الوطن

الأوضاع بغرداية تخرج عن السيطرة

عودة المناوشات وأعمال التخريب وتهجير مئات العائلات من بيوتهم

 

منع الوالي وممثل الحكومة من معاينة المساكن المتضررة 

عرفت مدينة غرداية، أمس ومساء أمس الاول عودة المناوشات والتخريب الذي أسفر عن سقوط جرحى وتهجير جماعي للعائلات من بيوتهم، رغم مساعي السلطات المحلية والحكومة في حل النزاع وتهدئة الاوضاع، إلا أن الوضع يبدو أنه خرج عن السيطرة بالنظر إلى عدة مؤشرات كان آخرها ما حدث لوالي الولاية والممثل الرسمي للدولة حيث منعا من دخول حي الحاج مسعود ومعاينة المساكن المتضررة والمنازل المخرّبة والمحرّقة والتي تم تهجير أهلها بالقوة، ما يوحى بسقوط هيبة الدولة أمام عصابات الإجرام التي تصنع الاضطراب بالولاية.

أكد شهود عيان بمدينة غرداية لـ"الرائد" عودة المواجهات والاشتباكات بين المالكيين والإباضيين حيث نقل الشهود من منطقة "عين لوبو" بغرداية وقائع قيام بعض الملثمين ظهيرة أمس الاول بغلق الطريق الرئيسية الرابطة بين بلديتي غرداية والضاية، والهجوم على أحد سائقي السيارات، الذي انهالوا عليه بالضرب، فيما قام آخرون بحرق سيارته أمام مرأى الجميع، وعلى إثر الأحداث تلك اضطرت معظم المحلات التجارية في وسط المدينة إلى غلق أبوابها، في حين قامت قوات مكافحة الشغب التي وصلت إلى موقع الحادث متأخرة، بملاحقة الأشخاص المشاغبين، الذين اضطروا إلى الفرار إلى هضبة بابا السعد المجاورة لموقع غلق الطريق، فأمطرتهم بوابل من القنابل المسيلة للدموع، بينما لم يتم إلقاء القبض على أي شخص منهم، وحسب ذات شهود العيان دائما فإنه وفي الساعات الأولى من ليلة أمس الأول قام بعض الأشخاص بالهجوم على حي بابا والجمة المجاور لحي مرماد، ومحاولة إحراق منشأة "معهد عمي سعيد"، و"مدرسة تعليم السياقة" لأحد الخواص، ودار "عشيرة آت اخفيان بقصر غرداية"، إلا أن سكان الحي قاموا بالتصدي لهم، مما أسفر عن وقوع مناوشات حادة، أصيب فيها العشرات بالرغم من وصول أعوان الأمن، الذين لم يستطيعوا السيطرة على الوضع إلا بعد ساعات متأخرة من الليل. فيما اضطر أهالي حي بابا والجمة إلى ترحيل العائلات من الحي، وسط استمرار التراشق بالحجارة بين الطرفين، وفي الساعة الثانية من ليلة أمس الأول، حاول بعض الشباب الملثمين اقتحام مقبرة الشيخ باعيسى أعلوان، إلا أن قوات الشرطة التي حضرت سريعا استطاعت من إيقاف المعتدين، لكن جو الاحتقان بقي على حاله صبيحة أمس أين تكررت المناوشات قبل منتصف النهار بقليل، وشوهد تصاعد أعمدة من الدخان من داخل الحي، مما يؤكد وقوع عمليات حرق للمساكن والمحلات التجارية والسيارات، من ناحية أخرى تعطلت الدراسة في أغلب المؤسسات التربوية، سواء منها العمومية أو الحرة بغرداية، نظرا لتجدد المواجهات وعودتها إلى المربع الأول، حيث لم تتوقف الاعتداءات والمناوشات بين الأشخاص طيلة الأيام الأخيرة، والتي تسببت في كسر زجاج حافلات النقل الحضري وسيارات للخواص، وكذا إزعاج السكان برمي الزجاجات الحارقة في حدائق المنازل ومداخلها في جنح الليل. 

سارة. ز

من نفس القسم الوطن