الوطن
حرب الاستمارات تشعل المنافسة بين مرشحي المعارضة وأحزاب السلطة تعتبرها"لا حدث"
صمت أعلى هرم السلطة لم يثنهم عن التحضير للعملية في صمت
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جانفي 2014
يحاول عدد من الشخصيات التي أعلنت ترشحها رسميا لرئاسيات الـ 17 أفريل القادم، أن ينتهج كل واحد منهم لعبة الضغط على الخصم قبل معركة الحسم، وانطلاق السباق الفعلي للمنافسة على كرسي قصر المرادية، حيث تروج كل واحدة منها عبر متحدثين عنهم، إلى التأكيد على أن عملية جمع استمارات المؤيدين لمشروعهم، قد وصلوا إلى مرحلة النهاية بالرغم من أن العملية قد انطلق فيها منذ أيام فقط"18 جانفي الجاري"، وكأن هذه المسألة لا تشكل عائقا بالنسبة له، رغم أنهم لا يتوانون على التسابق في الإعلان عن آخر التطورات التي تشهدها هذه العملية في مكاتب المداولات الموزعة عبر التراب الوطني"الرائد"، حاولت أن ترصد آراء هؤلاء عن قرب وتسلط الضوء على هذه الظاهرة التي تترك البعض في حالة شك والبعض الآخر في حالة ترقب في انتظار الإعلان رسميا من قبل المجلس الدستوري في صحة هذه الأرقام بعد نهاية العملية.
غالبية من وقعوا معه ينتمون لـ"الأفافاس" "الأفالان" و"حمس"
بن فليس يستثمر في أصوات منتخبي حزب"المقاطعة"
تقول مصادر مقربة من رئيس الحكومة الأسبق، ومرشح الرئاسيات القادمة، علي بن فليس، أن القائمين على عملية جمع التواقيع، له قد شارف على الانتهاء، ولن تتجاوز العملية نهاية هذا الأسبوع حتى يكون ملف ترشحه رسميا على طاولة الجهات المختصة للبت في صحتها، وتوضح هذه المصادر في حديث لها مع"الرائد"، أنّ غالبية الأرقام التي يحوز عليها بن فليس هي لمنتخبين في مختلف المجالس الوطنية التي يراهن عليها لكسب تأييد فئات واسعة من الشعب حول مشروعه، وتواجد منتخبين في قائمته يعني أنه سيضمن كما كبيرا من الأصوات يوم الحسم، لهذا أولى اهتماما كبيرا بالعملية دون إقصاء الجانب الآخر منها، حيث لم يكتفي بالرهان على تأييد المنتخبين بل أيضا فئات الشعب والناشطين في جمعيات المجتمع المدني.
وقالت هذه المصادر أن بن فليس يلقى تأييدا كبيرا من منتخبي الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها بشكل رسمي للموعد الانتخابي القادم، حيث يتواجد لديه لحدّ كتابة هذه الأسطر منتخبين يمثلون 25 ولاية، وقد احتل منتخبو الأفافاس صدارة هؤلاء، بالرغم من أن قرار حزبهم لازال لم يصدر بعد، لكن الرافضين لسياسة القيادة الجديدة لجبهة القوى الاشتراكية، التي حادت عن الطريق في نظر بعض منتخبيها الذين سعوا للضغط على القيادة الحالية بالإعلان عن قرار المقاطعة وإنهاء الجدال القائم حول الصفقة السياسية التي تكون قد عقدتها مع السلطة تحت الطاولة، وعلى ذات المنهج سار منتخبون من حركة مجتمع السلم الذين رأوا في مسألة مشاركة حزبهم في الاستحقاق أمر لا جدوى منه، خاصة إذا ما كان المرشح بالنسبة إليه ممثلا في شخص رئيس الحركة عبد الرزاق مقري أو رئيسها السابق أبو جرة سلطاني، فالتحقوا بمشروع بن فليس قبل انتظار قرار المقاطعة من قيادة الحزب، التي سمحت لفئة كبيرة من هؤلاء بالانضمام إلى بن فليس كتعبير منهم لمنطق المقاطعة الذي انتهجته الحركة بطريقة"اعتباطية" في نظر بعضهم، بينما سارعت فئة كبيرة من منتخبي جبهة التحرير الوطني في ولايات الشرق الجزائري والغرب إلى تأييدها للمرشح بن فليس، والتحقوا به دون أخذ رأي قيادات الحزب الحالية التي يروج لمرشحها دون التأكد من جاهزيته ورغبته في خوض هذا الاستحقاق للمرة الرابعة على التوالي.
وفي محاولة منا للاستفسار عن عملية سير والتحضير لهذا الموعد، أشار المكلف بالعلاقات مع وسائل الإعلام، حمزة عتبي، لـ"الرائد"، أنه ولغاية مساء أمس تم تسجيل أوصات 2504 منتخب ممن وقعوا مع المرشح بن فليس، غالبية هؤلاء من الحزب العتيد، بينما تم تسجيل استمارات لـ 32800 ناخب موزعين عبر 25 ولاية، مؤكدا على أن العملية تتم في ظروف جيدة وسيتم الانتهاء من تحضير هذه الاستمارات في اليومين القادمين على أقصى تقدير.
حزب العمال يعتمد على توقيعات منتخبيه
عكس بعض المترشحين الذين يعانون من صعوبة جمع التوقيعات وفقا لما ينص عليه القانون، سمحت عملية جمع التوقيعات حتى الساعة وفقا لما صرح به مسؤول أمانة الاتصال بحزب العمال، من جمع أكثر من 60 ألف توقيع، منها ما يزيد عن ألف توقيع من طرف المنتخبين التابعين للحزب والموزع عبر المجالس المنتخبة، وأوضح المتحدث لـ " الرائد " أن الحزب كان قد جمع وزع 60 ألف استمارة توقيع على محتلف ولايات الوكني أين يتواجد مناضلو الحزب، وهم من يتكفل بتوزيعها على الناخبين للحصول على توقيعاتهم، وكشف عن توزيع 120 ألف اسمتارة حتى الساعة عبر 40 ولاية، ووزعت 3 آلاف اسمتارة على منتخبي الحزب، وقد تم جمع أربعة آلاف توقيع من كافة الولايات منذ 15 يوم، بينما سيتم الكشف عن حصيلة العملية نهاية جانفي الجاري، ولا يواجه حزب لويزة حنون أية مشاكل من جانب المواطن أو الإدارة مثلما يؤكد ذلك جودي، بدليل أن الحزب يملك ترسانة من المناضلين يمكنها أن تلعب دورها في الإتصال بالناخبين لضمان الحصول على توقيعاتهم، خاصة وأن الإجراءات والشروط التي جاء بها قانون الإنتخابات هي نفسها التي كان معمول بها في السابق.
فيما يبقى خيار المقاطعة مطروحا بالنسبة لديه
بن بيتور يرصد الأصوات 400 منتخب و30 ألف ناخب !
أوضح القائمون على مداومة رئيس الحكومة السابق، أحمد بن بيتور، أنه تم رصد لحدّ أمس، استمارات لمنتخبين قدروا بـ 400 شخص يمثلون أكثر من 15 ولاية فيما يتم حصد أصوات آخرين في الولايات الأخرى في قادم الأيام، وأشارت هذه المصادر على أن عدد الناخبين قد وصل لحدود 30 ألف ناخب موزعين عبر حوالي 20 ولاية، وبالرغم من أن التحضير في مداومة بن بيتور تتم بطريقة عادية إلا أن هاجس الانسحاب الذي تبديه بعض الأطراف من محيط الرجل أصبح يقلق بعض الأطراف، وهو الأمر الذي حرص بن بيتور على تجديد تأكيداته أمام هؤلاء على أن الأمور الحالية تسير بشكل طبيعي ولا داعي لاستعجال الأمور، وقد حاولت"الرائد" الاستفسار عن الموضوع لدى بن بيتور، لكنه رفض التعليق على الأمر في الوقت الحالي مؤكدا على أنه سيكون على إطلاع على سير العملية وعدد التوقيعات التي يحوز عليها بعد أيام قليلة وسيتم الكشف عنها لاحقا.
ويؤكد محمد رابح القيادي في حملة الدكتور أحمد بن بيتور، أنه تم سحب 120 ألف استمارة على دفعتين ووزعت اغلبها على المنسقين الولائيين وحلقات الدعم، وقد كانت المؤشرات الأولية تفيد بتجاوب كبير جدا بفضل المواطنين من جهة وبمجهودات المخلصين لمشروع جزائر السلام والعدالة والازدهار وكذلك المنتخبين الذين أعطوا ثقتهم للدكتور أحمد بن بيتور بتوقيعهم الاستمارات، واعتبر المتحدث في تصريح له لنا، بأن هذا الأمر كان متوقعا خصوصا وأن الدكتور شرع منذ سنة في زيارات ميدانية تواصل فيها مع المواطنين من خلال التجمعات والمحاضرات التي نشطها في شتى ربوع الجزائر، أما بالنسبة للتقييم النهائي ستكون بعد اختتام العملية ووضع الملف مرفقا بالتوقيعات لدى المجلس الدستوري ولحظتها سيتم الإعلان للرأي العام بالتفصيل الحصيلة النهائية بالأرقام.
ويتحدث انصار بن بيتور عن الصعوبات التي يجدونها في جمع التوقيعات ، فرئيس الحكومة الأسبق لا يملك حزبا كما أوضح أحد القياديين ضمن مديرية حملته الإنتخابية، حيث اصطدم مؤيدو بن بيتور في بعض الولايات بعراقيل ادارية حالت دون تمكن المواطنين من المصادقة على الاستمارات الخاصة بتوقيعاتهم بحجة أن البلديات لم تتلقى أية تعليمات من طرف الإدارة، كما هو معمول به، عكس ولايات أخرى لم يجد فيها المرشح للرئاسيات أحمد بن بيتور أية مشاكل، في حين تلك العديد من البلديات في بعض ولايات الوطن، تمتنع عن المصادقة على أية وثيقة تخص الإنتخابات، وهو ما جعل مواطنين من مؤيدي المرشح يعودون بإستماراتهم إلى المكلفين بجمعها، ويقول إن الأمر صعب للمصادقة، وهذا ما جعل المرشح يجد صعوبة في جمع العدد اللازم من التوقيعات، وأضاف المتحدث أنه تم الإتصال بالمصالح المعنية بغرض استوضاح الأمر لكن دون تلقي معلومات تزيل الغموض، ويواجه المرشح أحمد بن بيتور إشكالية أخرى ليس مع الإدارة، بل مع توقيعات المنتخبين كما يطالب بذلك قانون الإنتخابات في المادة 136 التي تشترط حصول المترشح على 60 ألف توقيع منها توقيعات فردي للناخبين، وأرجع هذا القيادي هذه الصعوبة في كون بن بيتور ليس له حزب، وبعض المنتخبين المحليين بالمجالس البلدية والولائية حاولوا اللعب على وتر " كم تدفع لي لأعطيك التوقيع " ومع ذلك يتوقع أنصار بن بيتور أن يتمكن مرشحهم من جمع العدد المطلوب قانونا.
أجلوا ملأ استماراتهم حول مرشحهم إلى حين توضح الرؤية لديه
سعداني، بن صالح، بن يونس وغول طالبوا بضبط قائمة منتخبيهم في انتظار الخطوة الأهم !
تختلف عملية التحضير لجمع استمارات التواقيع لدى أحزاب الموالاة عن طريقة نظيرتها في حزب المعارضة، حيث تراهن هذه الأحزاب جميعا على منتخبيها في مختلف المجالس لتقديم والدفع بمرشحها للسباق على كرسي قصر المرادية، الذي في كل الأحوال تعتبر هذه الخطوة بالنسبة إليه شكلية، ولهذا حرص قادة هذه الأحزاب بدء من جبهة التحرير الوطني الذي يحوز على أكبر المنتخبين يليه التجمع الوطني الديمقراطي ثم تجمع أمل الجزائر وأخيرا الحركة الشعبية الجزائرية، على رصد قائمة منتخبيهم في مختلف المجالس وتحضير الاستمارات دون ملأها إلى حين توضح الرؤية لديهم للقيام بهذه الخطوة الثانوية لأن الأهم عندهم هو الحصول على اسم مرشحهم لتهيئة الجو العام له عبر حملات التعبئة والدعم في مختلف ولايات الوطن.
ورغم أن البعض من هذه الأحزاب يؤكد على أن مرشح حزبه أو مرشح السلطة قد فصل فيه بشكل نهائي، كما صرح أمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني إلا أنه لم يتم لحدّ الساعة ملأ هذه الاستمارات باسم عبد العزيز بوتفليقة لا من قبل الأفالان ولا من قبل الأحزاب المساندة لهذا المشروع، الذين يرون في الرئيس مرشحا رسميا للرئاسيات ولا مرشح غيره يمكن أن يساند هؤلاء، بالرغم من أن الرئيس لم يفصل بشكل رسمي ولم يكشف عن هذا القرار لا لمقربين منه ولا لدعاة العهدة الرئاسية الرابعة له، مما يوضح بأن هذه المسألة لازال لم يفصل فيها من قبل صحاب القرار بعد، وأن هؤلاء بتأخرهم في القيام بهذا الإجراء ما هو دليل إلا على غياب الخطاب الرسمي لديهم من أصحاب القرار. بالموازاة مع حراك حلفاء بلخادم وأويحيى لجمع الاستمارات قبل فوات الأوان !
أحزاب بوزن الريشة تتسول الناخبين وتراهن في ذلك على"الكلام" بعد أن غابت"البرامج"
انتماء بعض الشخصيات السياسية البارزة من أبناء النظام، في مصاف أمين عام جبهة التحرير الوطني السابق، عبد العزيز بلخادم، وحليفه السابق في الأرندي أحمد أويحيى، الذين ينتظر كل واحد منهما الضوء الأخضر للعودة إلى واجهة المشهد السياسي الذي غابوا عنه منذ ما يقارب السنة، كمرشحين أو كمشاركين في هندسة شخصية المرشح المحتمل للسلطة، وبالرغم من الانضباط الذي يوليه هؤلاء لهذه المسألة إلا أن حلفاءهم وأنصارهم داخل أحزابهم السابقة لم يثنهم هذا الالتزام عن القيام بحملة جمع تواقيع واستمارات لهم، قبل فوات الأوان، خاصة وأن هؤلاء أعلنوا في أكثر من مناسبة لهؤلاء أن الذي يقف بينهم وبين ترشحهم هو ترشح الرئيس لعهدة رئاسة أخرى، ولم يربطوا هذا الخيار بوقوع الخيار عليهم من قبل النظام كمرشحين عنه، وبحسب الأصداء التي تأتي من محيط الرجلين فإن استمارات منتخبين عن الأفالانوالأرندي هي في متناول أيديهم في الوقت الحالي، رغم امتعانهم عن الردّ عن هذه الخطوة أو منعهم من القيام بها، ولهذا فمسألة دخولهم السباق تبقى محتملة ولو بنسبة ضئيلة.
وإن كان هؤلاء الذين لم يبدوا أي رغبة في دخول السباق قد حسموا إشكالية الاستمارات وناب عنهم حلفاءهم ومسانديهم، ورجال ثقتهم، فإن بعض الشخصيات التي أعلنت ترشحها لهذا الاستحقاق كزغدود وموسى تواتي، رشيد نكاز، عبد العزيز بلعيد وغيرهم ممن يلتقون الدعم من شخصيات وأحزاب بوزن الريشة لازالوا يتسولون أصوات الناخبين ماداموا عاجزين عن حصد أصوات منتخبين مراهنين في ذلك على الكلام المضاد للسلطة ولمرشحها، ولمرشحها المفترض بعد أن غابت عنهم البرامج التي يريد الشعب الاطلاع عليها قبل معركة الحسم يوم 17 أفريل القادم.
إجراءات جمع التوقيعات عائق أمام المترشحين الأحرار
يواجه بعض المترشحين الأحرار ممن ليس لهم أحزاب، مشاكل في جمع التوقيعات بسبب عدم توفر مناضلين ومنتخبين ينتمون لهم، وهذا حال المرشح بن بيتور الذي يعيقه كثيرا قانون الانتخابات الجديد الذي يحتم على الراغب في الترشح جمع توقيعات من منتخبين محليين بالإضافة إلى مواطنين من القوائم الإنتخابية، ويرجعها مصدر من انصاره إلى نظام الإنتخابات الذي لا يخدم المترشحين الأحرار بينما لا يجد المترشحون المتحزبون صعوبات في جمع التوقيعات.
المنتخبون المحليون يساومون الأحرار بتوقيعاتهم
تحدثت بعض المصادر من بعض المقربين من منتخبين محليين، أن بعض المترشحين الأحرار يحاولون جمع توقيعاتهم بأي طريقة حتى دخلوا في مساومات ومفاوضات مع بعض المنتخبين لشراء توقيعاتهم، وبالمقابل، يحاول بعض المنتخبون في المجالس البلدية والولائية المساومة قبل منح توقيعاتهم لهذا المرشح أو ذاك، فإن
خولة بوشويشي