الوطن
سعداني يحبس الأنفاس..قبل الاعلا ن عن مرشح حزب الفساد !
حلفاءه أعطوه حق التحدث باسم الأفالان عن قناعات الحزب وخصومه يحصون زلاته
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2014
أظهرت الخطابات الأخيرة التي يطل بها، أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، على المهتمين بالشأن السياسي عندنا، أنّ الحديث عن صراع خفيّ يحاك في أعلى هرّم السلطة، بين قطبين اثنين لا ثالث لهما هو صراع حقيقي ولم يعد يتعلق بصراع عصبة تحاك سيناريوهاته بين قادته فقط، بل تعدى تلك المرحلة ودخل في مرحلة جديدة جاءت بسعداني على رأس أقوى الأحزاب السياسية مكانة وحضورا في المشهد السياسي الجزائري، وقد تأكد ذلك الصراع من خلال آخر التصريحات التي أطلقها سعداني الذي تهجم فيها على جهاز المخابرات وبالتحديد مديره الجنرال محمد مدين ، الذي قال بأنه أخفق في تسيير العديد من الأزمات داعيا إياه إلى الاستقالة من منصبه، حيث حاول سعداني أن يقدم صورة بعيدة عن حقيقة هذه الهيئة الأمنية، وقد دفع هذا الكلام ببعض قيادات الأفالان التي تنضوي تحت جناح الأمين العام أن تؤكد على أنها تصريحات تلزمه وحده فيما اعتبرت أخرى أن من حق الأمين العام أن يعبر عن وجهة نظر الحزب تجاه ما يحدث في أعلى هرم السلطة، بينما رأت الأطراف المناوئة لسعداني أن التصريحات التي تصدر عنه لا عقلانية ولم تحدث في تاريخ الحزب وهي تجاوزات على أعضاء اللجنة المركزية أن يناقشوها في إطارها التنظيمي العام، خاصة وأن خرجا ت سعداني الأخيرة تشبه عملية انتحارية سيقبل عليها الحزب العتيد ستؤدي لإسقاط أهم لاعبي ومحركي المشهد السياسي عندنا خاصة في السنوات الأخيرة التي جاءت بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدّة الحكم في 1999.
رفض سعداني التعليق عن الخلفيات التي يحملها خطابه في الأشهر القليلة الماضية، في تصريح مقتضب له أمس مع"الرائد"، حيث اكتفى بالردّ على استفسارنا عن حقيقة هذه التصريحات التي قال بأنها تصريحات مبنية عن قناعاته ورؤيته للأمور التي يبدو أنه الوحيد الذي يدركها، ويحاول من خلالها أن يظهر في موقف القوي أمام خصومه داخل الحزب قبل خصومه السياسيين الآخرين الذين يتربصون بأخطاء بعضهم البعض للانفراد بالمشهد السياسي قبل وبعد رئاسيات الـ 17 أفريل المقبل الذي ترتبط هذه الصراعات بها وتم خلقها لأجل ترتيبها الساحة على مقاسها أيضا، حيث يتطلع المدافعون عن العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس إلى إزاحة الرافضين لهذه العهدة في أعلى هرّم السلطة مادامت الأمور بالنسبة إلى هؤلاء شبه محسومة في صناديق الاقتراع، ولكن مهمة تقديم مرشحهم الذي يقال بأنه الرئيس أو أحد المقربين منه، في هذه الظروف سيجد رفضا على جميع المستويات خاصة لدى النظام الذي يبدو أنه لم يفصل بعد في هوية مرشحه في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ما يجعلنا نترقب انتفاضة في أعلى هرم السلطة التي يبدو أنها تتهيأ لإسقاط أهم لاعبيها من الساحة السياسية قبل معركة السباق على كرسي الرئاسية التي يحاول أمين عام الأفالان أن يكون المحرك الظاهر لها فيما تتولى أطراف أخرى تحريك الأحداث في الخفاء وهي الأطراف التي دفعت به إلى الساحة السياسية من جديدة منذ مغادرته لمبنى الغرفة السفلى للبرلمان لذات الأخطاء.
وفي ردها على التصريحات التي جاءت من قبل أمينهم العام، اعتبرت قيادات الحزب الحالية سواء التي تنتمي لعضوية المكتب السياسي أو اللجنة المركزية المساندة لسعداني، أن هذه التصريحات تعبر عن قناعة الحزب العتيد الذي يمثله الأمين العام، وقال في هذا الصدد القيادي مصطفى معزوزي في تصريح له لـ"الرائد"، أنّ الصلاحيات التي يحوز عليها عمار سعداني كأمين عام للجبهة تخوله للحديث عن التحديات التي يقبل ويتطلع الحزب للعبها في المستقبل، وهي التحديات التي يحاول أن يعبر عنها منذ توليه لأمانة الحزب منتصف السنة الفارطة، مؤكدا على أن الصلاحيات التي يحوز عليها هي التي تسمح له بقول هذا الكلام.
من جهته اعتبر المتحدث باسم الأفالان وعضو المكتب السياسي السعيد بوحجة، أن ما يصدر عن الأمين العام هو مسؤولية شخصية لا تعبر عن الأفالان، كما أنها تصريحات تلزمه وحده، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه لم يطلع على ما جاء في الحوار الذي أجراه سعداني مع موقع "كل شيء عن الجزائر" ونشر أمس، موضحا في هذا السياق أن الأمور التي يتحدث عنها سعداني هي من اختصاصه وأن مكانته كأمين عام للأفالان خولته لمعرفة أمور والاطلاع على معطيات تحاك في أعلى هرم السلطة وأنه كقيادي في الحزب لم يحصل كغيره من القياديين على هذه المعطيات لذلك فهو لن يعلق عليها.
أما الجناح المناوئ لسعداني فقد أوضح بعض من تحدثنا معهم، أنّ خليفة عبد العزيز بلخادم على رأس الجبهة، يتحدث مع حلفاءه داخل قيادات الحزب من موقع المدرك بالتطورات السياسية التي ستحدث في البلاد، وذلك بهدف الحصول على دعمهم في المشاريع المستقبلية التي يقبل عليها، خاصة تلك التي تتعلق بمرشح الحزب في الرئاسيات المقبلة، ولكن يبدو أن سعداني حسب ما أوضحه بلعياط في حديثه معنا يتحدث من أجل الكلام فقط، لأن الردّ على الاتهامات التي يوجهها لخصومه السياسيين سيكون في قادم الأيام التي ستحمل الجواب الحقيقي لدور وموقع هذا الأخير الذي لن يمثل الأفالان لا اليوم ولا غدا.
خولة بوشويشي