الوطن

أويحيى يرهن مستقبله السياسي بالدعوة للعهدة الرابعة

بقبوله مهمة الإشراف على الحملة الانتخابية لبوتفليقة دون تأكده من ترشحه

 

نقل، بعض المقربين من الأمين العام الأسبق للأرندي، أحمد أويحيى، أنّ هذا الأخير، يكون قد وافق على المقترح الذي تقدمت به أطراف من محيط دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة، والتي أعلمته بأنها ترغب في أن يكون رئيس الحكومة السابق المشرف على إدارة الحملة الانتخابية للرئيس، وبالرغم من أن أويحيى كغيره لازال لم يتأكد بعد من صحة التصريحات التي يطلقها دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة التي تروج لترشحه لهذا الاستحقاق، بسبب صمت الرئيس تجاه هذه القضية، إلا أن هذا لم يمنعه من قبول العرض الذي يتصارع من أجله أبرز المدافعين عن هذا الخيار من مصاف عمار سعداني، عمارة بن يونس، عمار غول وعبد القادر بن صالح، بالإضافة إلى شخصيات أخرى من أبناء النظام الذين ينتظرون الضوء الأخضر للعودة إلى الواجهة كأمين عام جبهة التحرير الوطني السابق عبد العزيز بلخادم الذي يكون الأقرب إلى تولي منصب مدير الحملة الانتخابية لمرشح السلطة المقبل لرئاسيات الـ 17 أفريل المقبل، بغض النظر عن شخصيته.

وقالت بعض التقارير المستقاة من بيت أنصار العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، إن أويحيى الذي رفض عددا من المناصب التي عرضت عليه منذ إبعاده من الحكومة ثم استقالته من رئاسة التجمع الوطني الديمقراطي، حيث رفض منصب سفير الجزائر بواشنطن الذي عرض عليه بعد أشهر من المفاوضات، وقال حينها لمحيطه إنه ليس قلقا على مستقبله السياسي وأنه متريث في حسم كيفية العودة إلى الواجهة السياسية التي غادرها في ظروف خاصة جدا، أدت إلى إقالته من الحكومة ومن ثمة أوعزت له ذات الأطراف بترك الواجهة السياسية لأنه لم يعد مرغوبا فيه لدى بعض الأطراف النافذة في السلطة، وقد أدت هذه الرسائل التي تلقاها أويحيى على مدار أشهر طويلة إلى فهم الرسالة في كونه لم يعد الشخصية المرغوب فيها سياسيا، وهو الأمر الذي دفع به إلى التنحية من الأرندي بعد ذلك، ولم يكتف بالابتعاد فقط بل مارس طوال الأشهر الماضية سياسة الصمت التي انتهجها حليفه السابق في الحكومة عبد العزيز بلخادم الذي ترك الصندوق يفصل في أمر تنحيته أو بقائه على رأس أقوى الأحزاب المدافعين عن مشاريع السلطة، وإن كانت ظروف مغادرة هذين الشخصيتين قد أثارت الكثير من علامات الاستفهام، وربطها الكثيرون برئاسيات أفريل المقبل والدور المنوط بهما في هذا الاستحقاق الانتخابي الهام، إلا أنّ الرصيد السياسي الذي يحوز عليه هذان القياديان دفع ببعض الأطراف إلى العمل على الترويج لأنباء قد تساعد على مواصلة إقصائهم من المشهد، ولعل ما سرب عن أمين عام جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم منذ أيام حول سحبه لاستمارة الترشح للرئاسيات، خير دليل على هذا الصراع الخفي الذي يحدث بين أبناء النظام والطامحين ليكونوا في هذا المنصب من السياسيين، ليأتي الدور اليوم على أويحيى الذي تؤكد ذات الأطراف على أنه قبل الإشراف على الحملة الانتخابية لبوتفليقة.

وبحسب تسريبات من محيط دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس، فإن أحمد أويحيى الأقرب بين جميع السياسيين البارزين في الساحة الوطنية، لتولي مهمة الإشراف على الحملة الانتخابية للرئيس، ولدى استفسارنا عند محيط الأمين العام السابق للأرندي، عن هذه الأنباء التي تروج عند الطرف الآخر، أوضحت هذه المصادر في حديث لها مع"الرائد"، أن أويحيى قد كشف لمقربين منه بأنه غير معني بما يحدث في أعلى هرم السلطة من مفاوضات حول مرشحها لرئاسيات 17 أفريل المقبل، كما رفض التعليق عن الخطوة التي قام بها أنصاره بجمع استمارات توقيع لترشحه لهذا الاستحقاق والتي تضم قائمة منتخبين في مختلف المجالس من بينهم نواب في الغرفة السفلى للبرلمان من الأرندي، لكنه وبالمقابل لم ينف الأخبار التي تروج عن صفقة إدارة للحملة الانتخابية للرئيس في هذا الاستحقاق.

وتقول أطراف على دراية بما يجرى في أعلى هرم السلطة، إنه إن صحت هذه الأنباء التي تأتي من محيط الرئيس والسياسيين المدافعين عن هذا المشروع، فإن أويحيى يكون قد انخرط في مساعي المجموعة التي تضغط على بوتفليقة للذهاب إلى عهدة رئاسية جديدة، خاصة وأن أغلب الأطراف التي تدافع عن هذه الخارطة السياسية الجديدة للرئيس، بحسب ما يؤكده المحللون قد خلقت لها أعداء لا يستهان بهم ممن يديرون مفاصل الحكم في الجزائر، ولم تكتف بهذا الدور فقط بل تحاول أن تضغط على الرئيس لقبول هذه الدعوة للإقبال على ولاية رئاسية رابعة في مسيرته كرئيس للجمهورية منذ توليه سدّة الحكم سنة 1999، وتحاول أن تجعل من أويحيى شريكا في المرحلة المقبلة بعد أن رفض بلخادم وبن صالح الدخول في خارطة الطريق هذه إلى حين إعلان الرئيس عن قراره النهائي بخصوص هذا الاستحقاق.

خولة بوشويشي

 

 

من نفس القسم الوطن