الوطن

"حمس"، تختار مقاطعة رئاسيات أفريل 2014

بعد أن غابت الضمانات وفشلت في مسعى التوافق

 

قررت حركة مجتمع السلم، أمس، في بيان لمجلسها الشوري  مقاطعة رئاسيات الـ 17 أفريل المقبلوبررت الحركة موقفها ب،عدم وجود فرصة حقيقية للإصلاح السياسي من خلال الانتخابات الرئاسية 2014 واستفراد السلطة القائمة بالانتخابات الرئاسية وتجاهل مطالب الطبقة السياسية الداعية إلى إرساء شروط النزاهة والشفافية وفق المعايير المتعارف عليها دولياوالتجاوز المتعمّد لإرادة الشعب في الاختيار الحر ِلمن يمثله ويحكمه جاء هذا القرار بعد أكثر من 10 ساعات من النقاش والتجاذبات بين أعضاء مجلس الشورى الوطني للحركة، الذين انقسموا بين مؤيد لفكرة المشاركة في الموعد أو مقاطعته وبين جناح آخر طرح فكرة دعم المرشح علي بن فليس الذي لم يلقى الدعم الكافي لفرض نفسه بين هؤلاء، وأوضحت مصادر"الرائد"، من داخل"حمس"، أن أكثر من 250 عضو من أعضاء الحركة قرروا مقاطعة الاستحقاق لغياب الضمانات الكافية لدخول هذا الاستحقاق وتنظيمه في جو من الشفافية والديمقراطية التي تحكم سير أي استحقاق انتخابي في الدول الديمقراطية، وبالمقابل لم يطرح هؤلاء أي اسم من أسماء الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي بهدف دعمها في هذا الموعد سواء من أبناء حركة حمس أو من خارجها، وهو ما يوضح مدى الشرخ الكبير الذي تعيشه هذه التيارات في الجزائر، بعد أن رفض أبو جرة سلطاني الترشح حتى في حالة ما قرر مقري عدم خوض الرهان على كسب أصوات أبناء حمس، وهو ما يشير إلى أن هؤلاء قد أزالوا فكرة منافسة مرشح السلطة في هذا الاستحقاق بالرغم من عدم توضح رؤيته بعد.

وقد أوضح رئيس مجلس الشورى أبو بكر قدودة، في تصريح مقتضب للصحافة، أنّ النقاشات التي تمحور حولها لقاء أمس، أكدت في مجملها على ضرورة احترام أسس ومبادئ الحزب وسمعته لدى الشعب، وقد كان لزاما على المشاركين في اللقاء الأخذ بعين الاعتبار هذه الخطوة التي عززت في الأخير قرار مقاطعة الموعد وترك المنافسة بين أبناء السلطة كل من موقعه.

هذا وكان رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، قد أكد في تصريح سابق له لـ"الرائد"، أن الوضع السياسي في البلاد يوضح على أن اللعبة السياسية في الجزائر لازالت مغلقة، وقد أكد على هذا الطرح في افتتاح أشغال الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني أمس أول، حيث أشار إلى أن هذه الانتخابات ليست مهمة بالنسبة للحركة في المقام الأول، وإنما الذي يشغلنا أن هذه الانتخابات مهمة بالنسبة للجزائر، التي لا يليق أن تنحدر الأخلاق فيها فيتحول الرئيس المريض إلى ألعوبة في يد السماسرة وقوى الظلام والانتهازيين، يتكلمون باسمه بلا شفقة ولا رحمة في إشارة واضحة منه لأمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي قال بأنه يسعى ومن معه إلى فرض الرئيس على الشعب.

وقد سعت"حمس"، في عهد رئيسها السابق أبو جرة سلطاني، أن تهيئ نفسها لخلق الظروف المناسبة لتقدم مرشحا عنها لهذا الاستحقاق الذي كانت تعول عليه كثيرا، حيث دخل الحزب في تحالف رئاسي لم يكتب لقادته الاستمرار في التجربة السياسية وخرج كل واحد منهم قبل معركة الرئاسيات منهزما داخل قواعد حزبه، سواء بالنسبة لعبد العزيز بلخادم، أحمد أويحيى، أو سلطاني الذي ترك كل واحد منهم رئاسة الحزب لترتيب نفسه للدخول إلى سباق المنافسة على كرسي قصر المرادية قبل أن يترجل عن هذا الحلم كل من موقع، وإن كان الحلم في العودة للواجهة السياسية بالنسبة لبلخادم وأويحيى ممكنا فإنه مستبعد بالنسبة لسلطاني الذي توضحت لديه في الأيام القليلة الماضية بأنه سيبتعد أكثر عن الواجهة السياسية بعد أن بدأت أنباء تصدر عن مجلس الشورى الوطني للحركة بأن خيار مقاطعة الرئاسيات هو الأقرب بالنسبة إليهم، فيما يحتل تقديم مرشح عنه لهذا الاستحقاق المرتبة الثانية بالنسبة لخيار تقديم رئيس الحركة للموعد، بينما استبعدت الكثير من الأطراف فكرة تقديم سلطاني كمرشح باسمهم أو تقديم مرشح عن الحركة وهو ما توقف عليه قرار المجلس في دورته العادية التي اختتمت أمس.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن