الوطن

المقاطعة تشتت المعارضة وتنعش حظوظ الموالاة

بطاطاش أكد على أن حزبه لن يمشي لا في مخطط السلطة ولا في مخططات غيره

 

خلقت خطوة مقاطعة رئاسيات أفريل المقبل، من قبل حركة مجتمع السلم، وقبلها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والتوجه الذي قد يسير عليه عدد من التيارات السياسية الفاعلة في الساحة السياسية الوطنية في قادم الأيام، وفي مقدمتها جبهة القوى الاشتراكية، حالة طوارئ في بيت المعارضة خاصة تلك التي تدعم فكرة مساندة المرشح علي بن فليس، الذين يرون في هذه الخطوة "خيانة" على حدّ تعبيرهم، غير أن أحزاب الموالاة رحبت بهذه الأنباء واعتبرتها انتصارا على الورق إلى حين تحقق مطالبها في الدفع بالرئيس الحالي نحو عهدة رئاسية جديدة أو على الأقل التوصل لحلّ توافقي فيما بينهم يتم بموجبه مساندة مرشح آخر للسلطة غير بوتفليقة يواصلون معه تحقيق الصعود إلى أعلى هرمها، وهو الأمر الذي ترفضه الكثير من الأطراف السياسية الرافضة لمنطق السلطة، ويأتي في مقدمة هؤلاء أكبر التيارات السياسية معارضة في الجزائر، ممثلا في الأفافاس الذي أكد سكرتيره الأول أحمد بطاطاش مواصلة تشكيلته السياسية الدعوة للبحث عن تغيير سلمي بمشاركة جميع الفاعلين في المشهد السياسي.

واستغل المتحدث الفرصة للردّ على الأنباء التي روجت لفكرة أن هذا الأخير يكون قد لمح لفكرة وجود مفاوضات بين تشكيلته السياسية وأطراف في السلطة، بخصوص دعم محتمل من تشكيلته السياسية لمرشح النظام، حيث ركز بطاطاش في تصريحه التأكيد على أن حزبه لازال لم يفصل بعد في مسألة المشاركة في الرئاسيات أو مقاطعتها، منوها في الوقت ذاته إلى أن هذا القرار سيتم مناقشه داخل الإطار التنظيمي للحزب ولن يكون تحت أي ظرف خارج هذه الأسس.

واعتبر بطاطاش، أنّ موقف الحزب من الرئاسيات التي لازال يكتنف إجراءها الغموض والضبابية لن يكون قرار الحزب في منأى عن هذه الأحداث مشيرا في السياق ذاته إلى أن الوقت لازال لم يحن بعد وموقف تشكيلته السياسية من هذا الاستحقاق سيتم في الوقت المناسب كما نوه إلى أن"حزبه لن يمشي لا في مخطط السلطة ولا في مخططات غيره"، فيما تؤكد مصادرنا من محيط السكرتير الأول للجبهة أنه اجتمع في الأيام القليلة الماضية مع القيادة العامة لحزبه وفصلوا في هذه المسألة نهائيا حيث وضع هؤلاء شرط ترشح مولود حمروش للرئاسيات أو عبد المالك سلال كخيار ثاني لمشاركتهم في الموعد وعدا هذه الشخصيات فلن تغامر قيادة الحزب بدخول الاستحقاق.

وغير بعيد عن الأفافاس تحاول بعض الأحزاب السياسية تأجيل الفصل في مسألة مشاركتها من عدمه في رئاسيات أفريل القادم، لأسبوع آخر، غير أن خيار المقاطعة هو الغالب لدى هؤلاء فالمؤشرات المتوفرة حاليا في الساحة الوطنية توضح بأن الكلمة ستكون لـ"حزب المقاطعة"، هذه المرة ورغم يقين الفاعلين في المشهد أن التحاق أطراف عديدة بهذا الحزب يزيد من حظوظ مرشح السلطة في تحقيق نتيجة إيجابية وعالية ضدّ باقي المترشحين الذين اعتادوا المنافسة في سباق الرئاسيات بهدف المشاركة من أجل المشاركة فقط، إلا أن فشل مساعي المعارضة في الوصول إلى مرشح توافق لم يجد طريقا لنفسه بين هؤلاء، ورغم مساعي العديد من الشخصيات التي حاولت أن تصنع نفسها في مصاف هذه الشخصية كمقري، سلطاني، جاب الله، بن بيتور وحتى بن فليس إلا أن الطموحات الشخصية لدى هؤلاء هي التي تفوقت في آخر المطاف، ففشل بن فليس في كسب دعم شخصيات وأحزاب ذات وزن كبير في المشهد السياسي الوطني بالرغم من محاولة في عقد اتفاقيات وصفت باتفاقيات الشرف، إلا أنه خرج منهزما في أول امتحان له قبل معركة الحسم التي ستكون يوم 17 أفريل المقبل، خاصة بعد أن رفضت تشكيلة حركة مجتمع السلم أمس أول السير نحو دعمه.

وقد أوضحت حركة النهضة من خلال لقاء أمس، الذي لم تفصل فيه بعد في خيار مشاركتها من عدمها في الرئاسيات القادمة، إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى أن الحركة ستسير على خطى شركائها السياسيين الآخرين من مجموعة الـ 19 الذين قرروا أمس الأول مقاطعة الموعد، خاصة وأن تيار قوي داخل الحركة يرى بأن لا فائدة من المشاركة في الانتخابات المقبلة طالما أن اللعبة السياسية لا تزال مجهولة المعالم بالرغم من بداية العد العكسي لمعرفة كل فرسان الرئاسيات القادمة والتي سيتم الكشف عنهم بداية شهر مارس المقبل.

 

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن