الأوضاع والانزلاقات الخطيرة التي تتواصل في غرداية "،مشيرة " انها "بصدد إعداد ملف عن كل التجاوزات سيسلم إلى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لأن حماية المواطنين والممتلكات من مهام السلطة".

س. زموش/ أنس. ح 


من نفس القسم الوطن