الوطن
العدالة تطوي ملف تهريب الكوكايين بميناء الجزائر بقيمة ألف مليار سنتيم
ديوان الحليب يخلط أوراق المهربين ويصيبهم بخسارة قيمتها ألف مليار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2014
• شبكة دولية لاقت المـناخ الملائم لتصدير بضاعتها لأبناء الأثرياء
كشفت التحقيقات القضائية التي يقوم بها قاضي التحقيق بمحكمة سيدي امحمد، أن 165 كيلوغرام من الكوكايين، التي عثر عليها داخل حاويات الحليب “الغبرة” المستوردة من قبل الديوان الوطني للحليب، لم يتم تحديد المتورطين فيها بنظر العدالة، في حين اعتبر المحققون أن المتورطين في القضية يرجح أن يكونوا شبكة دولية يمتد نشاطها إلى أمريكا اللاتينية وأوروبا، هدفها توسيع السوق وإيصال سلعتها إلى إسبانيا وإيطاليا وجزء منها إلى الجزائر، خصوصا أن مادة الكوكايين لاقت مؤخرا رواجا منقطع النظير لدى أبناء الأثرياء.
وذكر التحقيق بأن كمية الكوكايين المحجوزة قطعت أشواطا كبيرة، وعبرت عدة نقاط تفتيش، ولم يتم الكشف عنها إلا بالميناء الجاف بحسين داي، وهو ما يطرح تساؤلات عدة خصوصا ما تعلق بعدم اكتشاف العملية بميناء الجزائر؟.
وقد رجحت مصادرنا أن يأمر قاضي التحقيق بطي الملف، لورود القضية ضد مجهول، ولم تظهر أدلة قانونية ضد المتورطين في القضية، وبقائها ضد مجهول، رغم أن الوقائع التي ارتكبت تكون جنايات تكوين شبكة دولية لتهريب الكوكايين.
وتعود وقائع قضية الحال إلى تلقي عناصر الأمن لمعلومات تفيد بوجود أكياس مشبوهة داخل حاوية لحليب الغبرة، استوردها الديوان الوطني للحليب، وحسب محضر المعاينة الذي يحمل توقيع رئيس موقع التخزين وخبير ‘’فيريتال’’ وممثل شركة التأمين، إضافة لممثل الديوان الوطني للحليب، وعلى إثرها ركز محققو الدرك الوطني تحقيقهم واستمعوا إلى مسؤولي ديوان الحليب، وعلى رأسهم المدير العام للديوان ومساعدوه وكذا المسؤولين الذين اكتشفوا البضاعة وقاموا بإبلاغ مصالح الأمن عنها، كما قامت ذات العناصر بتفتيش كل أجهزة الإعلام الآلي بمقر الديوان، فيما تم سماع المدير العام مرتين، وطرحت عليه أسئلة تتعلق بحياته الخاصة.
وتبين من خلال ملف القضية أن فصيلة الأبحاث للمجموعة الولائية للدرك الوطني استدعت عددا من مستخدمي سلك الجمارك العاملين بميناء الجزائر، للتحقيق معهم حول كيفية مرور ما كميته 160 كيلوغرام من المخدرات الصلبة من الهيروين عبر الميناء دون التفطن لها، وتعد هذه القضية الأولى من نوعها بالنظر إلى الكمية الهامة من هذا النوع من السموم، الأخيرة كانت موجودة بعلب الحليب وهي بودرة بيضاء يميل لونها للون غبرة الحليب، بقيمة إجمالية قدرها 1000 مليار سنتيم حسب ما هو متداول عليه بسوق تجار المخدرات، على اعتبار أن قيمة الكيلوغرام الواحد بالعملة الصعبة تقدر بـ600 ألف أورو. وطرحت مصادرنا فرضية في هذه القضية، مفادها أن الكمية الكبيرة دخلت إلى الجزائر عن طريق الخطأ، على اعتبار أن هذا النوع من العمليات يتم التخطيط له بدقة وتقوم البارونات المعنية، بمتابعته بطريقة جد لصيقة إلى غاية وصول السلعة إلى المكان المقصود، وهو ما لم يتم بخصوص هذه السموم.
يذكر أن حاويات الحليب انطلقت من ميناء تورونغا بنيوزيلاندا وتم تفريغها وإعادة شحنها في ميناء كريستوبال بباناما، ثم مرت أيضا على ميناء فالانسيا بإسبانيا.