الوطن

الأحزاب الإسلامية ترفض أن تتوحد فيما بينها وتقبل على المغامرة بوعائها الانتخابي

لم يتقدم أي واحد باسمهم ويرفضون سحب استمارات الترشح

  • قيادات في"النهضة" تسعى لتكون حاضرة في رئاسيات أفريل القادم !

تسير، التيارات السياسية ذات التوجه الإسلامي في الجزائر، إلى تكرس تجربة جديدة لهذه الأحزاب والشخصيات، في رئاسيات أفريل القادم، حيث تتوجه غالبية هذه التيارات نحو المقاطعة خاصة بعد أن قررت حركة مجتمع السلم الإعلان عن هذا الخيار دون مساعي خلق حالة من السوسبانس الذي  تلعب به السلطة مع الآخرين، وقامت"حمس" باتخاذ خطوة وصفت بالاستعجالية من قبل بعض قادتها، بالإعلان عن هذا القرار رغم أن الوقت لازال يسير في صالح كل التيارات السياسية التي تريد أن تترك بصمتها في الاستحقاق الانتخابي المقبل، حتى بخيار المقاطعة نفسه، ولعل ما تقوم به النهضة التي سارعت إلى الإعلان عن تأجيل البت في قرارها النهائي بخصوص هذا الاستحقاق حتى تاريخ 7 فيفري المقبل، إلا أن محاولة بعض قيادات هذه الحركة وخاصة ممن يحوزون على عضوية في المكتب الوطني، الضغط على مجلس شورى الحركة للإسراع في الإعلان عن قرار المقاطعة تماما كما فعل القائمون حاليا على مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، إلا  أن الأصداء القادمة من داخل مجلس الشورى أكدوا لـ"الرائد"، أن هناك شبه اتفاق على أن تدعم الحركة مرشحا للرئاسيات بعيدا عنها، وأن خيار المقاطعة يدعمه فئة قليلة منهم لا يتعدى عددهم الـ 20 بالمائة من بين أعضاءها، فيما يحاول فئة أخرى الاستثمار في العروض التي يقدمها له أنصار المرشح علي بن فليس لكسبهم كحليف له في هذا الموعد بعد أن فشلت صفقته مع"حمس".

خيار المقاطعة الذي انتهجته الأحزاب ذات التوجه الإسلامي أو المحسوبة على هذا التيار، كان سلوكا مفاجئا لعدد من المتتبعين لحالة المشهد السياسي الجزائري، فرغم أن الكثيرين يرون بأن هذا التيار الذي بادر منذ أشهر عديدة في البحث عن فرصة لوحدة الصفوف أو مرشح التوافق كانوا يعتقدون أن هذا المطلب سهل التحقق، لكن توضح في الأخير أن سلوك الاتفاق بين هؤلاء لا يكاد يتعدى اتفاقا على بيانات مساندة ودعم لفكرة أو مشروع على الورق ليس إلا أما الحقيقة فكانت عكس ذلك تماما، فكل المبادرين بهذا المشروع رضخوا في نهاية المطاف لقيادات حزبهم التي تمتلك مفتاح حراك هؤلاء، فأجهض مجلس شورى حمس طموحات رئيس الحركة عبد الرزاق مقري والقيادي الآخر الذي تنازل عن طموح رئاسة الحركة في سبيل الترشح باسمها في هذا الموعد غير أن الأمور لم تسر كما كان يخطط هؤلاء.

يتساءل أنصار التيار الإسلامي في الجزائر عن مستقبل هذا التوجه في خارطة السياسية الوطنية، فهل بعد أن قطعت "حمس"، حبل آخر بينها وبين السلطة، من خلال الشروع في مقاطعة الرئاسيات القادمة، سيسير باقي التيارات التي تحمل ذات التوجه على نفس المنوال، يقول القيادي الأبرز في حركة النهضة، محمد حديبي، في تصريح له لـ"الرائد"، أنه يدعم قرار المقاطعة ويأمل أن يتم اتخاذه من قبل مجلس شورى حركته يوم 7 فيفري القادم، كما أن البيان الذي صدر عن أعضاء المكتب الوطني أمس، بدا استعجاليا مت قبلهم لحث قيادات مجلس الشورى الوطني للإسراع في اتخاذ قرار يبدو أنه يتجه نحو المقاطعة للانتخابات المقبلة، وأشار البيان أن أعضاء المكتب الوطني وفي اجتماعهم مع الأمين العام للحركة، يعلن عن انعقاد دورة المجلس الشورى الوطني يوم 07 فيفري الداخل، لاتخاذ القرار النهائي بخصوص الرئاسيات المقبلة، ويبدي رفضه لسياسات السلطة الرامية إلى غلق المجال السياسي والإعلامي واستعمال كل وسائل الدولة المادية والقانونية لفرض الأمر الواقع قصد إجراء رئاسيات مغلقة معلومة النتائج سلفا، كما يدين استمرار السلطة في رفض أي مبادرة تفضي إلى تغيير واقع الجزائريين إلى ما هو أفضل، وقد سارع أبناء الحركة عبر الموقع الالكتروني للحركة وقادتها إلى حث هؤلاء على اتخاذ قرار المقاطعة الذي رحب به الكثيرون من خلال ردودهم على استفسارات وتعليقات مناضليهم ومنتخبيهم، ما يوضح أن هناك صراع داخلي كبير داخل النهضة للضغط على القيادة للشروع في اختيار قرار المقاطعة والإسراع في الإعلان عنه لترك المجال أمام أحزاب السلطة ومن يساندونها لتحضر نفسها وفارسها لهذا الاستحقاق دون أي تشويش، وإن صحت هذه الأنباء التي تأتي من بيت أبناء الأحزاب الإسلامية، فإن هذه التيارات تسير نحن إقصاء نفسها بنفسها من اللعبة السياسية في الجزائر، من خلال تقديم نفسها كضحية ليد السلطة دون إبداء أي مقاومة.

وفي ردها على هذا التساؤل تؤكد بعض قيادات هذا التيار في حديث لها معنا أنّ الأهم الآن هو عدم توظيف الوعاء الانتخابي لهذه الأحزاب لصالح مرشحين آخرين، خاصة مرشح السلطة الذي سيكون المستفيد الأكبر من غياب هذه الأحزاب عن سباق المنافسة، وأشارت هذه المصادر في ذات السياق أن إمكانية دخول مرشح عن هذا التيار في الفترة الماضية وهو احتمال لا يتجاوز نسبة تحقيقه الـ 10 بالمائة، ممثلا في شخص أبو جرة سلطاني الذي قد يترشح بعيدا عن حزبه، أو الشيخ عبد الله جاب الله أو شخصية أخرى قد تظهر في قادم الأيام، سيبقى على الوعاء الانتخابي لها غير معني بحرب التواقيع والاستمارات التي أشعلت حربا نفسيا بين جميع المتنافسين الذين يعجز الكثير منهم عن الحصول على النصاب القانونية التي تؤهله للإقبال على الخطوة الثانية في سباق الرئاسيات.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن