الوطن

قيدوم يستقيل الأرندي تعبيرا عن رفضه لسياسة الأمين العام مع حلفاء أويحيى!

بن صالح لم يفصل في قرار قبولها من عدمه

 

قدم، القيادي الأبرز في التجمع الوطني الديمقراطي، ووزير الصحة الأسبق يحيى قيدوم، استقالته من الحزب، لمكتب الأمين العام مباشرة بعد نهاية أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني أمس أول، التي غاب عن أشغالها، وكانت قد خصصت لعرض تشكيلة أعضاء الأمانة الوطنية التي عينها بن صالح تماشيا مع التغيرات التي طرأت عل الهيكل التنظيمي للحزب خاصة فيما يتعلق بالقانون الأساسي الجديد، وتأتي هذه الخطوة من قبل قيدوم التي لازال عبد القادر بن صالح لم يفصل فيها لحدّ كتابة هذه الأسطر، كردة فعل عن القرارات التي صدرت عن الأمين العام الذي وضع أنصار أويحيى في مناصب قيادية داخل التنظيم الهيكلي للتجمع، في هذا الوقت الذي يكتنفه الغموض السياسي لمستقبل الحزب في الساحة السياسية التي ستقبل على رئاسيات هامة دون أن تتعرف على شخصية ومعالم مرشح السلطة فيه.

أشارت مصادر من محيط التجمع الوطني الديمقراطي، أن استقالة قيدوم لم تأتي كنتيجة لغياب أنصاره من تشكيلة الأمانة الوطنية الجديدة بل يتعلق بخلفيات الخطوة التي قام بها بن صالح في وضع كل أنصار الأمين العام السابق في مناصب قيادية داخل الحزب الذي سيقبل على استحقاق انتخابي هام أفريل المقبل، ويتطلع ليكون أحد الأطراف الهامة التي تهندس له، خاصة وأن كل المؤشرات المتوفرة لدى الساسة الجزائريين أن مسألة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يلقى الدعم التام من قبل أحزاب الموالاة التي يعد الأرندي أحد أطرافها، لم تتوضح بشكل رسمي واحتمال عدم تحقق هذا الطرح كبير جدا، وقد يخلق تواجد أنصار أويحيى في هذه المناصب صراعا داخليا سيؤثر على شخصية المرشح المحتل للسلطة.

وطرح حضور أنصار الأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، في مكتب الأمانة الوطنية للحزب العديد من التساؤلات، خاصة وأن أطرافا عديدة كانت تتوقع أن يتم إقصاءهم تماما من التشكيلة الجديدة للمكتب، بالنظر إلى أن طموح الرجل في العودة إلى واجهة المشهد السياسي مرتبطة بالرئاسيات المقبلة التي يتطلع هؤلاء إلى الدفع به ليكون أحد فرسانه إذا لم يترشح الرئيس لعهدة رابعة، ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الطموح فقط، بل شرعوا في جمع استمارات التوقيع القانونية له وتضم تواقيع لمنخبي الحزب في مختلف المجالس الوطنية، ورغم التحفظات التي يبديها أويحيى على هذه الخطوة التي تم استشارته فيها بحسب ما أكده مقربون منه، إلا أنه لم يمنعهم من القيام بالعملية التي تعتبر منتهية على اعتبار أنهم ركزوا على جمع استمارات لمنتخبين وليس لناخبين.

وفيما لا تزال الأسباب التي دفعت بيحيى قيدوم للاستقالة من الحزب ومن العملية السياسية في هذا الوقت، ينتظر أن يؤجل بن صالح الفصل في الاستقالة حتى وقت آخر، تتوضح فيها الرؤية أكثر حول الساحة السياسية الوطنية التي تشوبها الكثير من الغموض.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن