الوطن
بلخادم يرفض التعليق على تصريحات خليفته في الأفلان
فضل الحديث عن الآفاق المستقبلية وأشياء أخرى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 فيفري 2014
رفض عبد العزيز بلخادم، الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، الردّ على التصريحات التي أطلقها خليفته في أمانة الحزب العتيد، على مؤسسات الدولة ممثلة في المؤسسة العسكرية والقائمين عليها، التي لا تعد الأولى في تاريخ عمار سعداني السياسي، حيث قال بلخادم في تصريح له لـ"الرائد"، أمس إن التحديات التي تقبل عليها الجزائر التي تتطلع لتنظيم استحقاق انتخابي هام شهر أفريل المقبل، تحتم على الفاعلين في المشهد السياسي أن يتفرغوا للحديث عن الآفاق المستقبلية للبلاد على جميع الأصعدة، كما أن لغة الحوار بين الشركاء السياسيين يجب أن تأخذ حيزا كبيرا من هذه النقاشات التي وجب فتحها أمام جميع الأطراف خاصة الشباب الذين يرى بأن فتح المجال أمامهم قد آن، وبالرغم من أن عمار سعداني قد تجاوز كل الخطوط الحمراء التي ما كان يجرأ أحد على تجاوزها حتى الأمناء العامون السابقون في الأفالان الذين كانوا يحوزون على الرصيد السياسي والتاريخي والأخلاقي أيضا لانتقاد برامج مؤسسات الدولة لا قادتها، إلا أنهم كانوا يضعون مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
ويبدو أن الأمين العام الأسبق للأفالان، يرفض الزج باسمه في الصراع القائم في أعلى هرم السلطة، كي لا يحسب على طرف دون طرف آخر، خاصة وأن الأمور بالنسبة إليه لم تحسم بعد كما يقول مقربون منه في حديث لهم معنا، ونقل هؤلاء على لسان بلخادم أنه خاطب منذ أيام في اجتماع مغلق مع حلفائه السياسيين، أن الصورة لم تتوضح بعد بالنسبة للجميع وأن الضبابية تلف المشهد السياسي وعلى جميع المستويات، وأن الإشكالية التي تعاني منها السلطة هي ذاتها الإشكالية التي فشلت فيها المعارضة التي بحثت عن مرشح واحد فيما بينها لتدفع به للرئاسيات، غير أنها فشلت في تحقيق ذلك.
واعتبرت ذات المصادر، أن بلخادم كغيره من "أبناء النظام" يرون أن اللعبة الانتخابية لم تغلق بعد والاستقرار على مرشح واحد للسلطة لم يتم الفصل فيه وأن المتحكمين في زمام الأمور هم في سباق مع الزمن للبحث عنه خاصة وأن بداية العد العكسي لانتهاء الآجال القانونية لسحب استمارات الترشح للرئاسيات والإيداع القانوني لهذه الطلبات قد اقترب، ويطرح بدورهم بعض المطلعين على المشهد السياسي وخلفيات الحراك فيه أمام المواعيد الانتخابية الكبيرة كالرئاسيات، أن أكثر ما تخشاه السلطة اليوم هو أن تجد نفسها في صراع مع أبنائها أو أن تدفع بمرشح عنها نحو المجهول في رئاسيات الـ 17 أفريل المقبل، خاصة وأن تأجيل الحسم في هويته سيتأجل حتى الدقائق الأخيرة لنهاية الآجال القانونية لهذا الاستحقاق في نظر هؤلاء.
ولا يختلف هذا الصراع وهذه التنبؤات التي تحدث في أعلى هرم السلطة عن تلك التي يخوض فيها أبناء النظام والعارفون بخباياه من الذين ينتظرون الإشارة للدفاع عن مصالح الأطراف التي تدعمهم في السلطة، وقد نشهد في الساعات القليلة المقبلة إطلالة لهم للحديث عن هذه التطورات الأخيرة التي تحدث في أعلى هرم السلطة والتي أطلق سعداني بتصريحاته الأخيرة آخر شرارة لها قبل معركة الحسم التي تشارف على الانتهاء في نظر الكثيرين.
خولة بوشويشي