الوطن

تجاوب قاعدي واسع مع شرفاء الأفلان المتبرئين من تصريحات سعداني

فيما ربطت قياداته الصراع بانعكاس حرب المواقع داخل السلطة على الحزب

 

يسعى، أغلبية أعضاء اللجنة المركزية ، بقيادة المنسق العام للحزب، عبد الرحمان بلعياط، إلى لعب آخر الأوراق المتاحة أمامهم للإطاحة بسعداني من أمانة الحزب، مستعملين في ذلك الأخطاء السياسية التي يرتكبها خليفة بلخادم، الذي يواصل انتهاج أسلوب التهجم ضدّ مؤسسات الدولة العسكرية والدفاع عن أصحاب المال الفاسد الذين يسعون ليكونوا في الواجهة السياسية التي تسبق وتلي الاستحقاق الانتخابي المقبل، حيث يرتقب أن تكون الأيام القليلة القادمة في صالح الجناح المناوئ لسعداني الذي يتطلع لاقتطاع وثيقة الشرعية لنشاطه وعقد دورة طارئة للجنة المركزية للأفالان التي ستقضي على سعداني سياسيا، وقد جدد بلعياط في تصريحاته أمس للصحافة تطلعات الشرفاء في الجبهة لاستئصال هذا الورم الخبيث الذي يزرعه سعداني في الساحة السياسية الوطنية باسم الأفالان الذي قال بأنه بريء منه ولا يمثله.

وكان لقاء أمس الذي عقد بمقر مداومة منتخبي الأفالان بالدرارية بالعاصمة، قد عرف مشاركة 4 أعضاء من المكتب السياسي يتقدمهم بلعياط، فيما فضل بعض أعضاء اللجنة المركزية الذين كان يتراوح عددهم بين 20 عضوا مشاركة المكتب السياسي في هذه الندوة الصحفية التي جاءت للردّ على التصريحات الأخيرة التي أطلقها عمار سعداني باسم الأفالان ضدّ مدير جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين، حيث خصصت غالبية التدخلات حول هذه القضية التي قال عنها بلعياط تعتبر سابقة في تاريخ الحزب، واعتبر المتحدث أنّ هذا اللقاء جاء للتصدي للتصريحات الخطيرة التي صدرت عن عضو اللجنة المركزية عمار سعداني، الذي تطاول على مؤسسة دستورية وشخصيات مسؤولة في أعلى السلطة، هي محط حماية الدستور والقانون بدءا من مؤسسات الجمهورية وصولا إلى العدالة، البرلمان، الحكومة والجيش الوطني الشعبي الذين كانوا عرضة حسب المتحدث لتصريحات سعداني التي تستنكرها كل قيادات الحزب وتعلن صراحة عن إدانتها لهذا الاعتداء الصارخ الذي يعتبر الأفالان كحزب بريء منه على مستوى القيادة الوطنية والمناضلين والهياكل القاعدية الموزعة عبر مختلف ربوع الوطن والجالية بالمهجر التي نددت كل واحدة على طريقتها الخاصة بهذا التطاول الذي أبداه سعداني على رموز وقادة مؤسسات الدولة.

وأشار أعضاء المكتب السياسي عبر المتحدث باسم الحزب ومنسقه العام، إلى أنه تم تسجيل تجاوب كبير من قبل قيادات الحزب الغيورة على الجزائر ومؤسسات الدولة، تمحور حول رفضهم التام والصريح لما يقوم به عضو اللجنة المركزية عمار سعداني الذي يتحدث كأمين عام للحزب العتيد، وقد وصف هؤلاء على لسان بلعياط ذلك بالتصرفات الطائشة التي تهدف لتشويش الرأي العام والملاحظين المحليين والدوليين لما يحدث في الساحة السياسية الوطنية، وأعلن بلعياط في السياق ذاته، باسم جبهة التحرير الوطني وبصفة صريحة ورسمية وثابتة إلى الرأي العام وبالخصوص إلى كل المؤسسات والشخصيات في الرئاسة والبرلمان والحكومة والجيش الوطني الشعبي والعدالة التي استهدفها سعداني في تصريحاته الأخيرة ظلما وعدوانا، أن تلك التصريحات التي وصفت بالآثمة والشنيعة لا تحسب على الأفالان، كما أنها لا تلزم إلا الشخص الذي أطلقها ضدّ هؤلاء على اعتبار أن سعداني ينشط في إطار غير رسمي وبعيد عن الأطر التنظيمية التي تحكم جبهة التحرير الوطني وهو في نظر القيادة فاقد لشرعية التصريح باسم الحزب، هذا وقد جدد هؤلاء في بيان ختامي صدر عنهم، دعوة المناضلين والقيادة التي تمثل اللجنة المركزية كل من موقع، للإعلان والالتزام بالقول والفعل لتبرئة الحزب مما أقدم عليه عمار سعداني من هجوم وظلم لمؤسسات ورجال الدولة، الذين قدموا تضحيات جساما من أجل ضمان وحدة واستقرار وازدهار الجزائر كل من موقعه خاصة في مواجهتهم الباسلة ضدّ الإرهاب.

وقد حرص أعضاء المكتب السياسي ، على تقديم صورة عن الوضع الذي يعيشه هذا الجناح الذي يتزعمه بلعياط ويسانده أكثر من 260 عضو من أعضاء اللجنة المركزية، ممن يرفضون تواجد سعداني على رأس الأفالان، مؤكدين على أن هذا الجناح الذي التزم كل من وقع على استمارة استدعاء اللجنة المركزية لإنهاء حالة شغور منصب الأمين العام هو قادر اليوم على الخروج من الشرنقة التي أدخلته فيها أطراف من خارج الحزب وهي ذات الأطراف التي دفعت بسعداني إلى سدّة الأمانة العامة، حيث يرتقب أن تشهد الأيام المقبلة العودة القوية للأفالان في الساحة السياسية التي تقبل على استحقاق رئاسي هام، وهو ما حرص البيان على تأكيد جناح بلعياط على ثبات موقفهم وسعيهم لإنجاح موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي سياق متصل بالصراع القائم بين قيادات جبهة التحرير الوطني، الذي سيتوجه بعد أسابيع قليلة على الإعلان عن مرشحه للرئاسيات المقبلة بشكل رسمي، على اعتبار أن الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح ستكون مع بداية شهر مارس الداخل، يتطلع القياديون البارزون في الأفالان لأن تكون الفترة المقبلة أكثر وضوحا بالنسبة لمناضلي الحزب، كما أن مسألة دخول الحزب للرئاسيات مشتتا بين أكثر من مرشح لن يخدمه، وبحسب تصريحات بعض من عايشوا أهم المحطات التي مرّت على الحزب، يؤكد هؤلاء في حديث لهم مع"الرائد"، أن هذا الحراك والصراع الذي كان باطنيا وخرج إلى العلن مع بداية العد العكسي للرئاسيات يرتبط في الأساس بجماعة تسعى لفرض عهدة رئاسية رابعة على الرئيس الذي يتحفظ لحدّ الساعة عن قراره تجاه الاستحقاق، وبين أطراف أخرى تتطلع لأن تبني قناعاتها ورؤيتها لمستقبل الجزائر بعيدا عن هذا التوجه الذي يحاول أنصار سعداني جعله أمرا واقعيا حتى قبل أن تتوضح قرارات الرئيس تجاه الموعد الذي رفض الردّ على الدعوات والمقابلات التي يسعون للحصول عليها منه قبل قيامه بالخطوة الأهم.

وفي تعليق منه على الحراك الذي يقوم به الجناح المناوئ للأمين العام، خاصة فيما يتعلق بالردّ على تصريحات عمار سعداني الأخيرة، اعتبر المتحدث باسم الحزب وعضو المكتب السياسي السعيد بوحجة، في تصريح له لـ"الرائد"، أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الأمين العام لم تؤثر في تماسك ووحدة الأفالان، مشيرا إلى أن هناك تماسكا بين الإخوة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي حول الخطوات التي يقوم بها سعداني في إطار تحضيره للرئاسيات المقبلة، وجدد المتحدث التأكيد على أن جناح الأمين العام هو الجناح الشرعي الذي يعمل وفق مبادئ الحزب وأسسه التنظيمية، وبالرغم من أن مسألة الفصل في الصراع القائم بين هذين الجناحين يقترب من مرحلة الحسم والأمور لن تأخذ بعدا أكبر الآن، إلا أن بوحجة رفض التعليق على المبادرات التي يقوم بها المناوئ لهم.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن