الوطن
الأرندي يرشح بوتفليقة رسميا للرئاسيات
أطروحة العهدة الرابعة تكسب حصانا جديدا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 جانفي 2014
فصل أمس، الأرندي، في موقفه من الرئاسيات نهائيا ودعا الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة لضمان استقرار البلاد، وربط أمينه العام عبد القادر بن صالح ترشيح حزبه للرئيس الحالي لولاية أخرى، بالظروف الأمنية المحيطة بالبلاد من كل جانب، قائلا إن بوتفليقة ضرورة ملحة تقتضيها المصلحة العليا للجزائر، بالنظر لشعبيته وحنكته في إدارة أهم الملفات منها الملف الأمني.
دخل التجمع الوطني الديمقراطي، صف المطالبين بعهدة رئاسية رابعة للرئيس بوتفليقة بشكل رسمي، بعدما أعلنها حزب جبهة التحرير الوطني منذ أيام على لسان أمينه العام عمار سعداني الذي رشح بوتفليقة من مكانه كأمين عام، ومن موقع بوتفليقة كرئيس شرفي للحزب.
وجاء على لسان الأمين العام عبد القادر بن صالح أمس في كلمته خلال افتتاح اشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، أن ما جعل الأرندي يرشح الرئيس لعهدة رابعة هو كونه الأصلح لهذه المرحلة، وإنه الرجل الوحيد، حسب بن صالح، الذي يصلح لهذه المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد بسبب اللااستقرار الأمني في دول الجوار، واعتبر بقاءه على رأس الدولة الجزائرية ضرورة تقتضيها المصلحة العليا للبلاد، وفي هذا الشأن قال بن صالح: "الظروف الوطنية والإقليمية تجعل من تقدم الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، ضرورة تقتضيها المصلحة الوطنية للبلاد بحكم أنه رجل متمرس يعرف تحديات المرحلة"، كما ذكر بن صالح بشعبية الرئيس وخبرته في ادارة امور البلاد مشيرا إلى انجازاته في العهدات السابقة أهمها المصالحة الوطنية.
وبترشيح الأرندي للرئيس بوتفليقة، يدخل ثاني حزب محسوب على السلطة، الصف في خندق أحزاب الموالاة (الأفالان، تجمع أمل الجزائر، الحركة الشعبية الجزائرية، وكذا الأرندي)، وبهذا الموقف الواضح، يفتتح باب جديد من التأويلات في الساحة السياسية بشأن الرغبة الحقيقية لبوتفليقة في الترشح من عدمه، ويكون الأرندي إما تلقى ضمانات بأن الرئيس ينوي فعلا الترشح، أم أن الأمر يدخل في سياق مساعي أطراف في السلطة إلى جعل فكرة العهدة الرابعة فكرة واقعية أو محتمة على باقي الفاعلين في المشهد السياسي، فالمعارضة ما فتئت تشكك في الملف الطبي للرئيس وقدرته في مواصلة مهمته بقصر المرادية، والموالاة ما سئمت من دعوته للبقاء والتأكيد على استعداده للبقاء، وبذلك، يأتي موقف ثاني أكبر حزب في السلطة، ليترك انطباعا بأن قرب افصاح بوتفليقة عن مكنون رغبته سيكون قريبا، لكن متى وكيف يبقى غامضا، أو ربما مؤجل إلى حين قرب انتهاء المهلة القانونية التي يمنحها نظام الانتخابات الجديد، حيث لا يبقى اكثر من شهر أمام الرئيس كي ينهي " السوسبانس " بما يفضي لأمر كان منتظرا، سواء الاستمرار كما يرغب موالون له، أم الانسحاب كما يطمح إليه معارضو العهدة الرابعة من أحزاب وشخصيات سياسية، وحتى الأسماء التي تنتظر أن يخلو لها الجو كي تفصح عن نواياها حول مستقبلها السياسي، منهم بلخادم أمين عام سابق لحزب جبهة التحرير الوطني، أو أحمد أويحيى أمين عام الأرندي المستقيل منذ نحو عام بعد حركة تصحيحية، وحتى أسماء لها وزن في الساحة إن هي ترشحت أمثال مولود حمروش، أو مقداد سيفي أو سيد أحمد غزالي وحتى أحمد طالب الإبراهيمي، لكن أن يترشح علي بن فليس ولويزة حنون فقط كأسماء ثقيلة، يبقى المشهد العام المنتظر خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق يوم 23 مارس المقبل، ناقصا من أهم أحصنة السياسة في الجزائر، إن لم تقاطع أحزاب محسوبة على التيار الإسلامي، منها حمس، النهضة، جبهة العدالة والتنمية، والأفافاس كمعارضة راديكالية.
مصطفى. ح