الوطن

سعداني لم يحسب لتبعات كلامه وخطورتها على الدولة

تصريحات أمين عام الأفلان في حق المؤسسة الأمنية في عيون الأكادميين

 

 

لا تختلف آراء ومواقف أساتذة جامعيين وأكادميين في تفسيرها لتصريحات أمين عام الأفلان ضد المؤسسة الأمنية في الجزائر، فالبروفيسور بوحنية قوي من جامعة ورقلة أكد أن تبعاتها إما ستكون سلبا أو ايجابا بحسب التوازنات المستقبلية والإستراتيجية للجزائر، في حين تساءل الدكتور سليم قلاقة من جامعة الجزائر عن التوقيت الذي سيق فيه مثل هذا الكلام، ورأى أن تصريح سعداني لم يكن مدروسا ولم ينتبه إلى تبعات تصريحاته على المستويين الداخلي والخارجي، بينما اتجه المؤرخ والناشط السياسي أرزقي فراد  للتحذير من تبعات وخيمة على مصداقية الجزائر كدولة، أما الأستاذ في معهد الإعلام عبد الكريم تفرقنيت فقال إن الأمر يلقي بضلاله على التوازنات داخل السلطة وصناعة القرار فيها.

 

أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة البروفيسور بوحنية قوي:

 من السطحية القول أن سعداني يعبر عن وجهة نظر شخصية

يقول بوحنية قوي البروفيسور والأستاذ بجامعة ورقلة بأن تصريحات سعداني لا تعبر عن وجهة نظر شخصية كما يشيعها منتقدوه، بل يرى أنها تعبير عن اتجاه معين أو فصيل بعينه في حزب جبهة التحرير الوطني، وتبقي الحكم على صوابية تصريحاته النارية من عدمها للقادم من الأحداث، ويزيد المتحدث في هذا الشأن بالقول إن الإنتخابات الرئاسية ستكون الفيصل الذي بحدد مسار الأمين العام الحالي، ينما يرى أنه  من السطحية القول أن سعداني يعبر عن وجهة نظر شخصية، حيث وفقا لفهمه، ينبغي التنبيه في مثل هذا الحراك السياسي أن تحفظ كرامة جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية، لأن الواقع بحسب البروفيسور بوحنية قوي، يؤكد أن كثير من الساسة في بلادنا، يغيرون تصريحاتهم وأقوالهم بمجرد تغير المواقع والظروف، ويلاحظ المتحدث، بأن المؤسسة الأمنية والعسكرية تظل بعيدة عن أي تصريح جانبي، فهي كما قال "  تنأى دائما عن اطلاق أي تصريح إلا في اطار القنوات الرسمية المتمثلة في وزارة الدفاع أو مجلة الجيش "، ومن تبعات هذه التصريحات حسب بوحنية قوي، تأثيرات ثقيلة على الأطراف التي ستساهم في رسم الخارطة السياسية والعسكرية في الجزائر، وتكون التبعات إما سلبا أو ايجابا بحسب التوازنات المستقبلية والإستراتيجية للجزائر على حد وصفه.

 

الدكتور سليم قلاقة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3:

تصريحات أمين عام الأفلان لها تبعات داخلية وخارجية 

يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر (3) الدكتورسليم قلاقة، أن التصريحات التي أدلى بها أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، جاءت في الوقت غير المناسب، وتضمن معلومات كان ينبغي أن تطرح منذ 20 سنة، وتساءل الأستاذ عن التوقيت الذي طرحت فيه من طرف زعيم حزب كبير كالأفالان قائلا " لماذا اليوم بالذات " ويعتقد قلالة بأنه  يمكن تفسير كلام سعداني وما جاء به من معلومات بأن الخلل كبير، فرجل مثل أمين عام الحزب العتيد لم ينطق بما نطق به من فراغ، بل قاله كرد فعل على ما يواجهه في الحزب من جهة، وشعوره بأن العهدة الرابعة للرئيس الحالي أصحبت من الماضي، وأن ضغوطات مورست عليه ليقول ما قال.

ويذهب أستاذ العلوم السياسية في كلية السياسة والإعلام بجامعة الجزائر 3، أن مضمون التصريح لا يتناسب مع طبيعة الشخص والمسؤولية التي يتحملها، في البدء هو سياسي والتصريحات التي أدلى بها لها علاقة بالأمني، وليس من مهامه أو صلاحياته أن يتدخل بهكذا طريقة يضيف قلاقة، وقد خاض في قضايا تخص المؤسسة الأمنية، خاصة وأن التطرق لهكذا ملفات ينبغي أن يستند المتحدث فيها لمعطيات ومعلومات، وبرأيه ليس لسعداني القدرة ولا موقعه يسمح له بالتدخل، وحسب قلاقة، فإن موقف أمين عام الأفلان لم يكن مدروسا ولم ينتبه إلى تبعات تصريحاته على المستويين الداخلي والخارجي وآثارهما على الجزائر، فداخليا يمكن اعتبار ما قام عمار سعداني هو أنه وضع حزب سياسي له مهام وصلاحيات محددة، في مواجهة مؤسسة أمنية لها مهامها الخاصة، ويقول المتحدث أنه لا ينبغي فيما هو متعارف عليه، أن يتدخل هذا في شؤون ذاك، وتدخل السياسي في الأمني أمر خطير بالنسبة لقلاقة، لذلك يرى بأن الموقف كان سريع وغير مدروس ونظرة صاحبه كانت محدودة في الزمان والمكان مماجعله يرتكب أخطاء.

 

أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر والناشط السياسي محمد أرزقي فراد: 

كلام سعداني له تبعات وخيمة على مصداقية الجزائر كدولة

يفسر الناشط السياسي والمؤرخ والأستاذ الجماعي بجامعة الجزائر محمد أرزقي فراد، تصريحات أمين عام الأفالان على ضوء ما يحدث في أعلى هرم السلطة، إذ يقول إن سعداني طغى على كلامه في حواره مع موقع "كل شيء عن الجزائر" الإنفعال والعاطفة، فالتصريح لا ينسجم مع شخصية سياسية تحتل المرتبة الثالثة في السلطة الجزائرية، يقصد منصب الأمين العام للأفلان على اعتبار أنه أكبر حزب سياسي في البلاد وزعيمه يجب أن يكون بحجم هذه المكانة، وعن المعلومات التي ألدى بها سعداني في تصريحه، قال أرزقي فراد إن تبعاتها ستكون وخيمة وخطيرة النتائج على مصداقية الجزائر كدولة، وفي تبريره لهذا التوجه، أجاب المتحدث أم سعداني لا يمثل نفسه كزعيم أكبر حزب في البلاد ولا يقحم إسم الأفلان في الصراع الدائر بين أطراف السلطة هكذا فقط، بدل التصريح له تداعيات وخلفيات تشير بأن الصراع على اشده حول الرئاسيات 2014 بين (دائرة الإستعلامات والأمن) ومؤسسة رئاسة الجمهورية، ويراي فراد فإن المؤسسة الأمنية المعروف بإسم ( الدي أر أس ) لا تريد التجديد للرئيس للمرور لعهدة رابعة لإعتبارات صحية وسياسية وقضايا تتعلق بالفساد، بينما محيط الرئيس يريد ابقائه في السلطة بأية طريقة على حد قول محدثنا، ومن تبعات هذا التصريح أيضا، هو أن الملفات التي فتح سعداني الباب عنها، تدل على غياب ثقافة الديمقراطية في تسيير الدولة عندنا، وغياب ثقافة المؤسسات أيضا، ويدل على أن السيادة الشعبية غائبةولا تصنع السياسيين والرؤساء، ويعتبر ما قاله أمين عام الأفالان غير مقبول ولا يليق بكبار الدولة أن يعالجوا قضايا هامة بهذه الطريقة وبأساليب غير حضرية، ودعا فراد الطرفين إلى التعقل وضبط النفس والعودة إلى بيان اول نوفمبر الذي حدد معالم الدولة الجزائرية الحديثة.

من جانبه، أوضح الإعلامي والأستاذ بقسم الإعلام والإتصال بجامعة (الجزائر 3 ) عبد الكريم تفرقينت، أن تصريحات الأمين العام للحزب العتيد تعد في هذا الوقت بمثابة حملة رئاسية مبكرة للرئيس بوتفليقة، خاصة وأن سعداني لم يخفي دعمه لعهدة رابعة، وذلك بعد استشعاره أن هناك أطراف في السلطة تتحفظ على ترشيح بوتفليقة، أما بالنسبة لتبعات هذه التصريحات فيعتقد تفرقينت أنها ستكون وخيمة إن لم يتم التحكم فيها، وبرأيه فهي المرة الأولى التي يخرج فيها الصراع بين أجنحة السلطة إلى العلن وبهذه الطريقة التي تعتبر غريبة، وواضاف أن كلام أمين عام الأفلان يثير الكثير من التساؤلات في الوقت الراهن، ويعتبر المتحدث أن الصراع بين أجنحة السلطة يعد من الأمور الخطيرة على الدولة، على اعتبار أن هناك طرف سيضعف على حساب الآخر، وهذا يؤثر على التوازنات داخل السلطة وصناعة القرار فيها.

عبد الباري .ع/ م. ح

من نفس القسم الوطن