الوطن

غرداية تحتاج للتّكفل!

وضع أمني مستقر نسبيا ووضع اجتماعي مزرٍ

 

رغم عودة الهدوء النسبي بمدينة غرداية، إلا أن حوادث متفرقة لا تزال تسجل هناك، ما يؤكد أن عمل الجهات الأمنية والسلطات المحلية لم ينته بعد، خاصة وأن سكان المدينة ينوون تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة غرداية من أجل المطالبة بإطلاق سراح أبنائهم المقبوض عليهم خلال أحداث الشغب، بالإضافة إلى الحالة المزرية التي تعيشها العائلات التي غادرت بيوتها بسبب أحداث العنف ولم تعد إليها بعد، زد إلى ذلك مشكلة العزلة ببعض القرى وكذا حرمان بعض تلاميذ المنطقة من الدراسة بسبب تخريب مدارسهم، كل هذا يدق ناقوس الخطر وينبئ باضطراب آخر إن لم تتحرك الحكومة بمعية السلطات المحلية للتكفل بغرداية وسكانها.

وقالت مصادر من الولاية لـ"الرائد" إن الحياة الطبيعية بدأت تعود لغرداية رغم أن الوضع حذر نوعا ما، حيث عاد طلاب الجامعة لمقاعد الدراسة ويجتازون هذه الفترة امتحانات السداسي الأول من السنة الجامعية، كما عاد تلاميذ الاطوار الثلاثة إلى دراستهم عدا تلاميذ أحد الأحياء الذي تعرضت فيه المدارس لتخريب واسع، أين حرم هؤلاء التلاميذ من الدراسة إلى غاية الآن، دون تحرك السلطات لإيجاد حل، بينما أضاف ذات المصدر أن أغلبية العائلات من الذين غادروا بيوتهم أثناء أحداث الشغب لم يعودوا إليها بعد، عدا عدد محدود جدا، هذا وتشير ذات المصادر إلى عودة الإدارات للعمل، كذلك المحلات التجارية التي كانت مغلقة، بينما يبقى المشكل في وسائل النقل المتوقفة ببعض القرى البعيدة عن عاصمة الولاية، حيث توجد قرية معزولة تماما ولا تصلها وسيلة نقل واحدة، من جهة أخرى تطرق ذات المصدر في حديثة إلى واقع العلاقة بين الإباضيين والمالكيين في هذه الفترة، مؤكدا أن الحساسية لا تزال موجودة، بين أبناء المنطقة في بعض الاحياء خاصة تلك التي كانت فيها المواجهات كبيرة وتم التعدي فيها على حرمة البيوت، وفي هذا الصدد هناك مخاوف من تحول الأزمة الأخيرة التي شهدتها غرداية إلى قضية ثأر بين بعض العائلات، ما سيجعل الأوضاع قابلة للتصعيد في أي لحظة، هذا ولم تخف ذات المصادر وجود حوادث متفرقة بالمدينة حيث قالت إن أحد المالكيين تعرض مساء أول أمس لاعتداء من طرف مجهولين قاموا بتحطيم سيارته من نوع "سيمبول"، لكن بالمقابل أضافت ذات المصادر أن هذه الحوادث تبقى معزولة ومتفرقة وليست بنفس الشدة التي كانت عليها الاحداث في الأسابيع الماضية، وتعرف المنطقة حسب ذات المصادر تشديدا أمنيا كبيرا حيث عمدت قوات الدرك الوطني إلى نصب خيم كبيرة في أعالي الأحياء خاصة على مستوى نقاط التماس من أجل السيطرة على كل ما هو خارج عن القانون، مضيفة أن الأمن يقوم بواجبه الأمر الذي دفع ببعض سكان المنطقة نهاية الاسبوع المنصرم إلى تنظيم وقفة من أجل مطالبة السلطات المعنية بعدم محاسبة الشرطة أو الدرك كونهم مطالبين بالصرامة في مثل هذه الظروف، هذا ويعتزم عدد من سكان المدينة من المالكيين تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة غرداية للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين الذين سيتم محاكمتهم غدا.

س. زموش 


من نفس القسم الوطن