الوطن

بن يونس وبن صالح يرفضان الرهان على العهدة الرابعة

فيما يتطلع كل واحد منهم لتوظيف حزبه كلاعب محوري بعد رئاسيات 2014

 

 

أشارت بعض التقارير المستقاة من محيط عمارة بن يونس، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، أن هذا الأخير رفض التواصل في الآونة الأخيرة مع حلفاءه في السياسة من المنتمين لتيار السلطة، سواء تعلق بأمين عام جبهة التحرير الوطني أو أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، حيث أكدت ذات التقارير على أن بن يونس أصبح يتحاشى الحديث مع حلفاءه من أحزاب الموالاة، يحدث هذا في الوقت الذي يتطلع سعداني إلى عقد لقاء بينه وبينهم بإيعاز من أطراف في السلطة يتمحور حولهم حراك هذا الأخير، وأكدت ذات التقارير على أن بن يونس وبن صالح قد جددا تأكيداتهم لمبعوث سعداني على أنهم يرفضون المغامرة برصيدهم السياسي ووضعه رهين العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، وإن كان بن يونس قد فصل نهائيا في هذه المسألة من خلال تحاشيه الحديث عنها بشكل رسمي بين قيادات حزبه أو بين حلفاءه السياسيين إلا أن بن صالح وبحكم قربه من الرئيس فضل التقليل من مطلب العهدة الرابعة والاكتفاء بالإشارة إلى أن تشكيلته السياسية ستدعم الخيار الذي سيصدر عن بوتفليقة، فيما يواصل أمين عام الأفالان التغريد لوحده خارج السرب ومحاولة تغليط حلفاءه قبل الساسة الآخرين حول الاستحقاق الانتخابي القادم، الذي يحاول كل واحد من بين هؤلاء بالإضافة إلى حزب تاج أن يوظف حزبه كلاعب محوري بعد رئاسيات 2014.

قال مصادر مقربة من أمين عام الجبهة، في تصريح لها لـ"الرائد"، أن سعداني طلب من بن يونس التواصل بشكل غير رسمي في الأيام القليلة الماضية، للحديث عن مستقبل أحزاب السلطة في قادم الأيام التي قد تحمل لهم أخبارا غير سارّة فيما يتعلق بمطالبهم بأهمية ترشيح الرئيس لعهدة رئاسية أخرى وعدم الاكتفاء بالثالثة، لأن الأمر أصبح مطلبا شعبيا ولم يعد يتعلق بالطبقة السياسية المحوسبة عليه، ويأتي هذا"التودد"، الذي يبديه سعداني لبن يونس، بعد أن رفض هذا الأخير الالتقاء به على طاولة نقاش بشكل رسمي، بعد أن سعى إلى الضغط عليه بمن يوعزون له بالحراك الذي يقوم به في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي أزعج بن يونس ودفع به للجهر أمام مقربين منه بأن سعداني قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وهو الكلام الذي يكون قد وصل لسعداني لكنه رفض الردّ عليه بإيعاز من حلفاءه ممن يمثلون السلطة، والذين يسعون لإعادة إحياء  التحالف السياسي بين أحزاب الموالاة قبل أن يكشف الرئيس عن قراره بخصوص مستقبله السياسي وإن كان سيقبل على عهدة رئاسية رابعة أم يكتفي بالثالثة، ويهدف هؤلاء بحسب ذات المصادر إلى توحيد صفوف أبناء السلطة حول مرشح واحد سواء كان بوتفليقة أم شخصية سياسية أخرى تخدم مصالح هذا التيار.

واعتبر بن يونس بحسب المصادر ذاتها، أنّ الحجج التي يقدمها بن يونس لسعداني أو الذين يحاولون كسبه كحليف لهم بعد أن أظهر بعض الحياد تجاه العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس، هو انشغاله وتفرغه لترتيب بيت"الأمبيا"، الذي سيقبل على قرارات هامة في دورة المجلس الوطني القادمة التي سيعقدها الحزب أواخر شهر فيفري الداخل والتي سيكشف فيها بشكل صريح عن الكثير من الأمور التي تتعلق بالاستحقاق الانتخابي القادم، كما سيكون اللقاء فرصة للحديث والكشف عن شخصية مرشح الحزب، وهي ذات الخطوة التي سيقبل عليها الأرندي الذي جدد تأكيده أمس بدعم القرارات التي ستصدر عن الرئيس وسيكون الحزب ملزما بالبحث عن خيار آخر بعيدا عن خيار الرئيس بوتفليقة، حيث أشارت تقارير من بيت التجمع أنّ قيادات مهمة في الأرندي درست وقدمت عدد من السيناريوهات لرئاسيات أفريل المقبل، خاصة في الحالة التي تتعلق بعدم ترشح الرئيس لعهدة رئاسية رابعة، وخرج قرار هذه القيادة بما فيها الأمين العام، أن يحرص الحزب على الإعلان عن مساندة ودعم الرئيس دون أن يلتزم بترشيحه رسميا لهذه الاستحقاقات، وقالت مصادر قيادية في الحزب أنّ عدم دعوة حزبهم لترشيح بوتفليقة رسميا لعهدة رئاسية رابعة هو أمر مدروس بالنسبة إليهم وليس أمرا اعتباطيا كما يحاول البعض تصويره.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن