الوطن
سعداني إلى أين يسير..؟
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2014
تعودنا على أن كل من يتقلد أعلى المناصب في هذه البلاد أن يكون مرتديا لعباءة الشرعية الثورية، التي إن ربطت بشيء ما فلن تجد أحسن من الحزب العتيد ان ترتبط به، والدليل "جبهة التحرير أعطيناكي عهدا" .
للأسف أمين حزب جبهة التحرير الوطني لن يستطيع التشدق بشرعية الثورية ولا يستطيع ان يرتدي عباءتها لأنها أكبر منه، وخيطت قبل أن يولد، فهو من مواليد ولاية الوادي في سنة 1950، ومصادر أخرى تقول إنه من مواليد تونس، عرف عن سعداني أنه كان طبالا وضابط إيقاع بارع في فرقة الفنان عبد الله المناعي، لينتقل بعدها من حياة الفن والطرب الى السياسة التي برز فيها أيضا رغم اختلاف الايقاع فيها وصعوبة ضبطه، فقد شغل سعداني عدة مناصب منها أمين عام للاتحاد الولائي للعمال وأمين عام مساعد للاتحاد العربي للنفط
وعضو بالمجلس الوطني لنقابة سوناطراك، كما كان عضوا بالمجلس الوطني لاتحادية البترول والمناجم، ثم لينضم بعد ذلك الى جبهة التحرير الوطني وتقلد عدة مناصب بها، آخرها أمينا عاما لها، منذ نهاية اوت من السنة الماضية، حيث منذ ذلك التاريخ أصبحت شخصية سعداني محل جدل في الوسط السياسي الجزائري، فتصريحاته النارية ضد خصومه، واتهاماتهم له بالفساد المالي والسخرية حتى من تاريخه وبدايته في التطبيل والتزمير في الفرق الشعبية والتي يتهمونه أنه عاد إليها رغم الفارق طبعا، فسعداني في تلك الفترة كان يطبل للفنان عبد الله المناعي لكنه الآن وبحسب خصومه يطبل للرئيس بوتفليقة لكي يترشح لعهدة رابعة، والسؤال الذي يبقى دائما يحير العديد من المتتبعين هو من أين يأتي سعداني بكل هاته الجرأة والقوة ومن يدعم هذا الرجل، فهو يقول أشياء لم يتجرأ أحد على قولها قبله، وما تصريحاته الاخيرة ببعيدة عنا والتي تطاول فيها على عدة شخصيات وطنية، حيث يبدو أن الامين العام للحزب العتيد لا يوفر جهدا في خلق خصوم له كل مرة يظهر فيها، فمن الامين العام السابق عبد العزيز بلخادم الى الجنرال توفيق الذي طالبه بالاستقالة، الى كل من يفكر في الترشح ضد بوتفليقة، بل حتى الى من يفكر في المقاطعة .
رغم أن الطبال عفوا سعداني كلما أطل علينا كلما ترك لنا عدة تساؤلات حول شخصه ونهجه ومن يدعمه، إلا أن التجربة السياسية في الجزائر علمتنا أن دوام الحال من المحال، فأين بلخادم الذي كان أقرب مقربي بوتفليقة، وأين أحمد أويحيى، الذي كان الذراع الايمن للرئيس، فيا ترى أين ستكون يا سعداني بعد انتهاء دورك، فهل سيقبلك المناعي في فرقته بعد أن طبلت وزمرت لغيره.
عبد الباري .ع