الوطن

الهدوء يعود لشوارع غرداية ومواطنوها عازمون على تفادي العودة إلى العنف

بعد أحداث دامية عاشتها الأيام الماضية

 

عادت مظاهر الحياة بصفة كلية الى ولاية غرداية يوم الأربعاء بما في ذلك بلدية بريان وسط تعزيزات أمنية فرضتها عناصر الشرطة والدرك الوطني لاسيما بالأحياء المختلطة مابين السكان المالكيين والإباضيين، فيما عبر مواطنو الولاية عن عزمهم على تفادي العودة لموجة العنف بحل مشاكلهم في أطر الحوار مع السلطات العمومية، كما نفى كل السكان أن تكون الأعمال التي عرفتها الولاية مؤخرا طائفية أو عرقية .

ككل المدن الصحراوية للجزائر استؤنفت الحياة بولاية غرداية بصفة عادية جدا، حيث فتحت كل المتاجر من مقاهٍ ومطاعم ومحلات السوق العتيق بقلب المدينة الذي تشتهر به محلات الصناعة التقليدية من زرابي وأواني وحلي  خاص بمنطقة غرداية، وهو الأمر كذلك بالنسبة لوسائل النقل  سواء بالنسبة لحافلات الخطوط الداخلية للولاية او الخطوط الطويلة حسبما رصدناه بشوارع غرداية بنورة والعطف وبريان وكذا المحطة الرئيسية للنقل البري بشارع الحاج مسعود وسط المدينة .

كما استأنف تلاميذ المؤسسات التعليمية لمختلف الاطوار التعليمية الثلاثة دراستهم بعد عودة الهدوء وتعزيزات أمنية وفرتها مصالح الشرطة والدرك الوطني أمام مقرات المؤسسات التعليمية حسبما رصدناه بإكمالية أوريدة مداد وابتدائية عبد الحميد بن باديس وكذا ثانوية سيدي عباز وثانوية مفدي زكرياء ببني يزقن ببلدية بنورة.

واستؤنف بصفة كلية نشاط كل المؤسسات التربوية لبلدية بريان 45 كلم شمال الولاية   بعدما استجابت مديرية الامن الولائي لغرداية لطلبات الأساتذة بتعزيز الأمن قرب مقرات المدارس، وضمنت كذلك  غالبية المصالح الادارية خدمتها لمواطني الولاية بشكل عادي من مراكز بريد ومصالح الحالة المدنية بالبلديات والمديريات الولائية لمختلف القطاعات حسبما كان باديا بمختلف مقرات هذه الإدارات .

ولا تخلو مدينة غرداية وضواحيها من صور التضامن والتآزر بين مواطنيها في مقدمتها حملات التنظيف التي يقوم بها شباب الأحياء بالتنسيق مع مصالح النظافة، وفي هذا السياق عبر الكثير من المواطنين عن "رفض اعتقاد وتسمية ما حدث بغرادية مؤخرا  بأنه صراع مذهبي او عرقي" ما بين المالكيين والإباضيين حسبما صرح به الطالب ابراهيم تيشريس من ثانوية مفدي زكرياء، وأضاف نفس المتحدث أن المواطن الغرداوي سواء مالكي أو إباضي جمعته المدرسة الواحدة والتاريخ الواحد والمستقبل المشترك، وعبر الكثير من المواطنين كذلك  عن أملهم بعدم تجدد موجة العنف في ولاياتهم تفاديا للعواقب التي تنجم عن مثل هذه الاحداث حسبما أفاد به أستاذ من ابتدائية عبد الحميد بن باديس، ويكثف كل من الاعيان وعقلاء وجمعيات ومنتخبي الولاية من حملات تدعوا خاصة  فئة الشباب الى الحكمة والتعقل وحل المشاكل بالحوار  مع السلطات المحلية حسبما صرح به رئيس المجلس الشعبي الولائي عمر دادي عدونز وأضاف نفس المسؤول ان  كل مواطني الولاية يدركون مسؤولياتهم في احباط كل ما من شأنه المساس بوحدة سكان الولاية، وحسب نفس المصدر تجري السلطات العمومية ممثلة في والي الولاية اجتماعات دورية مع الأعيان والعقلاء وممثلي الشباب للاستماع الى المشاكل المطروحة والحلول الممكنة، كما تتواصل قوافل المواطنين القادمين من مختلف الولايات الى غرداية في إطار مساعي إصلاح ذات البين، ولهذا الغرض أيضا كثف وفد من اطارات المديرية العامة للأمن الوطني من حملاته الجوارية بعدد من بلديات وأحياء الولاية كبلديات  بريان والقرارة وغرداية وبنورة.

أنس. ح


من نفس القسم الوطن