الوطن
أبو جرة سلطاني يدخل الصف ويتهيأ للترشح
يتجه لتأسيس حزب سياسي جديد والاستقالة من حمس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 فيفري 2014
دفعت التجربة الجديدة التي يقبل عليها التيار الإسلامي في الجزائر، الذي يتوجه لمقاطعة رئاسيات أفريل المقبل، ببعض الأطراف التي تحاول أن تفرض خارطة طريقها نحو هذا الاستحقاق إلى الاستنجاد ببعض زعماء التيار السياسي لتحضيرهم كشركاء في العملية الانتخابية التي سيقبل عليها هؤلاء بعد أشهر قليلة من الآن، خاصة وأن المشاورات التي ربطتهم برئيس حركة مجتمع السلم السابق، أبو جرة سلطاني، قد وصلت إلى مراحل متقدمة جدا، ولا يحول بين تحقيق شروطها وبينهم شيء عدا رفض الرئيس الترشح لعهدة رئاسية رابعة كما يريد هؤلاء، وبالرغم من أن سلطاني رفض التعليق على هذه الأنباء التي تروج لها أطراف من محيط الرئيس إلا أن الأيام المقبلة ستكون كافية لتعيد بعض ملامح سيناريو رئاسيات 2004 في الساحة السياسية الوطنية التي تقبل على استحقاق رئاسي بعد أقل من شهرين ونصف.
كشفت مصادر من محيط المدافعين عن العهدة الرئاسية الرابعة، أنّ هناك اتصالات مكثفة جمعت بين أحد الشركاء في هذا المشروع مع رئيس حركة مجتمع السلم الأسبق، أبو جرّة سلطاني، وتمحورت هذه العروض حول تقدم سلطاني للرئاسيات المقبلة كمترشح حرّ بعد أن عجز عن كسب تأييد داخل حركته ليمثل تيار الإسلاميين في الجزائر، في رئاسيات أفريل المقبل، وأوضحت ذات المصادر أنّ هذه المفاوضات وصلت إلى درجة متقدمة جدا، تم بموجبها عرض الترشح علي سلطاني مقابل تأمين التوقيعات التي يحتاجها لدخول هذا الاستحقاق ومناصب سياسية أخرى يتم تحقيقها له بعد الرئاسيات التي يطمح من خلالها هؤلاء إلى الدفع برئيس الجمهورية نحو عهدة رئاسية جديد مهما كانت الظروف.
يتضمن العرض اضافة الى الترشح المشاركة في المرحلة القادمة التي يكون قد تلقاها سلطاني من قبل وسطاء كلفوا بهذه المهمة من قبل مجموعة العهدة الرابعة، وهم رفقاء سلطاني في الحكومة سابقا وفي النضال السياسي ، إلا أن المرحلة الثانية من المفاوضات والتي تمت بعد اتخاذ الحركة قرار المقاطعة تجاه الانتخابات الرئاسية المقبلة، كان فيها مدافعا عن خياراته وطرح فيها جملة من الشروط التي يتطلع من خلالها العودة إلى المشهد السياسي وهي النقطة التي مهدت لوصول المشاورات لطريق إيجابي في نظر الطرفين.
وفي محاولة منا للاستفسار عن هذه الأنباء التي يروج لها دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، قال سلطاني في تصريح له لـ"الرائد"، أمس، أنه لا يملك أي تعليق عن هذه الأنباء، رافضا في الوقت ذاته نفيها أو الردّ على هؤلاء الذين يروجون للخبر، وقال سلطاني في السياق ذاته أنه كقيادي وكمناضل في حركة مجتمع السلم، فإن له التزاما مع القرارات التي صدرت عن الحركة، وهي المقاطعة، ومن هذا المنطلق فهو يلتزم التزاما تاما بما صدر عنهم كمناضل في"حمس"، وبالرغم من أن المتحدث كان باستطاعته أن ينفي هذه الأخبار إلا أنه جدد التزامه بقرارات الحزب الذي يمثله في الوقت الحالي والتي قد يكون الخروج منه هو الفرصة الوحيدة أمامه للتقدم نحو سباق المنافسة على كرسي قصر المرادية، وهي النقطة التي ركزت عليها الأطراف التي عرضت عليه هذه الصفقة السياسية، حيث أشارت مصادرنا أن سلطاني سيتقدم للترشح للرئاسيات كمرشح حرّ وسيتفرغ بعد الرئاسيات لتأسيس حزب سياسي جديد ليرأسه بعد ذلك، ويكون أحد الأطراف التي تمثل التيار الإسلامي في الحكومة المقبلة التي يحاول هؤلاء تحقيقها بدعم مرشحهم وسعيهم لإيصاله لقصر المرادية.
وأشارت المصادر ذاتها، أنّ المشاورات بين سلطاني وممثل هذا التيار، قد بدأت منذ فترة وبالتحديد حين كان يسعى مقري لعقد اتفاق مع أطراف من خارج الحركة لترشيحه قبل أن يفشل مشروعه ويتوجه لمشروع آخر له، وهو نفس التوجه الذي سار عليه سلطاني ولكن من خلال البحث عن حلفاء له لترشيحه داخل مجلس شورى حركته التي رفضته في آخر المطاف، حيث لم يكتفي بالبحث عن فرصة للترشح داخل الحركة بل خارجها أيضا وهي الفرصة التي أتاحتها له هذه الأطراف، وكانت النقاشات حينها تتمحور حول دعمه ليكون مرشحا باسم حمس، ولكن بعد أن قرر مجلس شورى الحركة قطع الطريق أمام طموحات رئيس الحركة السابق ورئيسها الحالي، وهو الأمر الذي دفعهم لإقناعه بالترشح كمترشح حرّ.
هذا ويرتقب أنّ يستقيل سلطاني، من حركة مجتمع السلم ليكون باستطاعته الترشح دون الإخلال بقواعد اللعبة السياسية التي فرضتها الحركة على قياداتها، ومن المتوقع إذا ترتب الأمر ونضجت هذه المبادرة في ذهن جميع الأطراف التي تحاول أن تحققها على أرض الواقع، فإنه سيستقيل من الحزب ولن يعود ملزما بالقرارات التي تصدر عنه، ليتاح له التفرغ لتأسيس حزبه الجديد، وتتوقع مصادرنا أن يؤسس في قادم الأشهر حزبا سياسيا ويشارك به في الحكومة القادمة إن نجح المدافعين عن مشروع العهدة الرئاسية الرابعة في تحقيقه على أرض الواقع.
خولة بوشويشي