الوطن

مقري: الإصلاح السياسي الذي تقدمنا به أكد بأن أحزاب الموالاة لا تبحث عن حل توافقي!

بن بيتور سينسحب من سباق المنافسة على سدّة الحكم

 

كشفت بعض المصادر المقربة من محيط رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، أن هذا الأخير يتوجه نحو خيار مقاطعة التقدم بملف ترشحه لرئاسيات 17 أفريل المقبل، بسبب غياب النزاهة في تنظيم هذا الاستحقاق، بحسب ما أوضحه هذا الأخير لأنصاره وحلفائه السياسيين المنضوين تحت جناح التيار المعارض للسلطة، وقد أدت هذه الخطوة التي يعتزم بن بيتور الكشف عنها في قادم الأيام إلى محاولة بعض الأطراف الناشطة في تيارات سياسية أخرى الاستفسار عن طبيعة هذه الأنباء وعرض خارطة طريق عليه لكسبه كحليف لها، وقد أوضحت مصادرنا أن الأمر يتعلق بأطراف من أنصار علي بن فليس، وعبد الرزاق مقري الذي يعتبر الشخصية الأقرب إلى الحصول على دعم بن بيتور في حالة ما صحت هذه التقارير، خاصة وأنّ رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري يسعى لكسب أكثر من حليف سياسي حاليا تمهيدا لمساعيه في إقناع أعضاء مجلس شورى"حمس"، بأهمية تقديمه كمرشح عنهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بدل التوجه نحو خيار المقاطعة الذي تحاول بعض الأطراف التركيز عليه داخل مدرسة الراحل الشيخ محفوظ نحناح.

وأشارت مصادر مقربة من بن بيتور، في تصريح لها لـ"الرائد"، إلى أنّ دراسة هذا المقترح الذي كشف عنه لمحيطه الضيق العائلي وبعض الشخصيات السياسية المقربة منه، تم في الفترة الماضية ويرتقب أن يعلن عنه بشكل رسمي خلال أسبوعين على أكثر تقدير، وبالرغم من أن بن بيتور قد تقدم للمصالح المعنية لسحب استمارة الترشح رسميا في اليوم الأول لانطلاق العملية السبت الفارط، إلا أن مسألة المشاركة فعلا في الانتخابات الرئاسية المقبلة تسير بالنسبة إليه نحو مقاطعة الموعد لأسباب تتعلق في الأساس بغياب أفق سياسي واضح لأحزاب المعارضة الذين لم يصلوا لتحقيق مطلب رجل التوافق والإجماع الذي يكون باستطاعته منافسة مرشح السلطة مهما كان شخصه.

وقد لمح بن بيتور في اللقاء الأخير الذي جمعه مؤخرا مع قادّة أحزاب التيار المعارض لهذه الفكرة، دون التأكيد عليها خاصة وأنّ حديث هذه الشخصيات كان يتمحور في الأساس حول خيار المقاطعة في ظل فشلهم في الوصول لخيار التوافق الذي يسعون لتحقيقه منذ أشهر عديدة دون التوصل إلى نتيجة ايجابية فيما يتعلق بهذه النقطة، وأشارت مصادرنا في هذا الصدد إلى أن لقاء مطولا جمع بين رئيس الحكومة الأسبق وخليفة أبو جرة سلطاني على رأس حركة مجتمع السلم، تطرق فيه الطرفان إلى أهمية توحد آرائهم فيما يتعلق بتحقيق مطلب رجل التوافق الذي يحاول مقري أن يكون لصالحه خاصة وأن توجه حمس في الرئاسيات المقبلة يسير بنسبة كبيرة نحو تقديم رئيسها كمرشح لهذا الموعد الانتخابي وسيتم الإعلان عن القرار في اجتماع مجلس الشورى المقبل.

وبالمقابل رفض عبد الرزاق مقري التطرق لهذه المسألة في رده على سؤالنا بخصوص طبيعة التشاور الذي يعقده مع بن بيتور وباقي التشكيلات السياسية التي تتفق مع الطرح الذي تقدم به حزبه منذ فترة بحثا عن الشخصية التوافقية التي سيتقدم بها تيار المعارضة في قادم الرئاسيات، مؤكدا على أن مجلس شورى حزبه سيفصل في غضون الأيام القليلة المقبلة في مسألة الرئاسيات رافضا في الوقت ذاته الحديث عن شخصية مرشح الحركة أو خيار المقاطعة الذي قد ينتهجه الحزب مشيرا إلى أن مجلس الشورى الوطني له كامل الحرية في اتخاذ القرار الذي يتم مناقشته في الوقت الحالي بين قيادات الحزب، والتي يتم فيها التطرق إلى المسألة من عدّة محاور أساسية، تتعلق حول ميثاق الإصلاح السياسي الذي تقدمت به"حمس" للتشكيلات السياسية الناشطة في الساحة الوطنية من جهة، مسألة نزاهة الانتخابات القادمة ورهان السلطة على هذه القضية، هذا وأوضح المتحدث في السياق ذاته أنّ الدورة المقبلة لمجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم، ستكون فرصة للتطرق إلى حالة الغموض التي تشوب الساحة السياسية الوطنية، خاصة فيما يتعلق بالملف الطبي للرئيس الذي لازال يطرح الكثير من التساؤلات، وهي النقطة التي سيتم مناقشتها مع مستقبل الحركة وتطلعاتها في الاستحقاق الانتخابي القادم.

وعلى نفس الأفق تحاول بعض التيارات السياسية التي دخلت المنافسة على كرسي قصر المرادية شكليا من خلال سحبها لاستمارة الترشح رسميا من الجهات المختصة والتي تقارب الـ 27 شخصية، كسب ودّ أنصار بن بيتور وغيره من الشخصيات التي قد لا تراهن على مسألة مشاركتها في رئاسيات 27 أفريل المقبل، لأسباب عديدة أهمها الشخصيات التي سبق لها وأن جهرت بمشروعها الانتخابي ومستقبلها السياسي قبل حسم خارطة الطريق التي يسير عليها هؤلاء لبلوغ هذا الهدف، من أمثال علي زغدود، موسى تواتي، علي بن نواري، رشيد نكاز، ياسمينة خضرا وغيرهم من الطامحين للعب دورٍ ما في سباق رئاسيات 2014 الذي سيكون فيه التنافس محموما وعلى أشده بين مرشح السلطة ومرشح رئاسيات 2004 و2014 علي بن فليس في الوقت الراهن إلى حين دخول شخصيات أخرى خط المنافسة وتوضيح شخصية وحقيقة مرشح السلطة.

خولة بوشويشي 

من نفس القسم الوطن